في منظرٍ مهيب اجتمعت فيه معاني التلاحم والوحدة بين أفراد المجتمع، شيّع آلاف المُصلّين شهيد «الوطن» وشهيد «رمضان» البطل الذي نحت اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ التضحية والفداء من أجل الدين والوطن عوض بن سراج المالكي، حيث صُلّي على الفقيد في جامع الراجحي بمكة المكرمة بعد صلاة الفجر وسط خليطٍ من مشاعر الحزن على وداعه والفخر بما قدّمه. ثمّ انتقلت هذه الجموع لتواري جثمان الفقيد في مقبرة الشهداء بحي الشرائع حيث تزاحمت الأكتف على حمله لقبره ليرسموا صورة الوفاء لمن ضحّى بنفسه وحياته، ورسم أجمل صور الولاء للوطن ولسان حالهم يقول: «وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان». ولم يمر استشهاد المالكي مرور الكرام على كل أبناء المملكة، سواء كان ذلك في عمله بين زملائه، أو بين جيرانه في محل إقامته، أو على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث انتفض الجميع، يدعون له، ويثمّنون له دوره في سبيل حماية الوطن من مخاطر أهل الشر وقوى الظلام والضلال. وكانت شبكة «رويترز» هي الأكثر جذبا لتعليقات أبناء الوطن حول المالكي وشهامته واستبساله، وتصدرت الشبكة صورة له بحسابه على «تويتر» باسم العاصمي عوض، يقول فيها:«يا قاضي الحاجات ويا مجيب الدعوات لا تدع لنا يا رب ذنبا إلا غفرته ولا همّا إلا فرجته ولا كربا إلا نفّسته ولا دينا إلا قضيته ولا عيبا إلا سترته». وتقول تغريدة أخرى: «تتجلى روعة الحياة بوجود أمثالكم من أهل القلوب النقية الثابتة على مكارم الأخلاق فجمعت بين الطيب والوفاء والصدق والوفاء فما أروع المعدن». وظهرت أيضا تغريدات لأطفاله وهم يتوشحون بشعار الوطن وراية التوحيد، وهو ما يكشف عن معدن رجال الأمن، وتربيتهم الصحيحة لأبنائهم، وحرصهم على غرس روح الانتماء والولاء في نفوسهم أطفالهم وأبنائهم، كما تكشف التغريدات عن مدى تماسك أسر شهداء الواجب وإصرارهم على استئصال شأفة الإرهاب الكالح ودحره عند ظهوره في أي بقعة طاهرة من أرجاء الوطن. وخطفت صورة الطفل ابن الشهيد، أنظار المغرّدين والمتابعين للجهود المخلصة التي يبذلها رجال الأمن بمختلف رتبهم وتخصصاتهم من أجل مكافحة إرهاب الدواعش، مشيرين إلى قوة أبناء المملكة والتفافهم حول قائدهم ومليكهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي يمثل بجرأته وصلابته وإيمانه الكبير بالله، حائط صد منيعا ضد أعداء المملكة فكريا، الذين يحاولون استلاب بعض شباب المملكة فكريا، وجرهم إلى مستنقع الإرهاب الذي ستخرج منه المملكة منتصرة قوية بإذن الله. يشار إلى أن الرقيب أول عوض المالكي قد استشهد خلال مواجهة لرجال الأمن مع أحد المطلوبين أمنيا، كان مختبئا وعدد من زملائه في منزل بحي الشرفية بالطائف، وتمكن رجال الأمن البواسل من القبض على ثلاثة من المشتبه بهم، وضبط أعلام لتنظيم داعش الإرهابي، وكواتم صوت، وأجهزة حاسب آلي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالصور.. صلاة الميت على الشهيد المالكي ودفنه في مقبرة الشهداء.. ومغردون يحتفون به