ذكر الدكتور منصور المزروعي مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي ورئيس قسم الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز في تصريحه للوئام أن الحالة المناخية التي بدأ تأثيرها على المملكة منذ الخميس الماضي الموافق 25 أبريل هي نتيجة لتفاعل مشترك بين كتل هوائية شمالية قادمة من العروض الوسطى مع كتل هوائية جنوبية مدارية. وأن هذه الحالة المناخية المعروفة إعلامياً بحالة “البيضاء” والتي أثرت على معظم مناطق المملكة تعتبر من حالات التطرف في الطقس الناتج عن حدوث تغير فعلي للمناخ، حيث أنه وكما يعلم المتخصصون والباحثون في مجال الأرصاد الجوية أن الطقس المصاحب لهذه الحالة يختلف تماماً عما هو ثابت مناخياً. وأشار الدكتور المزروعي إلى أن مخرجات النموذج المناخي التجريبي لجامعة الملك عبدالعزيز يشير أيضا إلى أن أمطار شهر مايو الحالي سوف تكون بإذن الله تعالى فوق المعدل خاصة على الأجزاء الجنوبيةالغربية من المملكة وتمتد إلى مناطق متفرقة من المنطقة الوسطى والشمالية الشرقية. وأوضح الدكتور المزروعي للوئام أنه من خلال تحليل الحالة الجوية الحالية التي يتابعها المركز من خلال النماذج العددية للطقس والمناخ تبين أن المنطقة تأثرت بوجود بناء قوي لمرتفع جوي شبه مداري في طبقات الجو العليا شمال غرب المملكة يمتد تأثيره إلى جنوب أوروبا والبحر المتوسط وشمال إفريقيا، أدى وجود هذا البناء للعمل كحاجز (blocking) لمنخفضين جويين الأول يقع غرباً ومركزه فوق شمال الجزائر بينما الثاني يقع شمال غرب بحر قزوين امتد تأثيره حتى شمال وشمال شرق المملكة وفي بعض الأيام حتى وسطها. نتج عن هذه الوضعية دفع قوي لكميات كبيرة من الهواء البارد إلى المناطق الداخلية بدءاً من شمال غرب المملكة مما أدى إلى حدوث تعمق قوي للمنخفض الجوى في طبقات الجو العليا تفاعل مع المستويات السطحية التي كانت مصاحبة لنشاط تيارات جنوبية وجنوبية شرقية رطبة ودافئة قادمة من البحر الأحمر وبحر العرب نتج عنها تكوّن منطقة تقارب (convergence) قوية وسط وغرب المملكة صاحبها حركة رأسية قوية للهواء للأعلى تعمل على تكون تشكيلات هائلة من السحب الرعدية الممطرة فوق مناطق التقابل على أماكن متفرقة من جنوب ووسط المملكة تتحرك إلى الشرق والشمال الشرقي، وكانت أكثر المناطق المتأثرة بالخصوص هي الأجزاء الجنوبية من المنطقة الوسطى والأجزاء الشرقية للمرتفعات الجنوبيةالغربية والغربية، ومعظم محطات الرصد بالمملكة سجلت قياسات عالية لهذه الأمطار ومنها محطة الأرصاد التابعة لجامعة الملك عبدالعزيز بهدى الشام، حيث سجلت يوم الاثنين الماضي كميات أمطار قياسية بالنسبة لتسجيل المحطة وصلت إلى 66.4 ملم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: جامعة المؤسس: أمطار ابريل المتميزة نتاج التغير المناخي