حتى قبل ساعات معدودة من تعيينه وزيرا كان يتحدث في بساطة مع متابعيه على حسابات مواقع التواصل. مابين الأخضر والأحمر لم يستقر على تصميم كتابه الأخير، هذا قبل وقت قصير أيضا من إعداد قوائم مطالبات واحتياجات ستقدم لأول وزير يتولي منصب التعليم بعد دمج وزارتي التربية والتعليم العالي. الوزير الجديد للتعليم الذي طالب ويطالب بالوقوف إلى صف المعلم . حاليا لاشيء في أوساط المعلمين أعلى من صوت الحديث عنه. خصوصا مؤلفه الأخير بعنوانه «مع المعلم» ليحين الوقت ربما ليضعه أمام ما يكتب ليسطره في الميدان في تجربة مثيرة. أيضا من بين الأكثر تداولا واستحضارا بعد تعيينه كانت صورته في معرض الكتاب وأثناء توقيع كتابه ( تعلومهم ) أحضر والدته مُفتخراً بها لينال التأكيد على الإعجاب.
* د. عزام بن محمد الدخيل الوزير الجديد للتعليم ولد في 31 ديسمبر عام 1959 م في مكةالمكرمة. و تلقى تعليمه العام في مدينة الرياض. حصل على بكالوريوس الهندسة في العمارة من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1981. ونال الماجستير في العمارة من جامعة ولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 1985م، ليكمل مسيرته بالدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة دندي البريطانية عام 2002 م. وكانت أخر مناصبه قبل تعيينه وزيرا الرئيس العام لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية (مسك). * حياته العملية: مكتنزة بالخبرات. انطلق من القطاع الحكومي بمنصب مدير مشروع بالصندوق السعودي للتنمية وذلك خلال الفترة من 1981-1989 م. ومع بداية التسعينات انتقل للعمل في القطاع الخاص ، حيث تولى إدارة عدد من المجموعات التجارية التي تندرج تحتها مؤسسات وشركات محلية وإقليمية. ختمها بالمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق . ول د. الدخيل عضويات كثيرة منها في مجلس الإدارة الشركة السعودية للطباعة والتغليف. وعضو من القطاع الأهلي في مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة. ومؤسس ورئيس اتحاد ناشري الشرق الأوسط. * مع المعلم: الوزير الجديد متفاعل جدا عبر موقعه في "تويتر" وكثير من شجن حديثه هو عن المعلم والتعليم حيث لطالما أكد أن "التعليم قضية وطن وشعب ومستقبل، وليست مسؤولية وزارة فقط". وكان من أبرزها "لست معلماً ولا مختصّاً بالتعليم، لكن ليس من الضروري أن نكون مختصّين لنتنفس أو نشرب الماء، بإذن الله سيكون تركيزي مساندة المعلم". وفي الوقت الذي يندب فيه المعلمون حظهم فلم يشملهم التطوير يأتي حديثه كالبلسم وهو يقول: "لا بد أن يستمر زخم تقدير ومساندة المعلم ومنحه حقوقه المعنوية والمادية وتخفيف نصابه؛ ليتاح له الحصول على التدريب المستمر ومن الإجحاف لوم المعلم أن تمّ تعينيه معلماً فهذا المتاح له، ومن الظلم انتقاد المعلم لضعف تأهيله، فليس مسؤولاً عن مسار تأهيله".
* المحك المستقبلي: هذه الآراء وغيرها هي المحك المستقبلي في نظر البعض للوزير الذي لم يتردد في إعادة تغريدة لأحد متابعيه: " لماذا لا نهتم بالمعلم المبدع لإيجاد الطالب المبدع لتكوين وطن مبدع والله قد وهبنا من الخيرات ما يمكّننا من تحقيق هذا الحلم؟". الوزير "الدخيل" هو بحار مهتم بالتعليم وقد كتب عن أبرز التجارب العالمية في التعليم واصدر في ذلك كتابا اسماه "تَعلومُهم" يتحدث عن نظرة في تعليم الدول العشر الأوائل عالمياً في مجال التعليم عبر تعليمهم الأساسي ولمحاتٍ وأفكار وتطبيقات تعليمية وتربوية في تجارب الدول المتقدمة في مجال التعليم الأساسي ولاسيما في الدول العشر الأوائل المصنَّفة بحسب تقرير بيرسون عن التعليم في الدول الأعلى في العالم في المهارات المعرفية والتحصيل العلمي لعام 2012.
