شرع فيسينتي ديل بوسكي المدير الفني الوطني للمنتخب الأسباني لكرة القدم بعد مروره بالمنعطف الأخير من رحلة الانجازات الغير مسبوقة مع فريقه في تشكيل منتخب أسباني جديد يعتمد على العناصر الصاعدة والتي تتركز مهمتها في استعادة ثقة الجماهير التي لا زالت تنظر بعين الريبة إلى أداء منتخب بلادها. ولم يكن الفوز العريض الذي حققه المنتخب الأسباني 4 / صفر على منتخب لوكسمبورج أول أمس الأحد كافيا لمحو أثار الهزيمة التي تجرعها الفريق قبل خمسة أيام على يد منتخب سلوفاكيا 2/1 من ذاكرة جماهيره. ورغم الشكوك التي تثور حول الفريق، أظهرت مباراة لوكسمبورج بعض ملامح مستقبل منتخب أسبانيا في ثوبه الجديد بعد أن فاز ببطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا قبل أن يخرج بشكل مذل من دور المجموعات لمونديال البرازيل 2014.وفقا للألمانية. وشهدت مباراة الأحد جلوس كاسياس على مقاعد البدلاء ليعطي الفرصة للحارس البديل دي خيا ليبدأ اللقاء كأساسي، بالإضافة إلى أن لاعبين صغارا في السن مثل خوان بيرنات ورودريجو لعبوا مباراتهم الدولية الأولى لتشارك أسبانيا في تلك المباراة بفريق بلغ متوسط أعمار لاعبيه أقل من 25 عاما. وكشفت تلك المباراة عن أن المنتخب الأسباني يمر بمرحلة تغيير جذري ستعيد تشكيل ملامح ذلك الفريق الذي شارك في المونديال الأخير والذي بلغ متوسط أعمار لاعبيه 28 عاما تقريبا نظرا لوجود بعض المخضرمين آنذاك بين صفوفه مثل تشابي هيرنانديز (34 عاما) وتشابي ألونسو (32 عاما) ودافيد فيا (32 عاما) وفيرناندو توريس (30 عاما). ووصفت صحيفة "أ س" أن ما يقوم به ديل بوسكي حاليا بتجديد دماء المنتخب الأسباني بمثابة عملية "شد التجاعيد". ومر المنتخب الأسباني بالمرحلة الأفضل له في تاريخه في ظل وجود لاعبين مثل كارليس بويول وتشافي وألونسو ودافيد فيا بالإضافة إلى لاعبين كانوا خلال فترة طويلة من بين طبقة النخبة في الكرة العالمية مثل كاسياس وسيرخيو بوسكيتس وأندريس إنيستا. ووجد ديل بوسكي نفسه وجها لوجه مع ضرورة التغيير الملحة بعد الإخفاق في المونديال، وهو ما اختار أن يقوم به في ظل مناخ غير مواتي وفي خضم سيل من الانتقادات والمطالبات برحيله عن الفريق. وكان المدير الفني المخضرم قاب قوسين أو أدنى من الرحيل إلا أنه فضل البقاء واقتحام مشروع تجديد دماء الفريق. ويتبقى في هذا الشأن رصد ما يمكن أن يقوم به لاعبون مثل دي خيا وكوكي وداني كارباخال وباكو ألكاسير وإذا كانوا بمقدورهم النجاح في طمس الأثر الغائر الذي تركه الجيل الماضي في نفوس الجماهير. وحتى يؤتي عمله ومجهوداته الدؤوبة، ثمارها يتعين على ديل بوسكي أن يضطلع بحل مسألتين كانا محل جدل هائل ، أولهما يتعلق بالمهاجم دييجو كوستا الذي احتاج إلى سبع مباريات حتى يسجل هدفه الدولي الأول مع المنتخب الأسباني وثانيهما إيجاد صيغة للتعامل مع كاسياس الذي انتقل الجدل حول مشاركته أساسيا في المباريات الرسمية من داخل أروقة ريال مدريد إلى غرفة خلع ملابس المنتخب. ويبدو أن ديل بوسكي يعمد إلى خطة جديدة هذه الأيام، حيث أنه طوال الفترة التي قاد فيها المنتخب الأسباني لتحقيق انجازات تاريخية لم يعتمد سوى على رأس حربة واحد فقط، بيد أنه في مباراته الأخيرة أمام لوكسمبورج دفع برأسين حربة (كوستا وألكاسير) ونجح كليهما في التسجيل. ومن الواضح أن التغيير الجديد الذي يشهده المنتخب الأسباني لا ينطوي فقط على الجانب الجمالي للأداء ولكنه يشمل أيضا الجانب الفني وبات الوقت فقط هو من سيحدد إذا كان ديل بوسكي قد أصاب في حدسه ومشروعاته الجديدة أم لا، وحتى ذلك الحين يتوجب على المنتخب الأسباني أن يتكيف على العيش تحت مظلة عريضة من الشكوك. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «ديل بوسكي» يقود أسبانيا مجددا لصناعة «منتخب جديد»