دعا وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار المشاركين في ندوة الحج الكبرى لهذا العام أن ينقلوا لمجتمعاتهم الصور الحقيقية للإسلام التي عاشوها واقعا وهم يؤدون مناسك الحج الذي تحقق له النجاح بفضل من الله ومنة بما فيه من معان سامية في التسامح والإيثار والمحبة والتواضع والسلام والصبر وكان سببا في دخول الملايين في دين الله أفواجا. وأكد وزير الحج على ضرورة ترجمتهم لما تم التوصل إليه من توصيات في برامج ومحاضرات وجلسات الندوة التي اعتادت وزارة الحج على تنظيمها مع مستهل حج كل عام في بيان قدسية الزمان والمكان والارتقاء بالسلوك الحضاري للمسلمين في أداء الشعائر والمناسك والتي تقف وراءها الجهود الكبيرة في خدمة ضيوف الرحمن والمبذولة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ونوه الدكتور بندر خلال لقائه بالمشاركين في الندوة عقب انتهاء موسم حج هذا العام على حرص الوزارة وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – على تهيئة الفرصة المناسبة لالتقاء النخب المتميزة من المسلمين من داخل المملكة وخارجها لتبادل الآراء والأفكار حول أفضل السبل لأداء الشعائر والمناسك بأسلوب حضاري يعبر عن قيمة الإسلام السمحة وذلك عبر هذا التجمع البحثي الإسلامي الذي أقيم في رحاب مكةالمكرمة بمشاركة صفوة كبرى من الباحثين والمفكرين والعلماء من مختلف دول العالم. وأشار إلى دأب الوزارة ومنذ قرابة 4 عقود من الزمان على عقد هذه الندوة خلال موسم الحج للدور الشامل الذي يتضمنه مفهوم الحج بصفته تجمعا دينيا وعلميا يتم عبر التعارف والتواصل الديني والمعرفي بين المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات المعرفية تتيح لجميع المهتمين والمختصين في العالم الإسلامي تدارس ومناقشة القضايا المختلفة ذات الصلة بالحج والحجاج التي تهم المجتمع الإسلامي في كل أرجاء العالم وتهيئة تبادل الخبرات والتجارب لمواجهة التحديات التي تهدد العقيدة والأمة والثقافة. من جانبه أكد شمس الدين موسيتش من كلية الدراسات الإسلامية بسراييفو وقسم الحديث النبوي بدولة البوسنة والهرسك ونيابة عن المشاركين في ندوة الحج الكبرى، أن هذا التجمع البحثي الذي اعتادت وزارة الحج في المملكة العربية السعودية على عقده كل عام وبلغ 39 دورة من أهم ثماره هو تبادل الآراء وذلك توقيا وتلافيا لأي إشكالات قد تواجه حجاج بيت الله الحرام حتى تتواءم مع جميع الاستعدادات والإنجازات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمتهم وتحقيق أعلى مستويات السلامة ليقوموا برحلتهم المقدسة في أمن وأمان، مؤكدا عزم جميع المشاركين والمشاركات للإسهام في المزيد من إشاعة ونشر هذه الآراء – كل في محيطه – لتوسيع دائرة الإفادة على النحو الذي يراه مناسبا وحتى يؤدي الحجاج مناسكهم عن علم ووعي ودراية وطمأنينة طوال رحلة الحج. ورفع عبارات الشكر والعرفان وعبر دورة الندوة لهذا العام لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز– حفظه الله – ولحكومته الرشيدة ولشعبه الكريم على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الرعاية داعيا الله – عز وجل – أن يوفقهم وأن يسدد خطاهم لتحقيق كل ما فيه خير لضيوف الرحمن من حجاج بيته الحرام ولوزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار على دعمه المتواصل ورعايته لعقد مثل هذه اللقاءات والندوات العلمية التي تعزز دور المملكة في الاهتمام بالحرمين الشريفين وقاطنيهما من حجاج ومعتمرين وزوار. من جانبهم ثمن أكثر من 200 باحث وعالم على مستوى العالم ممن شاركوا في فعاليات ندوة الحج الكبرى التي عقدت في رحاب مكةالمكرمة مستهل ذي الحجة الحالي الدور الكبير والرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وزوار مدينة رسوله الكريم داعين الله أن يجزيهم عن ذلك خير الجزاء وأن يديم لهم التوفيق والسداد لمواصلة المسيرة الإسلامية الحضارية الخيرة لهذه البلاد المباركة. وأشادوا بما حظوا به من حسن استقبال وحفاوة ضيافة من وزارة الحج خلال إقامتها فعاليات الندوة تحت موضوع «تعظيم شعائر الحج» في ظل وجود كوكبة من العلماء والخبراء والمفكرين وأصحاب الرأي والباحثين من كل أنحاء العالم الإسلامي ومن الجاليات الإسلامية في البلاد الأخرى، مبدين دورهم من خلال أبحاثهم الرصينة في بيان فقه تعظيم الشعائر في الحج ومعرفة