عندما ظهر موضوع شكوى الدكتور منير القرني الملحق الثقافي السعودي في لبنان سابقا ادعى القرني إن لا علم له بالتسرب وان طلابه المحبين له هم من فعل ذلك من معارف لهم بالوزارة . وإذا عرفنا انه أرسل الخطاب في 22/2/2011 أي الثلاثاء وعادة ما يرسل بالبريد الدبلوماسي الذي يحتاج لعدة أيام ليصل للوزارة فمتى وصل البريد ؟ والتسرب يوم الجمعة الموافق 25/2/2011 وكما نعرف الخميس والجمعة إجازة وعلى افتراض انه وصل الأربعاء الموافق 23/2/2011 (مع أن الوزارة تقول انه وصل في 27/2/2011) فهل من المنطق أن يستطيع احد في الوزارة أن يعمل له سكان ويسربه قبل أن يقرأه الوزير؟ واسأل الدكتور القرني هل إذا ثبت أن تسرب المعاملة للفضاء الالكتروني مصدره أنت أو مكتبك فهل تعتذر أمام الملأ؟ تقول إفادة القرني أن مستشارا في التعليم العالي فضلا عن مدير عام مكتب الوزير غضبوا منه عندما رفض التصديق على شهادة ابنة الوزير السابق وتسببوا بنقله من عمله . إما جزمه بان هذا هو السبب فهو لان المستشار قد كتب مقالات في الصحف يهمز ويلمز منه على حد تعبيره بينما مدير المكتب يحاربه. ومن خلال الحيثيات التي قدمها لم أشاهد ما يدينهما بأي شيء عدا ما يستنتجه ويتخيله هو. والمثير للأمر أن المستشار الذي لا يحتاج إلى شهادة مني فتكفيه محبة الآلاف من السعوديين الذي تعامل معهم طوال عمله في الخارج ولا زالوا يفتقدوه أقول انه كتب مقالا واحدا قد يفهم منه انه انتقاد للدكتور منير القرني ولكنه انتقاد للقرني الشاعر وليس للملحق ولاحظوا أن المقال في 17/12/2010 أي بعد عودة الكاتب القدير من معرض بيروت للكتاب الذي انتهى في 16/12/2010 بينما ولم يكتب بعدها عنه مطلقا فمقالات كاتبنا أتابعها أسبوعيا . ومن تابع أحداث الأمسيات الثقافية في معرض بيروت الدولي للكتاب يعرف سبب تذمر الأستاذ عبدالله الناصر من تصرفات الملحق الثقافي السابق منير القرني ففي بداية الأمر طلب الفندق( الذي سكن فيه ضيوف وزارة التعليم العالي من المثقفين مثل السيدة أشجان هندي والسادة عبدالله المعطاني وسعد الحميدين وجاسم الصحيح ) من هؤلاء الضيوف دفع تكاليف الإقامة والوجبات بناء على تعليمات الملحق رغم أن الوزارة قد دفعت للملحق مبلغا ضخما إلا انه تراجع بعد أن علم بأن الضيوف قد بلغوا بأمر المبلغ المعني مع انه طلب أن يتحملوا الوجبات . وفي الأمسية الشعرية أثار الملحق استياء وسخرية بعض المثقفين اللبنانيين عندما فرض نفسه في الأمسية كشاعر بدلا من أن يدير هذه الأمسية , فضلا عن تجاهله وإهماله التام للمثقفين السعوديين منصبا جل همه على التفرغ للاهتمام المبالغ فيه بالفنان وديع الصافي . وبعدها كتب أديبنا مقاله . المثير للتناقض انه قبل القضية التي اخترعها قد كان يظهر في كل صور الحفلات او المعارض بشكل نرجسي ويكفي أن تذهبوا لقوقل وتضع اسمه على صور وستشاهد العجب وبالمناسبة صوره التي يظهر فيها شخصيا على موقع الملحقية أكثر من 170 صورة في جميع الأوضاع وهي دون مبالغة أكثر من صور جميع الملحقين الثقافيين السعوديين في انحاء العالم رغما عن أن بعضهم أمضى أكثر من 8 سنوات (أكثر من ملحقية ) كملحق بينما منير القرني لم يمض على وصوله لبنان أكثر من 7 أشهر, منها صورة في مكتبه مع زائرة لا تليق بمكتب دبلوماسي مع أن منير القرني يلهج بكل بياناته النضالية الأخيرة بحب الدين والوطن والأخلاق. منير القرني الذي قال أمس الأول أن خلافه مع وزارة التعليم العالي مهني لم يستكنف أن يختار توقيت تسريب الخطاب في هذا الوقت بالتحديد مع علمه الأكيد بالأوضاع الحساسة التي تجري في الدول العربية فيما استغل الحاقدين في لندن على المملكة تهجمه على رئيس مجلس الشورى وأعضائه أحسن استغلال . في المقابل أرسل القرني الشهادة المعنية إلى الوزير في 21/12/2010 أي بعد أربعة أيام من مقال الكاتب فمن ياترى هو الجاني هنا ؟ القرني كان يحتفظ بالشهادة لليوم الأسود ولربما كان يتصور أن عدم إرسالها للوزارة مثل ما كان مخططا يجعله ذا دالة على المستشار والكاتب بحكم انه هو الذي اتصل به في البداية واخبره انه سيرسل له شهادة للتصديق . لذا وكما هو واضح فوجئ بالمقال وعرف أن الرجل تحكمه مبادئ لا تشترى ولا تباع واكتشف أن الشهادة لا قيمة لها عند الرجل وإلا لما كتب المقال إلى أن تحل بطرق أخرى . الأخطر من ذلك هو أن الشهادة قد أرسلت إلى الملحقية في 11/11/2010 بينما ذكرت الجامعة في خطابها المؤرخ في 24/11/2010 إنها استلمت الشهادة من الملحقية في 9/11/2010 أي أن الشهادة أو صورتها كانت في يدي الملحق قبل أن ترسل له ويعني هذا انه يعرف إنها مزورة وبالتالي كان باستطاعته أن يصارح المستشار أو غيره بان الشهادة مزورة ولكنه بدلا من ذلك طلب منهم خطابا رسميا لكي يستخدمه لاحقا لمصالحه الخاصة وخاصة انه يعرف أن هناك قضايا قد تثار ضده مستقبلا ومنها إلحاق زوجته بالبعثة مع إنها لم تحصل على الثانوية العامة . بالنسبة لإلحاق زوجته بالبعثة فقد برر ذلك بأنه ألحقها بمعهد الجامعة على أن تدرس بكالوريوس بعد عام أي بعد حصولها على الثانوية العامة , طبعا هذا هراء لا يليق بملحق ففي أنظمة الابتعاث لا يلحق طالبا دون ثانوية عامة ولا يستثنى من ذلك إلا ذوي الحاجات الخاصة ومن المستحيل انه لا يعرف هذا النظام . وسؤالي له كيف تفسر لنا أن الجامعة اللبنانية الأمريكية (التي ذكرت بان الشهادة مزورة ) والتي منحك مسئولها شهادة بحسن سيرة وسلوك تقبل زوجتك في قسم اللغة الانجليزية في الجامعة لمرحلة البكالوريوس دون أن تحصل على الشهادة الثانوية ؟ أما إن الجامعة متواطئة أو أن الجامعة استلمت شهادة ثانوية مزورة ؟
وفي رده على الدكتور عبدالله الطاير اتهمه بأنه يهاجم علماء الشريعة ولو إننا لم نقرأ رد الطاير لربما راودنا الشك ولكن الدكتور الطاير عتب غليه وهو خريج الشريعة أن بقع بأخطاء قانونية تحدث عن الخطاب الذي أرسله الوزارة ويتسائل لما لم ترفعه الوزارة إلى الجهات المختصة وإذا كانت قد رفعته لماذا لم يرد إجابة مع مرور أكثر من شهرين عليها ؟؟؟ وأتساءل بدوري أنت أديت ما عليك وأرسلت التفاصيل التي طلبوها منك وهنا انتهى دورك نظاميا أي أن المعاملة سترد إليك فيما لو كان هناك استفسار منهم أو طلب توضيح أو خلافه أو كانت المعاملة في موضوع يتطلب ردهم كإلحاق بالبعثة أو تمديد, ثم إذا ثبت أن المعاملة قد وجهت بعد ورودها إلى الجهات المختصة فهل تعتذر ؟ إذا سلمنا بان القرني لم يعلم بالتزوير إلا في 24/11/2010 حسب التاريخ الموثق من قبل الجامعة اللبنانية فما الذي جعله ينتظر حتى 21/12/2010 أي قرابة الشهر لكي يبلغ الوزارة ؟ المنطق يقول انه بمجرد استلامه خطاب الجامعة أن يرسله إلى الوزارة مع توضيح للأمر أو إلى الجهة التي طلبت التصديق مع توضيح الأمر, إما أن ينتظر حتى يرى مقالا ينتقده فيه احد الأطراف تلميحا وبشأن أدبي لا علاقة له بعمله فيقرر حينها أن يثأر وبطريقة ممجوجة عندما انتهك خصوصية السيدة المعنية وأسرتها واتهم مستشار الوزير بما لا يعلم عن صحته إلا الله فهل لديه خطابا من المعنيين يوضح أنهم يعرفون أن الشهادة مزورة ؟ كل ملحقيات العالم السعودية تنصب عليها الشهادات من الوزارة أو من خارج الوزارة بطلب التصديق ودور الملحقيات هو التأكد من صحتها ومن عدمها ولو عمد كل ملحق بأخذ صورة من كل شهادة مزورة واخذ يستخدمها إعلاميا بشكل رخيص كما فعل الدكتور منير القرني لأصبحت الملحقيات تمارس الابتزاز العلني بكل صفاقة . ردة الفعل الإعلامية كان مبالغا بها والفرق بين السيدة (التي انصحها برفع دعوى على منير القرني )وبين غيرها أنها وقعت في براثن خائن للأمانة التي اؤتمن عليها ومن مارس عمل الملحقيات يعرف أن الشهادات غير ذات القيمة والمزورة تملا المملكة لكنها دون معادلة من جهة الوزارة ,ومن وصف الأمر بالفضيحة ساذج فالفضيحة هي لو أن المزور رجل أو امرأة ذوي منصب في الدولة عن طريق حصوله على شهادة مزورة . مشكلة البعض انه تعاطف مع القرني دون التساؤل عن الربط الجائر بين الشهادة وبين نقله من لبنان .القرني كان حسب إفادته قد رضي عن النقل ثم قال انه تراجع بناء على رغبة الطلاب وكأن الملحقية احد مقتنياته ورسالة الجوال التي أرسلها للدكتور الطاير كانت تعبر عن حالة من الخوف والقلق بينما لم ينفيها عند رده على الطاير . بعض المعلقين قالوا انه اضطر لطرحها اعلاميا لانه لم ينصف في القضية وهذا كلام منطقي لو أنها كانت قضية فهو أرسل الخطاب شاكيا للوزير في 22/2/2011 وخرج الموضوع للإعلام في 25/2/2011 ثم تحدث هو للإعلام في 25/2/2011 فهل أعطى القرني الفرصة لأحد لكي يقررون عدالة قضيته من عدمها ؟ ثم حتى لو سلمنا انه يائس من عدالة الوزارة فهناك جهة أخرى هي ديوان المظالم وغيره أما أن يعمد مباشرة إلى المواقع الالكترونية فهذا يعني انه يعرف سلفا بعدم عدالة قضيته . الطريف في الأمر هو الخطابات والتوصيات التي حشدها من الطلاب ومسؤول الجامعة تشيد به فضلا عن ما قال انه صدفة عندما أتى مدير عام المتابعة في الوزارة ليحقق معه فقابلوا طالبة كانت قادمة بالصدفة أخذت تشيد بالملحق أمامه فيالها من صدفة تذكرني بالأفلام الهندية . كلمة أخيرة المستشار والكاتب الكبير الذي تحدث عنه القرني كان يعمل ملحقا في الخارج وكان باستطاعته أن يحصل على شهادة الدكتوراه بأساليب كثيرة لو أراد ولكنه لم يصنع ذلك لأسباب كثيرة أهمها انه لا يبيع دينه بدنياه ومبادئه لا تسمح له أن يستغل منصبه بتحقيق أهداف دنيئة مع أن غيره صنع ذلك وفي مدة 7 أشهر فقط . والنقطة الأخرى أن الدكتوراه لا تعني له ولا تقدم شيئا , انه كما العقاد الذي قال عندما طلب منه أن يتقدم لشهادة الدكتوراه : ومن سيقيمني ؟ وانه مثل طه حسين الذي أضفى على شهادة الدكتوراه طعما ولونا آخر . للأسف الشديد هناك من لا يعرف الأسماء التي دار حولها الحديث وهناك من هو البريء الذي نعلم براءته ولكن هناك من لا يعلم وهناك من السذج الذي يدخل في كل نقاش وهو يجهله وهناك من لا يعرف أنظمة التعليم العالي ويظن أن كل ما يكتبه القرني مسلم به مع أن وزارة التعليم العالي التي أثبتت في السنوات الخمس الأخيرة أنها الأفضل انجازا وعملا لا تجامل ولا تراعي في قضايا الشهادات الغير مصدقة أو المزورة ولكن ماذا نقول إذا كان الانترنت أصبح مهنة من لا مهنة له وأصبح تصفية حسابات لكل معدومي الضمير ؟