تطرق كتاب الأعمدة في الصحف السعودية الصادرة الثلاثاء للعديد من الموضوعات على الساحة حيث تناول الكاتب عبده خال في مقاله بعكاظ موضوع اصطدام قرارات الدولة مع مرافق الدولة وكان من نماذج ذلك الاصطدام ما أحدثه رجل الهيئة من لغط في الجنادرية. فيما تناول الكتاب على سعد الموسى بصحيفة الوطن موضوع تصحيح أوضاع العمالة المخالفة وقال أنه لا يعلم على وجه الأرض شعبا واحدا يدافع بضراوة ويقاتل بشراسة ضد قرار وطني يدعو لتطبيق النظام والقانون مع وعلى القوى العاملة التي تخالف أنظمة العمل وتعمل في غير ما استقدمت له ومن أجله. عبده خال رجال الهيئة وإثارة اللغط! قبل يومين كتبت مقالا بعنوان هل نحن نعيش برأسين يدور حول اصطدام قرارات الدولة مع مرافق الدولة وكان من نماذج ذلك الاصطدام ما أحدثه رجل الهيئة من لغط في الجنادرية. وكانت الأخبار حينها أن رجل الهيئة تدخل لمنع غناء سوف تقوم به إحدى المطربات في الجناح المخصص لبلادها إلا أن المشاهد المتوالية التي تم بثها عبر وسائل الاتصال بينت بوضوح أن ما قيل لم يكن صحيحا، وأن رجل الهيئة اخترق العرض لمنع رقصة شعبية يؤديها مجموعة من الرجال مثلها مثل كل رقصاتنا التي نتمايل عليها في كل مناطق المملكة. أي أن تدخل رجل الهيئة لم يكن موفقا بتاتا فقد أحدث لغطا وأبقى في أذهان الناس أن الجنادرية محل لرقص النساء وتمايلهن بينما ما تمت مشاهدته من اكتمال مشهدية اللقطة منذ دخوله واعتراضه إلى أن أمسك به رجال الحرس أثبت الادعاء وثبت استهداف وتشويه مهرجان ضخم تبنته الدولة منذ زمن بعيد وظل خلال سنوات طويلة يؤسس وجودا ثقافيا يحسب للبلاد. وللأسف الشديد فقد تحولت مناسباتنا الثقافية الكبرى إلى مجال للتشويه واستهدافها استهدافا مباشرا وتحميلها كل نعوت الفسق من قبل فئات لا يرضيها بتاتا أن تتحرك البلد إلى الأمام من خلال تبني المعرفة والالتحام مع العالم ثقافيا ومعرفيا، إذ ظل معرض الرياض الدولي للكتاب ومهرجان الجنادرية محل انتقادات وافتراء في القول من قبل فئات بعينها. وفي كل عام لنا حكايات وأقاويل تلصق بمهرجاناتنا الثقافية وكان آخرها ما أحدثه رجل الهيئة بالادعاء أنه تدخل ليمنع فنانة من أداء وصلة غنائية.! وإذا تجرأ فرد من رجال الهيئة على إحداث كل ذلك اللغط بادعاء ما لم يكن موجودا وداخل مؤسسة حكومية، فهناك من رجال الهيئة وبعيدا عن الأماكن الرسمية يحدثون فوضى ولغطا كبيرين في المواقع العامة بناء على اجتهاداتهم الخاصة حتى إذا أثيرت تلك الأفعال على المستوى الإعلامي تم التنكر لها.! وقد تابعت ما قاله معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زيارته لأعضاء الهيئة في الجنادرية واختتام حديثه لهم بالدعاء الذي أشار فيه إلى أن هناك من يتربص بالقائمين على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأجل زجهم في أمور ليست لهم وليسوا لها، فهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ومن المنكر أن يسمعوا لواشٍ أو مضلل كذاب يريد الإضرار بهذه الشعيرة والقائمين عليها. وفي قول معاليه تأكيد أن هناك من يتربص بالهيئة بينما واقع الحال أن بعض رجال الهيئة هم من يتربصون بأنفسهم من خلال إحداث أخطاء جسيمة وحين تنشر أفعالهم في وسائل الإعلام يقف الرأي العام ضد تلك الأفعال الصادرة من جهاز من أجهزة الدولة فكما يستنفر الرأي العام ضد خطأ طبي أو غلاء في الأسعار أو شح في المياه، فمشاعر الرأي العام لا تحارب تلك الأجهزة بل تحارب أداءها.. ولم نسمع أن مسؤولا من وزراء أو مديري عموم خرج إلى الإعلام ليقول إن وزارتي مستهدفة ومتربص بها وكما أن الهيئة جهاز حكومي فلا أحد يتربص بها وإنما بعض رجالها هم من يظهرون اعوجاجا في أداء عملهم يجعلهم محل انتقاد الرأي العام. دربوا رجالكم يا معالي الرئيس بالصورة التي تجعل هذه الشعيرة آمرة بالمعروف.!. على سعد الموسى تصحيح أوضاع العمالة: ذروة قراراتنا السيادية لا أعلم على وجه الأرض شعبا واحدا يدافع بضراوة ويقاتل