يسكنون أطراف العاصمة الرياض، و يعيشون في عشش و أكواخ صغيره شبه منقطعين عن العالم المحيط، ليس لهم نصيب من الخدمات سوى النظر إليها فقط، يعيشون على صدقات أهل الخير والجمعيات الخيرية، وبعض منهم له أكثر من ستون عاما وبعضهم الآخر من مواليد الرياض؛ وآخرين لايعرف وطنا سوى هذا البلد. إنهم البدون قصة معاناة لا تنتهي.. تجدهم متفائلين بأن يكون القادم أجمل، وفي الغالب تجدهم مهددون بالطرد من منازلهم، حياتهم بسيطة و مريرة مرغمون عليها، وكان ل (الوئام) جولة رصدت فيها بالصور والقلم معاناتهم. في بداية الأمر تبادلت (الوئام) أطراف الحوار مع بعضهم؛ حيث أوضحوا أنهم من مواليد هذه البلاد المباركة، وقد امضوا عشرات السنين متنقلين في عششهم الصغيرة بالرياض، وكلما توسع العمران ابتعدوا عن المنطقة أكثر، وآخرون كانوا بالمنطقة الغربية وانتقلوا إلى العاصمة الرياض. من جانبه قال (أبو محمد) في الخمسين من العمر يسكن إحدى العشش الصغيرة وقد أخذنا في جولة بسيطة داخل منزله الصغير، سألناه عن التعليم، فاخبرنا: “مكتب الدعوة وتوعية الجاليات وكذلك جمعية البر بالشفا يمدون أياديهم إلينا ووفروا لأبنائناالتعليم اللازم، وكذلك وسائل النقل إلى مدارسهم، ووفروا لنا أيضا المياه، إضافة إلى ذلك يقومون بتوفير بعض مما نحتاجه من المواد الغذائية الأساسية” وتابع (أبومحمد) قائلا: “وزارة الصحة خففت من معاناتنا، حيث أصبح بإمكاننا العلاج بشكل مجاني بالمستشفيات الحكومية”. بعض (البدون) يعمل وبضعهم الوضع الصحي أجبرهم على المكوث في بيوتهم وانتظار ما تجود به أيدي المحسنين، والكثير فقط حياته متوقفة على تبرعات المحسنين وهبات الجمعيات الخيرية. من جهتها التقت (الوئام) أيضا بالشيخ عبد الرحمن بن علي آل حمود، المشرف على موضوع البلوش بمكتب الدعوة وتوعية الجاليات بالشفا، حيث قال: أ”عدد البدون حوالي 1300 شاملا الذكور والإناث جميعهم يسكنون في العشش، حيث يقدر عدد هذه العشش بمائة وخمسة وسبعون، وأبناؤهم يدرسون بمدارس خيرية، وهناك خطط لدمجهم بالمدارس الحكومية منهم 200 طالب، وكذلك الطالبات بلغ عددهم 205 طالبة يدرسون على حساب فاعلي الخير، وقد تم توفير وسائل النقل لهم والكلفة الشهرية لنقلهم وتوفير المواد الغذائية وتوزيع المياه عليهم تكلف شهريا ما يقارب السبعين ألف ريال، والمتبقي من الميزانية الخاصة بالبدون اثنا عشر ألف ريال. وكذلك أكد الشيخ أن أغلب أولئك كانوا لا يجيدون قراءة الفاتحة؛ ولكن بفضل الله أصبح الكثير منهم يجيدها بعد تدريسهم في المدارس الخيرية، وأصبحوا يجيد اللغة العربية. أما عن موضوع المواد الغذائية، أوضح الشيخ أن هناك اجتهادات من مكتب الدعوة لتصبح شهرية لتلبية احتياجات الكثير منهم، مؤكدا أن المكتب يقوم بكل جهد تجاههم ولكن تواجههم الكثير من العقبات في مقدمتها الدعم المادي للمكتب، موضحا أن هناك خطط لبناء شقق تأويهم وتكون بديلا مناسبا لهم، كاشفا أن هناك حساب بنكي موجود لدى مكتب توعية الجاليات بالشفا لمن يريد التبرع للبدون، أو بزيارة المكتب الذي يقع قرب أسواق الحمد غرب المعهد العلمي بالشفاء.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالصور .. «بدون الرياض» حياة عشش و أكواخ لا تنتهي