اتجهت صحف خليجية في السنوات الأخيرة إلى استقطاب عددٍ من الكتاب السعوديين سعياً منها لمشاركة نظيرتها المحلية في كسب اهتمام القارئ السعودي ، في زمن أصبحت القضايا السعودية تحوز على النصيب الأكبر من الاهتمام والمتابعة. ففي الكويت "أم الإعلام الخليجي" ؛ استعانت جريدة " الكويتية " بقلم الكاتب محمد الرطيان لتوجيه أنظار السعوديين إليها، وفي الامارات فتحت جريد الاتحاد أبوابها أمام الكاتب عبدالله بن بجاد وكتاب آخرين من قبله، بهدف الاستئثار بنصيبها من القراء السعوديين، وفي قطر حيث صحيفة العرب ؛ فقد حل صالح الشيحي كاتب الهموم السعودية ضيفاً رئيساً على أعمدتها. محمد الرطيان ، عبدالله بن بجاد ، صالح الشيحي ، ريم آل عاطف ، أحمد بن راشد بن سعيد ، وغيرهم كتاب سعوديين أصبحوا يطلون على القارئ السعودي من نوافذ الصحافة الخليجية، لتدور كتاباتهم حول هموم المواطن السعودي. وإذا سلمنا بحق الصحف الخليجية في تحقيق الانتشار الأكبر ، والخروج من محيطها الضيق إلى الفضاء السعودي الأرحب تسويقياً ، حيث أعداد القراء الكفيلة بتضخم ميزانيات المؤسسات الصحفية فإن السؤال المنطقي : لماذا يتجه الكاتب السعودي إلى الصحف الخليجية ؟ ويجيب على هذا التساؤل الكاتب في صحيفة "الحياة" محمد الساعد، حيث يرى بأن المال هو الدافع الرئيس وراء ذلك، إضافة لعدم وجود الفرصة في الصحافة السعودية. ولكن الكاتب شافي الوسعان من جريدة الشرق الذي لايغفل المال كدافع ، يذهب إلى " أن البحث عن مساحة أرحب للتعبير عن الآراء هو الدافع الأهم " ، ولايرى الوسعان أهمية للقول بأن القارئ يخاطب شريحة أخرى ، كون الصحف الخليجية بدأت تتجه للجمهور السعودي مؤخراً. لكن النظام الأخير للمطبوعات والنشر في السعودية يجعل من القول بأن الحرية في الخليج دافع رئيس محل نظر ، فهو لايفرق بين الكاتب على الورق السعودي والكاتب على الورق الآخر . ويرى كاتب الوطن أمجد المنيف يرى أن السبب متغير من كاتب لآخر، فما بين باحث عن مال، وآخر عن شهرة، وثالث عن شريحة جديدة ليخاطبها، من خلال مبدأ الانتشار بشكل أكثر، فهو يرى أنه لا يوجد سبب واحد لدى الجميع، بل كل منهم له أسبابه ودوافعه الخاصة. وعن موقفه من اتجاه الكتاب السعوديين إلى صحف خليجية ، فهو يشجع هذه الخطوة دائما، ويقول أنها " تندرج تحت بنود التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعوب، وكذلك الانفتاح على المجتمعات الأخرى، وكل هذا ينصب – بلا شك – على المنفعة العامة لدول الخليج غالبا ". وعن قبوله بعرض خليجي يقول : " الحقيقة أن هذا قد حدث، حيث جرى حديث بيني وبين إحدى الجهات سابقا، لكننا لم نتفق بشكل نهائي، ولم نحسم الأمر حتى الآن.. وأنا أرحب تماما بمثل هذا، طالما توافرت الشروط التي تناسبني، ويتفق عليها الطرفين، وتعود بالنفع على الجميع.. " هذا مايقوله الكتاب الذين لم يجربوا حبر الجرائد الخليجية بعد ، ولكن ما رأي من نثر مفرداته عبر أعمدة خليجية ؟ وجهت "الوئام" الأسئلة لثلاثة من الأقلام المهاجرة خارج الحدود الصحفية السعودية ، فاعتذر أحدهما ، وتجاهل الثاني الأسئلة رغم مضي أسبوع على وصولها ، وقال الثالث : الصحف الخليجية تقدر القلم السعودي ، وبس ! وجهات نظر أخرى تذهب إلى أن الاتجاه الفكري له دور مهم ، فذهاب كتاب سعوديين لصحف إماراتية جاء لضيق المساحة هنا بأفكارهم الليبرالية أو التنويرية كما يحبون تسميتها، وتشريع العرب القطرية أبوابها للأقلام السعودية المهاجرة يأتي كونها مهوى أفئدة الإخوان المسلمين، وقبلتهم الإعلامية بعد قناة الجزيرة، بعد أن ضاقت صدور الصحف المحلية ورؤساء تحريرها بأطروحاتهم ، ولايصح أن نغفل هنا إغراء المال العنابي . رابط الخبر بصحيفة الوئام: «الأقلام المهاجرة » إلى الخليج .. إغراء المال أم الهرب من القيود ؟