لن أتحدّث إلى حضراتكُم عن الدكتُور أحمد بن عبدالرحمَن العرفج ذلك الشخص الذي يظهرُ في أبهى تجلّياته ، وروائع سخرياته على شاشة التلفاز، ولن أتحدّثَ عن العرفج الكاتب ؛ صاحب القلم السيّال ،ونوادر الأفكار ،وجواهر الكلام . كلّا،فالحديثُ هُنا عن أحمد العرفج؛ذلك الكائن التويتري الذي يقفزُ من غُصنٍ إلى غُصن،ويتنقّلُ من فَنَنٍ إلى فنن(حقيقة الأمر أن وزن العرفج سلّمه اللهُ تعالى وإيّاكُم؛كفيلٌ بأن يجعل أعتى الأشجار تخرُّ صريعة،فضلاً عن الأفنان!)مُغرّداً بأقصر العبارات،وشوارد اللطائف،من أقواله شخصياً،أو منتقياً من روائع التراث العربي والإنساني أعذبَ الأقوال وأصدقها،وأكثرَها تأثيراً في المتلقي. ولايتحرّجُ في كل ذلك من أن ينسب المقولة لقائلها،والأبيات لشاعرها،سالكاً في ذلك سُلوك العُلماء والأدباء الكبار وأخلاقهم السّامية في حفظ الحق والجُهد الفكري لأهله؛مهما طال به وبهم الزمن،وتباعد به وبهم العهد! الدكتور أحمد في تغريداته صاحبُ أسبقيّات "تويتريّة" استحق بها أن تُكتب عنه هذه السطُور؛تسجيلًا وتوثيقاً لتلك الأسبقيّات التي امتازَت بها تغريداته؛بل إنه تفرّد بها عن الكثيرين والكثيرات،من المُغرّدين والمغرّدات! (حقيقة الأمر أن د.العرفج رجُلٌ عبقريٌ بالغُ السّخرية،وأديب ألمعيّ،متعدّد المواهب،سواءٌ صدّق منّي هذا الكلام أو اعتبره من باب الدُّعابة اليوسفيّة!). مما يمتازُ به هذا المغرّد العرفجي(الذي يستحيلُ طيرانه لأسبابٍ فنّية بحتة!) ماعُرف عنه واشتهر به في أسلوب تغريداته وقوالبه،التي صَمّمها لتلك التغريدات،إن صحَّ التوصيف.. فهناك مقُولاته الخاصّة التي اختار لها الوسم: #قاله_العرفج والذي منكُم لديه رغبة البحث وفضول المعرفة؛فسيجدُ الكثيرَ من تلك المقُولات؛بمجرّد البحث في تويتر. (والذي ليس لديه تلك الرغبة،ولاذلك الفضُول فقد أراح واستراح؛وإن قد فاتته أمورٌ رائعة!). وبجانب مقُولات العرفج"التويتريّة"؛ثمّة روايات عرفجيّةٌ "تويترية"،هي وكما يتضح من التسمية مرويّاتٌ ومنقولاتٌ يختارُها الدكتور العرفج ويغرّد بها تحت الوسم: #رواه_العرفج وقد يداعبُ العرفجُ من يتابعُونه بالقول: رواه محمود صبّاغ،وصحّحهُ العرفج! والمتتبّع لتلك المرويّات يجدها زاخرةً بالمعرفة والحكمة والعِبرة،عابقةً برائحة التراث العَربي وأصالته(أكادُ أشم ذلك العبَق!) وهُنا أحيلكم لنفس الملاحظة أعلاه،داخل الأقواس وخارجها،لمن أراد تلك المرويّات أو لم يردها! الجديرُ بالذكْر في هذا الجانب؛أن طائفةً من سكّان تويتر الكرام حاولوا تقليد المواطن "التويتري" أحمد العرفج؛في حكاية المقولات أو المرويّات؛لكنّهم تقهقروا عن ذلك، والسبب إن علموا أو لم يعلموا،وإن غضبوا من هذا القول أو لم يغضبوا؛هو كونُ هذا العرفج صاحبُ حصيلةٍ لغوية وتراثية مهُولة وثريّة،نظراً لأنه خرّيج الجامعة الإسلاميّة بالمدينَة المُنيرة كما يسمّيها العرفجُ نفسُه(هل أقول لهم ياعرفج في أي سنة تخرّجت؟!