استبشر الجميع بصدور الميزانية الكبيرة للمملكة ، والتي كانت أضخم ميزانية في تاريخ الوطن ، ونال فيها قطاعي الصحة والتعليم أكبر مخصصين ماليين ، حيث نالت التربية 204 مليار ، والصحة 100 مليار ! حقا إن تخصيص 100 مليار ريال لقطاع الصحة يعد رقما كبيرا ومبشرا بخير، لكن الواقع أننا لانجد مردورا يعكس تلك الميزانية أو يعبر عن صرفها في المكان الصحيح ، فعندما نحتاج للمستشفى مضطرين سنجد أننا متوجهين حتما لغير مستشفيات وزارة الصحة إما لسوئها وعدم توفر الإمكانات فيها أو بسبب طول انتظار المواعيد فيها ! الكلام يطول في هذا المقام وأعلم أن لدى كل واحد منكم عريضة شكاوى تجاه وزارة الصحة التي قد تفقدك الصحة بسبب إهمالها وعدم جديتها في العمل لكن ما دعاني للكتابة ، واستحث قلمي ، وفطر قلبي ، هو تلك الرسائل التي تصلنا من شركات الاتصالات تشحذنا فيها التبرع لإخواننا مرضى الفشل الكلوي ! حسبنا الله ونعم الوكيل ، إخواننا يعانون الأمرّين ويقاسون المصاعب وآلام التغسيل ، ويزاد عليها قسوة الإهمال ونقص الإمكانات ، فبعضهم يقطع مئات الكيلومترات لكي يغسل الكلى ، ومراكز التغسيل الخيرية كمركز الأمير فهد بن سلمان لا حل أمامها فباتت تستحث الناس وتستجديهم طلبا لنصرة إخوانهم المرضى ! وكأننا لا توجد لدينا وزارة ضخمة استنزفت النصيب الأكبر من الميزانية ! أين هي عن إخواننا مرضى الفشل الكلوي ؟ أليسوا ضمن مسؤولياتها واهتماماتها ! لماذا لاتنشئ لهم مراكز في الأحياء لتخفف معاناتهم وتسهل عليهم ! لن أحكي معاناة إخواني المرضى ، ولن أدمي مسامعكم بقصص تبكي ، لكي أثبت لكم حجم التقصير الحاصل فالرسائل الواردة من أكبر مركز لغسيل الكلى والتي تناشدنا وتحثنا على التبرع تبرهن بجلاء ذلك التقصير . إن تلك الرسائل الواردة على جوالي تذكرني يوميا بتلك الفئة المنكوبة شفاها الله وخفف آلامها ، فصارت كل نغمة رنين اسمعها كصرخة في أذني من أولئك المنكوبين ، نعم صرخة تكشف المستور وتعلن للناس جميعا مدى التقصير ، وكأننا لا نعيش في أغنى دولة نفطية قد أولت الحكومة فيها قطاع الصحة أكبر اهتمام !! حمد المحيميد @halmohaimeed رابط الخبر بصحيفة الوئام: أنقذوا مرضى الكلى