ساعات معدودة بين استشارته لمتابعيه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وتكليفه بحمل حقيبة وزارة التعليم، الوزير الذي استشار ال 100 ألف متابع في غلاف كتابه «مع المعلم»، لم يكن يعتقد بأنه خلال الساعات المقبلة سيكون مسؤولاً عما يقارب النصف مليون معلم ومعلمة، وخمسة ملايين طالب وطالبة، إضافة إلى الآلاف من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، وعشرات الآلاف من طلاب الجامعات. منذ أعوام عدة والمعماري عزّام الدخيّل ينقّب في شؤون التعليم، يبحث ويؤلف فيها، إذ ألف «تعلومهم» مستعرضاً العديد من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، وسيصدر له قريباً «مع المعلم». يفنّد المهندس المعماري بدقة متناهية وبكل حرفية سياسات التعليم انطلاقاً من الإجازات الاستثنائية، والمناخ الملائم لبيئة تعليمية جيدة، وصولاً إلى السياسات والإجراءات المتبعة في أنظمة التعليم بالبلاد، يطلق تغريدة وينشئ وسماً يبين فيهما حقوق وواجبات كل طرف. الوزير الجديد الذي يُعد أحد الناشطين في «تويتر»، كان يغرد بمثالية عن التجربة التعليمية في المملكة على أمل أن يتم تفعيلها، وإذا به الآن على هرم وزارة تُعنى بالتعليم بشقيه العام والعالي، سعة اطلاعه جعلته محط أنظار المتابعين خصوصاً يوم أمس في «تويتر»، تعددت المطالب للوزير الجديد، إلا أن هناك شبه إجماع على مطلب يتمثل في «انقل ما تقوله من تويتر إلى أرض الواقع». شهد قرار تعيين الدخيل وزيراً للتعليم ارتياحاً كبيراً في الأوساط الثقافية والأكاديمية، المعلمون بدوا أكثر ارتياحاً لهذا التعيين نتيجة حرص الوزير الجديد على منح المعلمين جميع الحقوق والامتيازات التي يستحقونها، فيما لم تغب التعليقات الطريفة على قرار التعيين، خصوصاً من بعض الطلاب الذين تناقلوا صوراً للوزير في رحلاته البرية معلقين عليها ب «الوزير الشقردي» ومُحب الإجازات. يحتفظ عددٌ كبير من الناشطين في ذاكرتهم بموقف عزام الدخيل أثناء توقيع كتابه «تعلومهم» في معرض الرياض الدولي للكتاب باصطحابه والدته على منصة التوقيع، تعبيراً وامتناناً لها على تربيتها، وكنوع من أنواع البر بها. وزير التعليم السعودي عزام الدخيل المولود في مكةالمكرمة عام 1959، حاصل على البكالوريوس في الهندسة تخصص العمارة من جامعة الملك سعود بالرياض، ويحمل درجة الماجستير في العمارة من جامعة ولاية كاليفورنيا الأميركية، والدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة دندي البريطانية، إضافة إلى كونه زميلاً فخرياً في قسم الصحافة في جامعة لندن البريطانية. الدخيّل الذي بدأ حياته موظفاً في القطاع الحكومي مديراً لأحد مشاريع الصندوق السعودي للتنمية قبل 30 عاماً، قبل أن يخوض تجربة القطاع الخاص متنقلاً بين عدد من شركاته حتى تعيينه رئيساً تنفيذياً للمجموعة السعودية للأبحاث والنشر عام 2008، قبل أن يتم ترشيحه عضواً منتدباً للمجموعة ذاتها 2014، ثم رئيساً تنفيذياً لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية «مسك»، عاد مع مطلع العام الحالي إلى العمل الحكومي من خلال الأمر الملكي بتعيينه وزيراً للتعليم.