عضو هيئة التدريس حجر الزاوية في المسيرة الجامعية وأهم مدخلات النظام التعليمي، وبناء على مستويات أدائهم يتقرر الكثير من مخرجات التعليم العالي، ولذا لم يعد حصول عضو هيئة التدريس على شهادة الدكتوراه وبعض برامج التنمية المهنية التطويرية المتواضعة كافيا لنجاح الجامعات في تحقيق وظائفها (التعليم، البحث العلمي وخدمة المجتمع) خاصة أن كل وظيفة تحتاج إلى مهارات متعددة ومتنوعة للوفاء بمتطلباتها. والتنمية المهنية لعضو هيئة التدريس تعني رفع مستوى كفاءته وإكسابه الخبرات والمهارات اللازمة لتطوير أدائه إلى الأفضل من خلال مجموعة من السياسات البرامج والأنشطة والوسائل والممارسات على المدى البعيد. ويشير واقع التنمية المهنية المقدمة لأعضاء هيئة التدريس بمؤسسات التعليم العالي في كثير من دول العالم العربي ومنها المملكة العربية السعودية إلى ضعف سياسات وبرامج التنمية المهنية، حيث بينت الإحصاءات قلة البرامج التدريبية والتأهلية المقدمة للأساتذة في الجامعات، وقد يكون ذلك عائدا بحسب ما أشارت إليه دراسات التربويين والأدب النظري في هذا الجانب إلى الاعتقاد بأن الأستاذ الجامعي وصل مرحلة من العلم لا يحتاج معها إلى البرامج التطويرية والتدريبية، وهذا أمر مشكوك فيه لأن العالم متغير والمعارف في ازدياد والتقنية في تجدد والحاجة إلى التنمية والتدريب والتطوير أمر لا بد منه لمواكبة تلك التغيرت والتطورات. والجامعات السعودية كغيرها من الجامعات بدأت الاهتمام بالتنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس منذ زمن باستحداث عمادات أو مراكز تطوير لشؤون أعضاء هيئة التدريس مع تصميم بعض البرامج التدريبية، وخاصة لأعضاء هيئة التدريس الجدد وتشجيع الأعضاء في بعض الجامعات على المشاركة في الندوات والمؤتمرات المحلية والخارجية لتعزيز خبراتهم المختلفة، وهي بلا شك جهود جيدة ولكنها غير كافية في ضوء متطلبات العصر واحتياجات المجتمع، الأمر الذي يجعل التطوير المهني للأستاذ في جامعاتنا ضرورة ملحة في الوقت الراهن وفق رؤية ومنظور وطني يتوافق مع خطط التنمية ومع رؤى الجامعات وأهدافها. وفي تصوري الشخصي ومع دمج وزارتي التربية والتعليم العالي فإننا بحاجة ماسة إلى إنشاء (مركز وطني لتطوير أعضاء هيئة التدريس في الجامعات) باعتباره مطلبا هاما في ضوء التوجه نحو مجتمع المعرفة وضعف مستوى مخرجات التعليم العالي من طلاب وبحوث وخدمة مجتمع التي لا تلبي احتياجات الأفراد والمجتمع بشكل جيد، بحيث يكون هذا المركز على مستوى عالمي من حيث الإعداد والتجهيز واستقطاب الكفاءات المحلية والعربية الدولية كخبراء تطوير وتدريب بمنظور ورؤية شاملة ومتكاملة لأداء عضو هيئة التدريس مع استمرار الجامعات في نشاطها التطويري الخاص الذي يتوافق مع رؤيتها ورسالتها الخاصة.. والله من وراء القصد. رابط الخبر بصحيفة الوئام: إنشاء مركز وطني لتطوير أساتذة الجامعات