ما يخالف ذلك ويناقضه ليعم النفع بها بعد ذلك بين أهل العلم والباحثين وكذلك ليستفيد منها الحجاج وضيوف الرحمن وعامة المثقفين وطلاب المعرفة. وأبرزوا الجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية في تعظيم الشعائر والتي تنبثق منها أهداف هذه الندوة المتمثلة في ترسيخ المحبة والتعظيم والإجلال عند المسلمين كافة لشعائر الحج ومشاعره والنأي بمشاعر الحج وشعائره عن أن تكون مسرحا للفتن وميدانا للأغراض الشخصية والصراعات المذهبية، والتوعية بأهمية احترام الأنظمة المتعلقة بالحج وإظهار أن الالتزام بها هو من تعظيم شعائر الحج ومشاعره مع التأكيد على إشاعة وتعميق مبدأ احترام الحقوق والحرمات والمقدسات وعدم الاستهتار بها والربط بين أداء شعائر الحج واحترام مشاعره وتعظيمها وبين السلوك الحضاري المنضبط المتوازن فهو تظاهرة إسلامية للتواصل بين شعوب العالم وينبثق من فريضة ربانية ونسك عظيم. وأشادوا بالمنجزات العظيمة المتلاحقة والمستمرة التي قامت بها المملكة في الحرمين الشريفين وفي المشاعر المقدسة لرعاية الحجاج والمعتمرين والزوار بتيسير تنقلهم في أدائهم مناسكهم وتأمين سلامتهم وأمنهم وراحتهم في حلهم وترحالهم، لافتين إلى أن هذه الجهود عظيمة ومباركة وتعبر عن اهتمام المسؤولين وحبهم وتعظيمهم لحرمات الله وشعائر الإسلام والمسلمين امتثالا لقوله تعالي: «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب». وأكدوا أن شعائر الحج هي أعلام دين الله الظاهرة في المناسك ومعالمه البارزة التي أمر سبحانه بها وندب إليها وشرع ذكره تعالى عندها تعظيما لها وتعبيرا عن توحيده وطاعته وعبادته جل جلاله حيث ينبغي أن يكون تعظيم الشعائر بالتزام الإخلاص لله تعالى وتوحيده مع خضوع القلب وانكساره وبالإتباع دون الابتداع في كل مرحلة من مراحل الحج وبإتقان أداء الشعائر وإقامتها على أكمل وجوهها ومعرفة أسرارها وحقوقها وما لها من تفضيل وإجلال. وشددوا على أن تحقيق الأمن في الحج هو وجه أساسي من وجوه تعظيم المشاعر والشعائر ولا بد من تعاون الجميع على تحقيق هذا المقصد الشرعي الجوهري، لافتين إلى أن الفساد والتخريب وتعكير أجواء الأمن والعبادة على الحجاج بأي عمل من الأعمال هو نوع من أنواع الإلحاد المندرج تحت قوله تعالى: «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم»، مشددين في الوقت نفسه على عدم استغلال هذا الموسم للدعايات الشخصية والحزبية والصراعات الطائفية والمذهبية والصدح بالهتافات السياسية لأن موسم الحج يرمي إلى تجسيد وحدة المسلمين وتضامنهم ونبذ ما يدعو إلى التفرقة بينهم. ورأوا أن احترام الحجاج لأنظمة الحج والتزامهم بالهدوء والسكينة أثناء إقامتهم في أرض المشاعر هو من إجلال الله تعالى وباعث كبير على تقواه سبحانه وعلى تهذيب النفس وتعميق مبدأ تعظيم الشعائر الدينية، مشيرين إلى أن تعظيم شعائر الحج تترك أثرا اجتماعيا مهما يتمثل في تحقيق التواصل بين المسلمين على اختلاف لغاتهم وأوطانهم وتعميق التعارف والمودة بينهم بما يعود على الأمة بالقوة والمنعة والرفعة، مؤكدين على ضرورة تكاتف الأيدي وتضافر جهود المؤسسات الحكومية والأهلية القائمة على الحج في مختلف الدول لترسيخ المحبة والتعظيم لشعائر الحج ومشاعره في نفوس المسلمين كافة وتوعية ضيوف الرحمن توعية شاملة تسهم في أدائهم لنسكهم على الوجه الأكمل الذي تقتضيه المحبة والتعظيم. الجدير بالذكر أن موضوع الندوة لنسختها هذا العام «تعظيم شعائر الحج» حمل محاور رئيسية في تعظيم الشعائر في مراحل الحج «مفهومه، مظاهره، أسبابه» وثمار تعظيم الشعائر في الحج ومنافعه وأدبيات تعظيم شعائر الله وجهود المملكة العربية السعودية في تعظيم شعائر الحج ورعايتها منوها بحرص الندوة على إشاعة روح التوعية بأهمية احترام الأنظمة المتعلقة بالحج وإظهار أن الالتزام بها هو من تعظيم شعائر الحج ومشاعره مركزة الندوة في دورتها الحالية على إشاعة وتعميق مبدأ احترام الحقوق والحرمات والمقدسات وعدم الاستهتار بها والربط بين أداء شعائر الحج واحترام مشاعره وتعظيمها وبين السلوك الحضاري المنضبط المتوازن وإبراز الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز –حفظه الله في تعظيم الشعائر وفي رعاية المشاعر. رابط الخبر بصحيفة الوئام: وزير الحج يدعو المشاركين في ندوة الحج الكبرى لإيصال الصور الحقيقية للإسلام لمجتمعاتهم