على غرار أجهزة الكمبيوتر الشخصية، تتعرّض الهواتف الذكية للبرمجيات الخبيثة، التي قد تضر بنظام التشغيل أو تسرق بيانات المستخدم المهمة، وتطوّرت، أخيراً، أساليب الهجمات على الهواتف، إذ اقتربت من تلك المستخدمة في مهاجمة أجهزة الكمبيوتر، ويلجأ بعض مستخدمي الهواتف إلى تطبيقات أمنية تتيحها شركات مثل «لوك آوت»، و«ترست غو»، و«كاسبر سكي»، و«نورتون». لكن شركة «كابريكا» الأميركية الناشئة ترى أن التطبيقات لا تكفي وحدها لحماية الهاتف، وكشفت عن شاحن جديد أطلقت عليه اسم «سكوربيون» يمكنه فحص الهاتف لاكتشاف البرمجيات الخبيثة والتعامل معها، وإعلام المستخدم بالحالة الأمنية للهاتف، بينما يُشحن الهاتف بطريقة عادية. بحسب تقرير لصحيفة الامارات اليوم. وتعتقد الشركة أن من بين ميزات شاحنها استقلاله فعلياً عن الهاتف، وهو ما يجعله ملائماً لرصد البرمجيات الضارة التي تكمن في الجهاز دون أن تعلن عن وجودها، في الوقت الذي تسرق فيه ملفات المستخدم ومعلومات الدخول لحسابات مهمة، مثل البطاقات المصرفية، وتتيح للمخترقين جني الأرباح من دون أن يتم اكتشافهم. وقال المؤسس المشارك الرئيس التنفيذي لشركة «كابريكا»، دوج بريتون، إن «شاحن (سكوربيون) يعمل على كشف تعرض الهاتف للهجوم عن طريق تحليل ملفات نظام تشغيل الهاتف بشكل مستقل، ودون الاعتماد على مكونات الهاتف نفسه، سواء نظام التشغيل أو الذاكرة أو المُعالج»، وهو ما يعني، وفق ما ذكر «بريتون» لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية، أن الشاحن بمأمن عن البرمجيات الضارة التي قد تخدع تطبيقات الحماية، لتُظهِر نتائجها أن كل شيء في الهاتف على ما يُرام في وقت يواجه فيه المستخدم اختراقاً أمنياً. ويتطلب عمل «سكوربيون» وصله بالهاتف، ثم بمقبس الكهرباء مثل أي شاحن عادي، وبعدها يجري فحصاً أولياً وسريعاً للهاتف، وفي حال لم يرصد أية تهديدات أمنية، فسيُظهر ضوء باللون الأخضر، للإشارة إلى خلو الجهاز من البرمجيات الضارة. وعند اكتشاف مشكلة، يُطلق الشاحن تنبيهاً من خلال ضوء باللون الأحمر، ويمكن للمستخدمين ضبط الشاحن ليُعالج المشكلة تلقائياً، بالاستعانة بنسخة صالحة من نظام التشغيل سبق له تخزينها. كما يُتيح «سكوربيون» للمستخدمين تحديد ساعة محددة يُجري فيها فحصاً شاملاً، وفي حال تُرك الهاتف متصلاً بالشاحن في ذلك الوقت، فإنه يتم فحص وتحليل ملفات نظام التشغيل، وتستغرق هذه العملية نحو أربع دقائق. وفي معظم الأوقات، فإن شاحن «سكوربيون» لا يحتاج إلى اتصال بشبكة البيانات، أو توافر اتصال لاسلكي بالإنترنت «واي فاي»، ويستخدم ال«واي فاي» فقط للحصول على تحديثات أمنية، وأيضاً في حال رغب المستخدمون في مشاركة نتائج فحص الهاتف مع جهات أخرى. وأشار «بريتون» إلى بقاء الشاحن آمناً حتى إذا تعرض للهجوم أو الاختراق، نظراً لأنه لا يمكنه حينها إضافة تطبيقات أو تعليمات برمجية إلى الهاتف. ومبدئياً، يتوافق