* تجربتي: يقول الوزير الجديد عن تجربته عن التعليم: " «على مدى سنوات احتلت التربية والتعليم الحيز الأكبر من فكري واهتماماتي ومطالعاتي، فكتبت عن التعليم الكثير من مدوناتي، لاسيما عن التعليم في دول العالم المتقدِّمة. هو يعرف ثقل "المسؤولية" ..يقول:" الوضع يجعلنا جميعاً أمام تحديات كبيرة تتطلب جهوداً جبارة في سبيل النهوض بتعليمنا. كما أنه – من وجهة نظري- قد حان الوقت للاستفادة من الخبرات غير المتخصصة بالشأن التربوي ولكنها مهتمة ونشيطة في هذا الجانب؛". مضيفا في تفاؤل:" إن النهوض بالتعليم ليس أمراً مستحيلاً، لكنه يحتاج لعزيمة جادة ورجال مخلصين. ولقد طرحت – في سنوات ماضية- سؤالاً ما زلت أظنه قائماً وهو: لماذا وصل الحال ببعض المشتغلين بهموم التعليم إلى هذا الحد من اليأس وعدم التفاؤل؟ ولماذا الاستمرار في تخريج آلاف الشباب والشابات في التخصصات العامة؟ وما زال الجواب هو نفسه؟!!!".
* التحدي : ويضيف د. الدخيل: "مدارس التعليم العام والجامعات يجب أن تساهم في إقناع الطلاب والطالبات لقبول الوظائف المختلفة ومزاحمة الأيدي العاملة الأجنبية في مختلف المهن. إننا في الحقيقة أمام تحد كبير لإعادة التعليم العام والجامعي إلى المسار الصحيح، وبالتالي فإنه لا بد من السعي الجاد الذي يساعد في رسم الطريق الصحيح للأجيال القادمة" * المسؤولية الكبرى: التحديات أمام الوزير كبيرة جدا ولكن المختلف في هذه التحديات ولم يكن أمام أي وزير سبقه هو دمج التعليم في المملكة القرار الجديد. يقول الوزير الجديد ل «عكاظ» بعد ساعة من تعيينه : «أتمنى منكم جميعا الدعاء لي بالتوفيق والسداد في هذه المهمة الوطنية التي شرفت بتكليف سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واختياري لهذه المهمة" * المطالبات: لأكثر من نصف مليون معلم ومعلمة بخلاف مايخص التعليم الجامعي فعدد ولا حصر: أبرزها استعادة حقوقهم المادية ومكانتهم الاجتماعية ونشر ثقافة احترام المعلم في المجتمع والتأمين الصحي وتحسين المستويات…الخ. هذا بخالف مطالب طلاب ومنسوبي التعليم العالي. خصوصا أن هذا القرار يراه الخبراء محاولة جريئة لاصلاح الوضع وينتظر منه التكامل بين الوزارتين المدمجة من جهة ومتطلبات سوق العمل من جهة أخرى. * تباشير: الوزير القادم لا تنقصه الخبرات ولا القرب من مجال وزارته العملاقة. كما أنه صاحب تجربة عريضة في القطاع الخاص وعاش جنباته. وهو بحار ماهر في التجارب الدولية في مجال التعليم وكان قريبا من الواقع حضورا وكتابة وتأليفا ويشتعل حماسة للتغيير. المهمة كبيرة والرحلة صعبة ولكن في المقابل الربان ماهر والقيادة داعمة..الأمر يستحق التفاؤل ويستوجب الدعاء لوطن كريم بقيادته ورجاله وبمستقبل مشرق لأجياله. رابط الخبر بصحيفة الوئام: عزام الدخيل رجل "التعليم" : رهاني على المعلم و لا مكان ل"اليأس"