فعندي عنك الخبرُ اليقين. حسناً؛طِب نفساً فلن أفعل!) وهذا مازوّده ومنحه أفكاراً لاتنضَب،وواصلَ الدّربَ بعد الجامعة بالقراءة المستمرّة،والبحث الطّويل الدؤوب في بطون الكُتب ماصغر منها وماكبُر،ومجالسة أهل اللغة والأدب،المحبّين للغتهم المستهامين بآدابها وفنونها! ومما يميّزُ العرفج المغرّد -إن كنتم مازلتم تقرؤوني-ماابتكره العرفج من حكاية النّواصي،ومفردتها ناصية. حيثُ كتب المئاتِ من النواصي،وقال في أحد مقالاته بصحيفة المدينَة؛إنه جمعها في كتاب أسماه: من نواصي أبي سفيان العاصي. ومقدّمة الكتاب بقلم الإعلامي المعروف بتّال القوس. ومن الوسوم(الهاشتاقات) المبتكرة أيضا؛وسمٌ خصّصه د.أحمد للكتب المسمُوعة،إذ يطرح كل جُمعة كتاباً صوتياً من كتب التراث يلقى استحسان المتابعين،ويحظى بإعادة تغريد تصل لآلاف المرّات. ومن البدع الحميدة المتعلقة بذلك،والتي ابتكرها الدكتور العرفج؛المشي حول المقبرة مع وضع سمّاعات الأذن للاستماع إلى كتاب صوتي مسموع،وهو يعمل باستمرار على ترسيخ هذه الثقافة بالدعوة إليها قولاً وعملا،رياضة الفكر مع رياضة البدن! والآن وصلنا لميزة أخرى للعرفج مغرّدا؛حيث عُرف بكثرة "الرتويت" أو مايُعرف بإعادة التغريد. حتى وصفه الكاتبُ المعروف خلف الحربي بملك الرتويت.! يقول العرفج في هذه الناحية: ثقافةُ الرتويت هي كرمٌ مابعده كرم،فلم يعد الكرمُ اليوم أن تذبحَ خروفاً وتضعَ مؤخّرته في وجه ضيفك؛بل الكرمُ أن "ترتوت" لمن يُغرّد لك! (حيلةٌ اقتصاديّة جيّدة يادكتور أحمد،بدل أن تُكرمَ ضيفَك بذبيحة ترتوت له،وماذا ستقولُ لضيفك؟!تفضّل على تويتر الله يحيّيك،واعذرني على قلة الرتويت؟!). بل إن العرفج-وهذا من عجائبه التي لاتنتهي،وغرائبه التي لاتنقضي-يرتوت حتى لمن يشتمونه! وهو يعطي بذلك مثلاً واضحاً في الشفافية وتلقي النقد،أو حتى مجرّد السّب والشتم من أولئك القوم! والأغربُ في موضُوع الشتم هذا،أن العرفج يُشتَمُ شتماً لايتحمّله الحمَار،كما يقولُ عن نفسه! وقد كتبَ مقالاً في ذلك نشره بصحيفة المدينة،وذكر فيه بأنه مَلّ من عبارات الشتم المُعتادة ويتمنّى التنويعَ والتجديد من معاشر الشتّامين والشتامات! وعلى ذكر النقد؛فأبوسفيان(نعم،هذه كنية صاحبنا في هذا المقال!) شبّه في أحد أحاديثه المرأة في مجتمعنا بأنها بقرة. وأنا هنا أنقل كلامه ولاأتبنّاه بالضرورة. (ليس خوفاً من أحد حتى ولو كان/كانت أي أحد!) ومع أنه أطلق هذا الوصف؛إلا أن هناك طائفة من البنات يتغزلن به في تويتر. (أنت أحسن صديق عندي يادكتور!