شاحن «سكوربيون» مع مختلف أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، لكن شركة «كابريكا» تحتاج للتنسيق المسبق مع منتجي الهواتف لضمان ملاءمة الشاحن لمختلف الأجهزة. ولم يُفصح بريتون عن الهواتف التي ستتوافق مع الشاحن حين إطلاقه، مشيراً إلى أن «سكوربيون» مطور حتى الآن ليتوافق مع الهواتف العاملة بنظام «أندرويد»، كما تخطط شركته للتعاون مع إحدى الشركات المنتجة لهواتف «أندرويد» و«ويندوز فون». وتعتزم «كابريكا» البدء في بيع شاحنها «سكوربيون» مع نهاية العام الجاري، أو مطلع العام المقبل، مقابل مبلغ يقترب من 65 دولاراً (239 درهماً)، إضافة إلى اشتراك شهري يراوح بين ثلاثة وأربعة دولارات نظير بعض المزايا، مثل الحصول على التحديثات والتنبيهات. ونقل موقع المجلة عن أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة «ولاية نورث كارولينا»، شوشيان جيانج، قوله إن «الشاحن الجديد يتبع منهجاً مثيراً للاهتمام في مجال حماية الهواتف، لكنه قد يظل محدوداً ما لم يستطع فحص الهاتف أثناء الاستخدام، نظراً لأن ممارسات عادية مثل الرد على المكالمات يمكنها نقل البرمجيات الضارة إلى الهاتف». وأبدى جيانج تخوفه من إمكانية اعتراض التحديثات الأمنية التي تصل إلى شاحن «سكوربيون» عبر الهاتف والاتصال اللاسلكي، ما يُقلل من فاعليته. واقترح استخدام الشاحن بجانب تطبيقات أمنية، ما يُعزز من كفاءته، قائلاً إنه «حين يتعلق الأمر بالبرامج الضارة، فإنه لا توجد رصاصة واحدة تقضي على جميع المشكلات». وتشير تقارير حديثة إلى تزايد البرمجيات والتطبيقات الخبيثة التي تستهدف الهواتف الذكية، وتصيب النسبة الأكبر منها «أندرويد»، باعتباره نظام التشغيل الأكثر استخداماً في العالم، وتعتمد عليه نحو 70% من الهواتف الذكية. وأشار تقرير صدر في أغسطس الماضي عن شركة «مكافي» الأميركية المتخصصة في برامج الحماية، إلى أن الشركة جمعت من نماذج البرمجيات الخبيثة التي تصيب الهواتف خلال النصف الأول من العام الجاري، ما يُعادل ما جمعته خلال عام 2012 بأكمله، كما تجاوز عدد العينات في الربع الثاني من العام الجاري 17 ألفاً، وغلب على العينات الجديدة برمجيات من نوع «أحصنة طراودة» التي تسرق بيانات المستخدم، إضافة إلى برمجيات تسجل تفاصيل الدخول للحسابات المصرفية. وربما يلفت شاحن «سكوربيون» إلى أن الشواحن يمكنها حمل الضرر أو النفع، فقبل نحو شهرين، وخلال مؤتمر «بلاك هات»، كشف باحثون أمنيون في «معهد جورجيا للتكنولوجيا» عن شاحن مُعدل يمكنه اختراق هواتف «آي فون» والأجهزة العاملة بنظام «آي أو إس» وزرع برمجيات خبيثة فيها خلال دقيقة من توصيلها بالشاحن، وهي الثغرة التي أعلنت حينها شركة «أبل» عن علاجها في نظام «آي أو إس 7» الذي كشفت عنه في سبتمبر الماضي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: طرح شاحن للهواتف الذكية يكشف البرمجيات الخبيثة