بشراسة ضد قرار وطني يدعو لتطبيق النظام والقانون مع وعلى القوى العاملة التي تخالف أنظمة العمل وتعمل في غير ما استقدمت له ومن أجله. لا أعلم أحدا من شعوب الأرض، إلا شعبنا العزيز الكريم، الذي يرفض باستبسال شديد تصحيح أوضاع الملايين من العمالة السائبة، والملايين الأخرى التي لا تعمل مطلقا في المهن التي جاءت من أجلها ولا تحت إشراف الأفراد الذين استقدموهم لمشاريعهم أو استثماراتهم المختلفة. تعلمت من تجربتي في تحليل ردة الفعل على القرارات الإدارية الوطنية المختلفة، أن أكثر القرارات إصابة وصوابا لإنقاذ مستقبل الاقتصاد الوطني وإعادته إلى أبنائه وإلى أجياله القادمة، ليس إلا تلك القرارات التي يقابلها مصاصو دماء الوطن والماشون على (رقاب) أهله بالرفض والاستهجان. ما الذي يدفعك لأن تقاتل ضد تصحيح الأخطاء وضد نفاذ النظام والقانون؟ وما الذي يدفعك إلى هذا الاحتجاج الصارخ ضد قرار قانوني وأنت الذي تعرف أن الإحصاء يقول لك إن بلدك يشهد في اليوم الواحد عشرة آلاف حالة عمالية جديدة من الهروب أو التسلل وترك الكفيل وتغيير طبيعة المهنة؟ وللذين يهددون على الدوام أن المواطن الضعيف هو من سيدفع في نهاية الأمر تكلفة التصحيح العمالي فسأرد أن هذا المواطن مع وطنه هم ضحايا استغلال القوي ونفوذه. المواطن الضعيف هو ضحية المواطن القوي الذي تحول عمالته من الاقتصاد الوطني في العام الواحد 150 مليارا كان يمكن لها أن تدور في الجيوب الداخلية. المواطن الضعيف هو من يرفض صنوه (القوي) توظيف أولاده الأربعة لأن (القوي) يستطيع بربع المرتب أن يلجأ للسوق السائب ليأخذ عشرة عمال من المخالفين بربع التكلفة ليكسب خمسة أضعاف الربح على حساب الأسر الضعيفة. سأختم بنداء صريح للقيادة السامية الكريمة ولوزارة العمل: هذا القرار الجريء بالتصحيح هو ذروة كل قرارات السيادة الوطنية، ومهما دفعنا له من الثمن فلنحارب من أجل نفاذه من أجل مستقبل الأجيال وكي يعود الوطن بالفعل لأهله. محمد حدادي ستر الخلاف بين «الهيئة» وقرية «جازان»! ما دار في الجنادرية بين أعضاء هيئة الأمر بالمعروف ومسؤولي قرية جازان يشي أن هناك «مصالحة» و«حب خشوم» لستر الخلاف عن وسائل الإعلام بعد منع أوبريت مقرر عرضه سلفاً، وهذه المصالحة التي تأتي من باب الحفاظ على الود تبشر بالعافية وهي أمرٌ «صالح»، و«محمود»، و«سليم»، بالرغم من ذلك تدرك الإنسان الحيرة في مسارعة مسؤولي القرية لنفي حصول الأمر جملة وتفصيلاً بقيام أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإيقاف ال «أوبريت»! فمن المستحيل أن يكون المحضر الذي وزعت صورة منه على وسائل الإعلام مفبركاً! وفيه استند أعضاء الهيئة لقرار المنع لأن «الأغنية»: (محرمة شرعاً وممنوعة نظاماً)! ويمضي معدّ المحضر قائلاً: (وطالبت القائمين على المهرجان بمنع تشغيل أي أغنية وذلك لمخالفتها لتعليمات ولاة الأمر ونهج هذه البلاد المباركة). تلك كانت مسوغات «المنع» حسب ما تمّ نشره! والأوبريت كان مدرجاً ضمن الفعاليات المقدمة، وحائزاً على موافقة الجهات المختصة والقائمة على المهرجان، فما تعليل عضو الهيئة لمنعه «نظاماً»؟! وجوانب مخالفتها لتعليمات ولاة الأمر ونهج البلاد؟! هل استند لمواد نظامية كافية تعطيه حقّ التصرف بقرار المنع هذا؟ أم قام بذلك حسب ما يراه كقرار شخصي من تلقاء نفسه دون الرجوع للجهة المنظمة للمهرجان وجهة عمله؟! أمّا «التحريم الشرعي» الذي تضمنه «المحضر» فالأمر ذو خلاف فقهي طويل، والموقف بنفسه – وسط احتفالية وطنية كبرى وحضور عالمي وزخمٍ إعلامي- لا يحتمل تصرفاً «انفعالياً» كهذا، ذلك أن المهمة التي يدركها بوعي جميع القائمين والمشاركين هي إنجاح تظاهرة الوطن الجميلة هذه، التي ينظر العالم إلينا من خلالها كصورة لا تعكس تطورنا فقط، بل تختصر رسالتنا الحضارية ومدى تنوعها وثراء وعمق مضمونها. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أعمدة الرأي:ستر الخلاف بين «الهيئة» وقرية «جازان»!