،نتواصل لاحقا!). مزيّةٌ أخرى في العرفَج المغرّد،وهي تفاخره بوالدته التي حفظ اسمَها كل من يتابعه في تويتر وغيره، إنها السيّدة:لولوة العجلان. (بعضُنا،بل أكثرنا،في الحقيقة لايذكرُ اسم والدته عند القريب فضلاً عن البعيد،بل يكتفي بالقول:الوالدة،وذاك لعَمري أضعفُ الإيمان،أمّا عصفُورنا العرفج المغرّد فيصرّح باسم والدته حفظها اللهُ له،على رؤوس الأشهاد التويتريين،فعجباً له!). حتى إن المغرّد المعروف عبدالبَاسط رضوان غرّد ذات مرّة قائلاً بأن أم العرفج صارت أماً لكُل السعُوديين،وشبّهها بصفيّة سعد زغلول أم كل المصريّين! الآن دعوني أحسنُ الظنَّ بكم،وأزعمُ بأنكم مازلتم تقرؤون سُطور محدّثكم يوسف،وبناءًً عليه خذوا مني هذه الميزةَ العجيبة لأحمد العرفج المغرّد،حيث أعطى في تغريداته لليُتم مذاقاً خاصا. فهو اليتيمُ،كما يصفُ نفسَه تارة،وهو عميدُ أيتام العالم تارةً أخرى! حتى إن أميرَ المدينَة المنيرة(تعرفون من وصفها بالمنيرة؟!)الأمير فيصل بن سلمان أعطاه موقعاً كسفير لأيتام المدينة.! تلاحظُون أنني ذكرتُ اسمَ محمُود صبّاغ في السطُور الماضيات،ومحمودٌ هذا هو أحد أصدقاء العرفج الذين تتناثرُ أسماؤهم خلال تغريداته المتفرّدات،وبات من يتابع تلك التغريدات -وهذه ميزةٌ أخرى-يعرف الكثيرَ من أولئكَ الأصدقاء ومنهم: ابن الصبّاغ كما أسلفنا وكما يسمّيه صاحبُه العرفج،وأحمد عدنان،وتركي البراهيم،وحسن الحارثي؛أبو أدهم،وأحمد المغربي،وطراد الأسمري،وراشد الزهراني،وأحمد قِرّان الزهراني،وساري الزهراني،وأمجد المنيف،وفايز المالكي،وأخيراً وليس آخراً من يصفه العرفجُ بالصّديق الساطع والعدو اللامع،المذيع المتألّق علي العلياني. العرفج أيها الكرام والكريمات(الترتيب غير مقصُود هُنا!) لايتورّعُ عن القول بأنهُ معزومٌ دائما،وهو في ذلك كما-يقُول-يقلّد بعضَ المشائخ الذين ينعزمون لكنهم لايَعزمون أحدا،ممّا جعل بعض المغرّدين يسمّون العرفج في تويتر:أشعب هذا الزمان! والآن دعونا ننتهي من حيث كان الأحرى بنا أن نبدأ،لكنني تعمّدتُ التأخير في الحديث عن هذا الأمر،وهو الشكلُ الذي يظهرُ به العرفج في تويتر من ناحية صورته الشخصيّة،ومن ناحية العبَارات التي يعرّف بها نفسه،فصورة العرفج لاتخلُو من غرابةٍ واضحة(ألا تلاحظون معي كثرة الغرائب في هذا المقال؟!ماالقصّة يادكتور أحمد؟!) حيث نجدُ إصراراً من العرفَج بأن تظهر صورته وهو يضع قُبّعة؛بالرغم من الحرص الشديد المعروف عن أهل القصيم الكرام في لبس الشماغ. فما خطبُك أيها العرفَج في هذا الشأن؟! ثم إن العرفج خرّيجُ جامعة إسلاميّة كما سبق القول،فما خطبُك ياعرفج للمرّة الثانية؟! ونراه يرتدي في ذات الصورة قميصاً مقلّماً،وكأنّه يقُول أنه مسجون،فهل الأمرُ كذلك يادكتور؟! أفدنا ولكَ الأجر. ويعرّف صاحبُنا العرفجُ نفسَه بأنه عاملُ معرفة؛في توصيف مُتفرّد آخر يُضاف لكل ماتقدّم ذِكْرُه. وأخيراً يحيلنا الدكتور أحمد العرفج لهذين البيتين،للشاعر جميل صدقي الزهاوي: إذا نظرتَ صُورتي تقرأُ فيها سيرتي حتى كأنّ سيرتي مكتُوبةٌ في صُورتي! بقلم يوسف بخيت رابط الخبر بصحيفة الوئام: العرفَج مُغرّداً !