وصف زعيم "التيار الصدري" في العراق، مقتدى الصدر، مليشيات الحشد الشعبي بأنها طائفية وهمجية ووقحة وتسيء للجهاد. وقال في حوار مع صحيفة "البوابة" المصرية، السبت: "أرفض كل تصرف طائفي همجي يسيء للجهاد والمجاهدين، فلا بد أن تختلف أخلاقنا، وتصرفاتنا عن الإرهاب، والتشدد، ويجب إبعاد الجهاد عن السياسة، وجعله وطنيا محضا"، وفق قوله. وأضاف أن الوضع في العراق الآن ليس في أسوأ حالاته، وأن القادم أشد ظلاما، مضيفا أن العراق كله في دوامة عنف لم يسلم منها أحد، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك هو الطابع الأبدي، على حد قوله. واستطرد بأن العراق لا يتجه إلى الطائفية بل هو في أتونها، وقد أحرقته، أو أغلبه. ورأى أن منظومة العلاقات العربية- العربية في أسوأ حالاتها، و"كل غارق في مشكلاته الداخلية". وحول الأوضاع في مصر قال: "مصر مثال رائع للصمود أمام الديكتاتور، وكذلك أمام التشدد، وأنا أتعاطف مع الشعب المصري الذي يعيش في صراع أمني وخدمي مرير يحتاج معه لوقفة جادة لإنهاء معاناته، فهو يستحق الحياة". وكشف عن أنه حاول القيام بزيارة إلى مصر فعلا، دون أن يكشف عن تفاصيل ذلك. ومقتدى الصدر هو رجل دين شيعي، وزعيم التيار الصدري في العراق. و"الحَشد الشعبي" قوات شبه عسكرية تابعة للمؤسسة الأمنية العراقية، وقد تكونت من شيعة العراق، ولاحقا انضمت إليها عشائر من سنة العراق، وبرزت في سياق التعاون على محاربة تنظيم الدولة داعش، وارتبط اسمها بعمليات خطف وابتزاز وحرق. وبرغم ذلك، فإنها تخضع لسيطرة الحكومة العراقية، وتعتبر ضمن المؤسسة الأمنية العراقية كما صرح بذلك رئيس الوزراء العراقي، ولها ميزانية تقدر بستين مليون دولار أمريكي، من الميزانية العراقية المخصصة لسنة 2015. وكان الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ديفيد بتريوس، أدلى بتصريحات لصحيفة "واشنطن بوست"، قال فيها إن مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران سوف تشكل خطرا على العراق أكثر من تنظيم داعش، مشيرا إلى أن هذه المليشيات "تقوم بفظاعات ضد المدنيين السنة"، على حد قوله. وذكرت صحف عربية وعالمية ومنظمات دولية، أن مليشيات "الحشد الشعبي" قامت بعمليات نهب وإحراق الممتلكات؛ بعد تحرير مدينة تكريت خاصة، من تنظيم داعش، بيد الجيش العراقي المدعوم جوا من الولاياتالمتحدة. وقال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، أحمد الكريم، إن مقاتلي الحشد أحرقوا "مئات المنازل" خلال يومين، كما أن انتهاكاتهم موثقة بالفيديو، في المناطق السنية، ومنها حرق أشخاص أحياء.