تحدثت الكاتبة سمر المقرن اليوم عن التيار الليبرالي الذي بات يتصدر المشهد الإعلامي وكأن هذا التيار منزعج من الدعم السخي لخادم الحرمين الشريفين ماديا كان أو معنوياً للمؤسسة الدينية السعودية ممثلة في سماحة المفتي وهيئة كبار العلماء ظنا منهم أنهم يخدمون أوطانهم ويسعون لإبعادها عن الأخطار المحدقة بها، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا وفي ذات الوقت يهدمون تلك الأوطان التي جعلتهم يتصدرون المشهد. صحيح أن ثمة عدد لا بأس به منهم ينطلقون من نوايا حسنة بالفعل ولكنهم أخطر بكثير من الآخرين لأنهم يخلطون الحابل بالنابل وينظرون إلى الأشياء من زاويتهم هم باعتبارها شرا مستطيرا لا بد من مقاومته حتى الموت دون النظر لوجهة النظر الأخرى في مرحلة حساسة من خروج الجماهير العربية إلى الشوارع واستغلال جهات خارجية للطائفية لتدخل أنفها في أوطاننا المستقرة. وتحدثت المقرن لتثبت أن الليبراليين يتفننون حسب المزاج في سرد الحجج العجيبة التي يحاولون من خلالها إخفاء تناقضهم البشع وتقليب مبادئهم المطاطية المثيرة للضحك، وقالت “قرأت في جريدة إيلاف الإلكترونية مادة صحفية تتحدث عن موقف ما يسمى بالتيار الليبرالي في السعودية من خطاب الملك عبد الله الأخير والأوامر الملكية المصاحبة له، ورأيي في هذا الموضوع أن سماحة المفتي وهيئة كبار العلماء يستحقون هذا الاحترام والتقدير والدعم المادي والمعنوي لأنهم هم من وقف مع الدولة في وقت انقلابات ارتج لها العالم العربي كله، وفي المقابل لم يقف -بعض- من هؤلاء المحتجين مع الدولة بل راحوا يسطرون البيانات والمطالبات التي لا تمثل في حقيقتها رغبة أو تطلبات الشارع السعودي، ولا تتعلق بهموم المواطن السعودي الذي يهمه أول ما يهمه و آخر ما يهمه إصلاح أوضاعه الاقتصادية وشئون التعليم والصحة”. وقالت الكاتبة “إنه بالفعل يستحق المشايخ هذا الدعم فهم الدعم والسند للدولة وهم من نبه الناس على خطر الانحراف وراء الدعاوى المتهافتة والقفز في الظلام خلف دعاة الفتن, والمشايخ أناس لهم كلمتهم عند عموم المجتمع السعودي ومع ذلك سجلوا هذا الموقف الإيجابي من الدولة, في المقابل نرى أناسا ليس لهم وزن في المجتمع السعودي ومع ذلك يسجلون على أنفسهم موقفاً سلبياً لن يحمده لهم أحد”. وأكدت أن المطالب السياسية التي يتحدث عنها الليبراليون هي شأن يختص بنفر قليل وشريحة نادرة من المجتمع السعودي وبالتالي هي ليست مطالب سعودية بمعنى الكلمة، ولذلك فشلت تلك المطالب. ودعت المقرن الكتاب للالتفاف حول الوطن وقت الأزمات لأن هذا الوقت لا يعتبر من الناحية الأخلاقية وقت مطالب, بل وقت تقديم الولاء وإظهار الهوية الحقيقية وإظهار محبة الوطن حقيقة والالتفاف حول القيادة وتأجيل المطالب حتى انقشاع الغمة وانقضاء الدخان. وتساءلت عن المطالب السياسية وقالت كيف تكون في وقت يمور فيه العالم العربي كله ويخرج كل هذا الكم المهول من الشعب العربي إلى الشارع؟ مؤكدة أن مثل هذه المطالب لا تخلو من انتهازية وابتزاز. وطالبتهم قائلة “هذا وقت إعلان الولاء للوطن وللقيادة الحكيمة الممثلة في خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز وإخوانهم الأمير نايف والأمير سلمان والأمير أحمد حفظهم الله جميعاً وأطال في أعمارهم”. وحول إشكالية العودة للوراء ولزمن تأزم الصحوة الإسلامية وتشددها، قالت “أعتقد أن هذا غير صحيح, فالكل تغير في الفترة الماضية وبما فيهم كل شرائح الإسلاميين, والمراجعات التي حدثت جعلت الجميع يتعرفون على سماحة الإسلام وسعته بشكل ربما لم يسبق له مثيل في الفترات السابقة, وليس في هذا من عيب, فمن حق الجميع أن يتعلموا من الحياة ومن التجارب بحيث يطور الإنسان من رؤيته ويغير في آرائه, وأنا متفائلة بهذه الحقبة الجديدة وكلي إيمان أنها ستكون حقبة خير وبركة على بلادنا”. في الختام فتحت المقرن الأذهان حول أسئلة هامة حولنا وكيف يساعد الليبراليون في تفكيك مجتمعهم وتفكيكه، والمساهمة في دعم خطط الأعدا دون أن يدرون، ولا نعرف متى يدرون ويدركون؟!! ضوئية من مقال سمر المقرن بصحيفة الجزيرة: