لم يعد السكوت مجديا عن الدعاة المتخاذلين، الذين التزموا الصمت تجاه الإرهاب، الذي استهدف أبناء الوطن، وحولهم إلى قنابل موقوتة في أيدي رموز الفتنة في مواقع الصراعات السياسية والمذهبية. عندما تعرضت المملكة في رمضان إلى حادثة إرهابية آثمة، استشهد خلالها عدد من رجال الأمن وحماة الدين، خفت صوت المتخاذلين، فلم يتحدثوا عن الجريمة الإرهابية التي هزت أقطار العالم الإسلامي، فكان صمتهم جريمة أخرى. وعندما تحدث خادم الحرمين إلى العالم الإسلامي، وحمّل العلماء مسؤولية القيام بواجبهم تجاه الحق والوقوف في وجه من يحاول اختطاف الإسلام، وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب؛ خرس المتخاذلون، ولم ينبسوا ببنت شفة، فأشغلوا مواقع التواصل بالقضايا التافهة، وتجاهلوا خطاب زعيم الأمة الإسلامية، الذي شخص الوضع ورسم خارطة الطريق بكل شجاعة وغيرة على الإسلام. أين هم الخطباء الذين طاروا في عجة الربيع العربي، وزعموا في خطبهم أن دولة الخلافة الإسلامية وشيكة؟، وأن الشام أرض الطائفة المنصورة، ومقر الخلافة الإسلامية، ودعموا جماعة "داعش" الإرهابية من حيث لا يعلمون، حتى أوهموا الشباب أن هذه الطائفة الإرهابية التي تجز الرؤوس هي نواة دولة الخلافة المزعومة. هؤلاء الخطباء مازالوا اليوم يعتلون منابر الجمعة، ولا زالوا في وظائفهم الأكاديمية، يلقون المحاضرات على شبابنا في الجامعات، وفي كل حدث جليل تتعرض له بلاد الحرمين، يدسون رؤوسهم في التراب ويخرسون، و"الساكت عن الحق شيطان أخرس". لا شك أنهم العدو فاحذروهم، وأبعدوهم عن منابر الجمعة، واحموا عقول الشباب في الجامعات منهم، فأثر الأستاذ الجامعي الفكري على طلابه كبير. إن تجربة وزارة التربية والتعليم مع المعلمين، الذين يشكلون خطرا على طلابهم تجربة رائدة، فما إن يكون المعلم في دائرة الشبهة؛ حتى يجد نفسه مبعدا عن المدرسة لحماية الطلاب، فلعل هذه التجربة تجد لها طريقا إلى الجامعات السعودية، التي أصبحت تعج بمشوشي الأفكار، وكذلك منابر الجمعة المخترقة، فهناك عشرات الأئمة والخطباء المحتسبين، الذين يعتلون المنابر بالإنابة دون علم وزارة الشؤون الإسلامية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أبعدوهم عن الجمعة والجامعات!