تتقاذف قضية حوادث المُعلمات، والتي تُؤرق الشارع السعودي مُنذ عشرات السنين وتزداد عامًا بعد عام، عدة جهات وتتنصّل منها جهات مُعنية، أهمها وزارة التربية والتعليم، وهُنا يجول في الخاطر سُؤال كبير: هل نحنُ في أزمة خارج نطاق المسؤولية أم إن المُعلمات لا قيمة لهن في مشروع الوطن والتوطين والمواطنة وهل يعتقد هؤلاء المسؤولون أن المُعلمات يُقدمن على ذلك طوعًا وحُبًّا للهلاك؟ ومزيد من الأسئلة التي تتصارع وتُراوح الأمكنة مُنذ عقد من الزمن، ولا حلول في الأُفق.. ومن وزارة التربية والتعليم إلى إدارة الطرق والمرور والنقل بقيت دماء أخواتنا في الطرقات وألهبتها أشعة الشمس التي لم تحجب الحقيقة عن القارئ الكريم ولا عن مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فجّر بالأمس الإخوة والأخوات المانشن في (تويتر) ووضعوا هاشتاق لحوادث المعلمات يطالبون فيه بوقف نزيف الدماء وترمل الأطفال وفقدان المزيد من الأخوات والأمهات، بأي ذنب قتلت (خرجت هند من منزلها فجرًا بعد أن ودّعت أطفالها الخمسة ودَعت الله أن يحفظهم وأن يُعيدها إليهم سالمة غانمة، لكنها عادت ولكن في سيارة إسعاف تحملها إلى المقبرة وكان وداعًا مُؤثراً والألم والحُزن خيّم على الجميع، وكانت الصاعقة الكُبرى حيث يقطن بجوار قبرها العشرات من الأخوات، قبور نوف، ومها، والجوهرة ومنيرة، ونورة، تسكن قلوبنا وهن تحت الثرى ومع الأسف لم يحضر مسؤول ليُواري ُجثمان أي منهن، ولم تزرف له دمعة واحدة ولم يحّن قلبه على طفلة تقبع في آخر السور، وتصرخ بأعلى صوتها أمي (ماما) أبكت الحضور إلا معاليه الذي ظل على كُرسيه المخملي ومكتبه الوفير وقهوته العامرة بالهيل والأفراح، ومزيدا من القرارات التي تعصف بالوطن وتهتك الدماء، صرخت الطفلة وأبكت الجميع ماعدا معاليه وسعادته و……. الذي أزعجه رنين الهاتف من مواطن غلبان يأمل مكرمته وعطفه وأن تحل رحمته على بناته اللواتي ذهبن ضحايا للطُرق !! لماذا أيها المواطنون الطيبون الغائرون على بناتكم تعشقون زرع الفوضى في عقول المسؤولين وتجعلون من إشاعة حوادث المُعلمات وكثرتها قضية من لا قضية له، وتتهافتون على حلّها وهي مُجرد قضية بسيطة لا تستحق كُل هذا العناء والكتابات والصراخ والعويل، أنتم تجعلون من المسؤولين شمّاعة لموت بناتكم على الطُرقات، فهُناك حلّ بسيط جداً (أبقوهن في بيوتكم وأضمن لكم أن لا حوادث بعد اليوم).. كلام مسؤول ومع الأسف يجلس على كرسي أقسم قبل مجيئه أن يخدم الوطن والمواطن وان يكون خير معين لأبناء وبنات الوطن وأن يؤدي عملة بكل أمانة وإخلاص..!! ولكنها الإشاعات الكُبرى، والأكاذيب التي يعشقونها! فمتى يُدرك المسؤولون في بلد الإنسانية أن الإنسانية تُهتك في موت المعلمات والشق أكبر من الرقعة!؟
صالح المسلّم رابط الخبر بصحيفة الوئام: حوادث المُعلمات… إشاعة!