فصل الصيف ذلك الفصل الذي لا نعرف عنه إلا درجات الحرارة المرتفعة والأعاصير الحارة والمثيرة للغبار يبقى فصلاً مختلفاً فهو وإن كان في نظر البعض فصلاً مزعجاً وثقيلاً إلا أنه يظل في نظر البعض فصلاً مبهجاً وخاصة لأولئك الشباب الذين ينتظرون هذا الفصل ليعقدوا فيه قرانهم ويقيموا فيه أعراسهم وأفراحهم رغم أجوائه اللاهبة وحرارته المرتفعة . وتحتفل قصور وقاعات الأفراح بهذا الفصل على طريقتها الخاصة فالحجز يصبح مستحيلاً مع اقتراب هذا الفصل والأسعار تصبح منافساً حقيقياً لدرجات الحرارة المرتفعة وليكتوي بنارها ذلك الشاب الذي قيدته القروض الشخصية وأوهنت عزيمته تلك الأقساط المتراكمة ، فهو ورغم ابتسامة الفرح المرسومة على محياه إلا أنه يخفي ألماً دفيناً وهماً خفياً أورثته إياه تلك الديون التي تحملها من أجل إنجاح ليلة عمره . ويزداد العبء على عريسنا الشاب خاصة في مجتمع ينظر للولائم على أنها مظهر من مظاهر التفاخر فيحرص كل الحرص على أن تكون وليمته أكبر وأفخم من كل الولائم التي شاهدها من قبل مما يوقعه في حبال التبذير والإسراف ويزداد الأمر سوءاً عندما يصبح مصير هذه الولائم براميل القمامة . ومع شديد الأسف فإن هذا العمل يتكرر بشكل مستمر وفي كل مناسبة زواج تقريباً إلا من رحم الله حيث يتم جمع المتبقي من الولائم ورميها في صناديق القمامة وفي هذا كفر بالنعمة واستخفاف بها وهو الأمر الذي يجب على كل عاقل أن ينكره . وتبقى المسئولية مشتركة بين قصور الأفراح وأصحاب هذه الولائم ، فعلى صاحب الوليمة مثلاً أن يقوم بالتنسيق مسبقاً مع إحدى الجمعيات الخيرية في المدينة التي سيقام بها حفل الزفاف والتواصل معهم لأخذ ما يتبقى من تلك الولائم المهدرة ؟ كما أنه من المستحسن أن يضع أصحاب قصور الأفراح أرقام الجمعيات الخيرية في مكان بارز داخل القصر ليتم الاتصال على هذه الجمعيات في حال الانتهاء من تناول هذه الولائم . إن الأجر المترتب على هذا العمل لكبير جداً فهو مع كونه حفظ للنعمة فهو في نفس الوقت إطعام لبطون جائعة خاوية ، ولكم أن تتخيلوا البركة التي ستحل على زواج كان أوله صدقه وعمل خير وبين زواج كان أوله إسراف وتبذير وإهانة للنعمة واستخفاف بها . رابط الخبر بصحيفة الوئام: الولائم المهدرة إلى متى ..؟