ساعد الإقبال الواسع على السلع الفاخرة بالسوق الخليجي، على انتشار مراكز التسوق العالمية المشهورة، والمحلات الفاخرة، والمتاجر الدولية، والعلامات التجارية المتعددة، بالمنطقة، وخاصة في ظل تطور العروض الفاخرة والبيع بالتجزئة. ويحتل المستهلك الخليجي صدارة المستهلكين الأكثر إنفاقًا على شراء السلع الفاخرة في بلاده وخارجها، ويصنَّف الخليجيون بين أكبر المتسوقين في بريطانيا، في الوقت الذي كشفت فيه الإحصاءات أن 50% منهم ينفق الفرد الواحد منهم أكثر من 6600 دولار يوميًا بفرنسا، وأن المتسوق الخليجي ينفق سبعة أضعاف ما ينفقه الزائر الأوروبي بألمانيا. وكشفت دراسة أجرتها "مجموعة شلهوب" -إحدى أضخم الشركات المتخصصة في تجارة المنتجات الفاخرة في الشرق الأوسط- على أسلوب حياة معين ورموز محددة تكمن وراء أنماط استهلاك السلع الفاخرة في منطقة الخليج، عن أن النمو الديناميكي لإنتاج النفط والصادرات القوية على مدى العقود الماضية، أدى لظهور قطاع غير نفطي نابض بالحياة، وتطور الإنفاق، وخاصة من خلال جيل الشباب، الذي يمثل 55% من المجتمع الخليجي، من بينهم 26 مليون نسمة دون سن الثلاثين عامًا، موضحة أن هناك فرقًا بين الأجيال في النظر لمفهوم السلع الفاخرة، فبينما تنظر الأجيال الأكبر سنًّا إلى الترف على أنه "نعمة"، بفعل ما عاشوه من تغيرات اجتماعية واقتصادية، فإن الشباب الذين نشئوا في عصر العولمة يرون أن اقتناء السلع الفاخرة "أمر مفروغ منه". وأوضحت الدراسة، التي أُجريت بناء على مقابلات عملاء من كبار الشخصيات والخبراء الإقليميين، من أجل فهم العلاقة وتوقعات الترف، من خلال تحديد ثلاثة نماذج وثلاثة اتجاهات ترتبط بظاهرة تسوق السلع الفاخرة، أن الإحساس بالانتماء إلى المجتمع، القائم على القبلية، هو المغذِّي لتوجه الأفراد صوب شراء السلع الفاخرة، بوصفه وسيلة لمواكبة رموز صارمة يمليها المجتمع، ولتأكيد صفة الكرم، لافتةً إلى أن إقبال الشباب الخليجي على التسوق في المراكز التجارية، يساعدهم على الشعور بحرية التعبير، والتفلُّت من بعض القيود الثقافية، إضافة إلى تحفيز فرص الاختلاط. وحددت الدراسة أنماط التسوق بثلاثة رموز، أولها: "الغزال"، ويرمز إلى المستهلك الذي يميل لاختيار مصممي أزياء وعلامات تجارية أقل شهرة، عند شراء السلع الفاخرة، والفريدة من نوعها، في إشارة إلى مدلول الغزال في الثقافة العربية، المعروف بجماله، فضلًا عن سرعته ورشاقته وقابليته للتكيُّف بشكل كبير. ورمزت الدراسة للنمط الثاني من المستهلكين ب"الحصان"، وقصدت بهم الأشخاص الذين يحبون التباهي باقتناء جميع السمات الفاخرة التي تسمح لهم بالتفوق على غيرهم، من خلال شرائهم العلامات التجارية المشهورة، والأكثر ثمنًا. فيما وصفت النمط الثالث ب"الصقر"، الذي يدل على تميُّز أصحابه بتقدير التجارب الفاخرة والممتعة، والابتعاد عن العالم المادي، في إشارة لرمزية الصقر إلى راحة البال في الثقافة العربية.