استغلت إحدى الجمعيات الخيرية اليهودية في ولاية نيويورك الأميركية، الأزمات المالية التي تواجه المبتعثين السعوديين بأميركا من خلال تقديم معونات مادية لهم، ضمن تصنيفات معينة تعتمد بالأساس على معدل انخفاض المكافآت للطلبة المبتعثين مقارنةً بمعدل استهلاك الفرد في الولايات الشمالية. وتأتي هذه المعونات في صورة عرض مساعدات مالية على الأسر السعودية ممن رزقوا بمواليد بالأراضي الأميركية، كونهم يحق لهم حمل الجنسية الأميركية، على أن تدرس تلك الجمعيات الحالة المادية لتلك الأسر، قبل أن تعرض تقديم خدماتها المالية لهم تحت تصنيفات معينة، شريطة أن تكون تلك المعونات للأسر السعودية التي لديها طفلان فأكثر. من جانبها، التقت «الوئام» المواطن إبراهيم السعيد المرافق لزوجته المبتعثة للدراسة بولاية نيويورك، فأشار إلى أنه تلقى عرضا من إحدى الجمعيات الخيرية تدعى «ويك» للمساهمة في تحمل أعباء مصاريف المعيشة، مبينا أن الأمر بدأ بتقديم استبيان له من أجل قياس حالته المادية عندما رزق بمولودة قبل أقل من شهر، لدراسة تقديم المساعدة المالية له. وأبان أن تلك الجمعية سبق لها تقديم المعونات لأسر سعودية – حسبما ذكر له أحد منسوبي الجمعية، مؤكدا أن خدمات الجمعية شملت عددا كبيرا من الطلاب السعوديين المبتعثين. وأوضح السعيد أن المملكة العربية السعودية، ممثلة بوزارة التعليم العالي، تقدم إعانات مالية للمبتعثين تقدر ب1847 دولارا، بينما يحصل المرافق على مبلغ 1550 دولار تقريبا، بالإضافة إلى منح الطفل إعانة بنحو 272 دولارا للطفل الواحد، مشيرا إلى أن جميع هذه الإعانات لا توفي بمتطلبات الحياة التي تواجههم بغربتهم، الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن معونات الجمعية الخيرية. وأضاف السعيد أن معدل ما يُصرَف لعائلته المكونة من الزوج والزوجة وطفلين من إعانة قرابة 3726 دولارا، وفي المقابل تبلغ قيمة الإيجار الشهري للمسكن الذي تقطنه العائلة المبتعثة نحو 1500 دولار، كما أن الحضانات الرسمية بولاية نيويورك تطلب قرابة الألف دولار مقابل رعايتها الطفل الواحد لمدة شهر، مشيرا إلى وجود بعض الحضانات بمبلغ يقل عن الألف بنحو 200 دولار، إلا أنه لا يُنصَح بها، كونها سيئة وغير تعليمية، مضيفا أن هناك مصروفات أخرى مثل رسوم الإنترنت وفواتير الكهرباء التي تعد تكلفتها عالية جدا، وكذلك تأمين السيارة الإجباري والمتراوح بين ال400 إلى الألف دولار حسب طراز السيارة، بالإضافة إلى متطلبات الأطفال التي تتجاوز 500 دولار شهريا. وفي السياق ذاته، ناشد الكثير من المبتعثين بالولاياتالمتحدة الأميركية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز برفع سقف الإعانات المقدمة للمواطنين المبتعثين لكي ينعموا بالاستقرار الاقتصادي ولا يحتاجوا لهذه الإعانات المقدمة من الجمعيات الأجنبية، كما طالبت العائلات المبتعثة بأن تكون مكافأة الطفل موازية لمكافأة المرافق، أو يمنح الطالب ضمانا ماليا للحضانات. وعلى الجانب الشرعي، أفتى الشيخ موسى القوزي بجواز قبول مثل هذه المساعدات من الجمعيات اليهودية، مستندا إلى جواز قبول هدية الكافر، سواء كان كتابيا أو من أي ملة كانت، تأليفا وترغيبا له في الإسلام، مستشهدا بقبول النبي صلى الله عليه وسلم هدايا بعض الكفار، كهدية المقوقس وملك أيلة وغيرهم، لقول هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها وهو عام في كل هدية»، وإن شدد على ضرورة عدم الانجراف خلف دعوات تلك الجمعية أو الإعجاب بهم وبديانتهم أو مجاملتهم وموالاتهم على حساب الدين الإسلامي والابتعاد عن حضور اجتماعاتهم والحذر مما يراد بهم من وراء تلك المساعدات. رابط الخبر بصحيفة الوئام: جمعيات يهودية تقدم خدماتها المالية للمبتعثين السعوديين في أميركا