احتفلت جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية باليوم العالمي للكلى وعقد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي أمس مؤتمراً صحفياً بمناسبة اليوم العالمي للكلى الذي صادف يوم الخميس الماضي والذي تنظمه جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في فندق (الفورسيزون) بالرياض وأعلن الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن موافقة المقام السامي على انشاء برامج لتحسين خدمة غسيل الكلى في المملكة تشرف عليها وزارة الصحة ووزارة المالية. وأوضح انه هناك تعاون بين جمعية الأمير فهد ووزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب لتقديم حملات تخدم التوعية في مجال الوقاية من امراض الكلى. وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان في كلمته التي ألقاها ان احتفال جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي مع وزارة التربية والتعليم "باليوم العالمي للكلى" يؤكد حرص القائمين على الجمعية وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس إدارة الجمعية على المشاركة الفاعلة في المناسبات المحلية والعالمية المرتبطة بصحة الإنسان بشكل عام، ومرضى الفشل الكلوي بشكل خاص لأجل نشر الوعي بخطورة هذا المرض وسبل الوقاية منه، وتسخير كل الامكانات للتعامل معه. وأوضح ان الجمعية حرصت ان تكون المناسبة في هذا العام لدراسة مشروع تعاون مشترك مع وزارة التربية والتعليم بهدف نشر الوعي بين الطلاب والطالبات حول أهمية الوقاية والتوعية بأمراض الكلى عبر الآليات والنشاطات المناسبة التي يراها فريق من المختصين من الوزارة ومن الجمعية. وقال نحن نؤمن بأن اطلاق التوعية عبر المدارس العامة له فوائده الممتدة على صحتنا وعلى كفاءة الانفاق على الرعاية الصحية فكما نعلم ان نسبة الاطفال والشباب في المملكة تبلغ اكثر من 60في المائة من السكان والبدء الجاد للتوعية بأمراض الكلى سوف ينعكس بحول الله على صحة وسلامة جيل كامل، ويقلل التكلفة الاجتماعية وتكلفة العلاج. وأضاف: في المملكة ننفق اموالاً طائلة على علاج الفشل الكلوي فمثلاً تنفق وزارة الصحة اكثر من (مليار ريال) سنوياً، وهذا المبلغ يغطي فقط تكلفة الادوية والمحاليل لعملية الغسيل ولا يشمل اجمالي ما تنفقه القطاعات الصحية الحكومية أو الخاصة ولكم أن تتخيلوا حجم المبلغ إذا أضيفت اليه التكاليف الرأسمالية، مثل التجهيزات الطبية والقوى العاملة، وتكاليف الصيانة وتجهيز وبناء المنشآت، وأيضاً لا ننسى التكاليف الاجتماعية والنفسية التي تترتب على الاصابة بالفشل الكلوي، وهنا لا بد من الاشارة إلى ان مريض الفشل الكلوي عضو منتج في المجتمع، وتبعات هذا المرض غالباً تؤثر وتحرم المريض من العمل وبالتالي يفقد المجتمع عضواً منتجاً وقد تحرم أسرته من الاعالة والرعاية. وأشار إلى ان الاحتفال باليوم العالمي للكلى يهدف إلى رفع الوعي حول الوظائف الحيوية التي تقوم بها الكلى في جسم الإنسان وإلى ابراز أن مرض الكلى المزمن ليس عصياً على العلاج إذا توافرت المتابعة والاكتشاف المبكر لعمل وظائف الكلى وهذا المرض ليس حصراً على المملكة إذ يوجد أكثر من 500مليون مريض في العالم وما يقارب (10%) من البالغين يعانون مشكلات في الكلى وأكثر من 1.5مليون شخص في العالم (من المرضى المصابين بمرض الكلى المزمن) مازالوا على قيد الحياة، اما عن طريق اجراء الغسيل الكلوي واما زراعة الكلى، ومن المتوقع ان يتضاعف عدد هؤلاء المرضى في غضون السنوات العشر المقبلة بسبب عدد من العوامل كأمراض الكلى والالتهابات في الكلى أو المسالك، والاعاقة في المجاري البولية، والاضطرابات الموروثة ومرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم والسمنة. وبين أن مرض السكري من الأسباب المهمة للاصابة بمرض الكلى المزمن إذا لم تتم السيطرة عليه، متوقعاً ان يصل عدد المصابين بمرض السكري في العالم ما يقارب 300مليون شخص في العالم 2025م والدول النامية ستكون الأكثر عرضة للاصابة بهذا المرض. واضاف: ومن هذه الحقائق تتضح أهمية التقيد بالاجراءات الواجب اتباعها للوقاية من الاصابة بمرض الكلى المزمن، كما أن هناك عدداً من الوسائل الفعالة لذلك مثل: توعية الناس لادراك أهمية الحد من ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، ومراقبة الجلوكوز والدهون في الدم، مراقبة فقر الدم، زيادة النشاط البدني للسيطرة على وزن الجسم. ودعا سموه الجميع إلى ضرورة العمل على التوعية بأهمية اتباع الأساليب الوقائية المقررة طبياً للحفاظ على الكليتين عبر التشخيص المبكر عن المرض الكلوي المزمن واجراء الفحوص الطبية الضرورية بشكل دوري. وقال: التوعية والوقاية ضروريتان لان برنامج الغسيل الكلوي وبرنامج زراعة الكلى يحتاجان إلى ميزانيات باهظة، مما يشكل عبئاً اقتصادياً على ميزانية الرعاية الصحية في الدول المتقدمة وبشكل أكبر على الدول النامية حيث من المتوقع ان تصل التكلفة التراكمية على مستوى العالم للغسيل الكلوي وزراعة الكلى إلى "تريليون دولار" خلال العقد المقبل، هذا ما لمسناه عبر "برنامج رعاية غسيل مريض فشل كلوي" حيث تقدر تكلفة علاج المريض الواحد في السنة في حدود 110آلاف ريال، وطبقاً لهذا تنفق الجمعية أكثر من 27مليون ريال لعلاج 250مريضاً، لذا قامت الجمعية بفتح حساب موحد لدى البنك الأهلي التجاري ومصرف الراجحي برقم 1100للزكاة و 2200للصدقة، واستخدام الرسائل القصيرة sms لمن يرغب في التبرع لهؤلاء المرضى عن طريق ارسال رسالة فارغة إلى الرقم 5060.واضاف: لدى الجمعية برنامج زراعة الكلى، حيث تتحمل الجمعية تكاليف الزراعة لاكثر من 60مريضاً لمن لديهم متبرعون، عبر التعاون مع مستشفى سعد في الدمام ونتمنى ان تتم الاستفادة من هذا البرنامج بالشكل الذي يخدم المرضى، ومازالت الفرصة متاحة للاستفادة من البرنامج في القريب العاجل. أتقدم بالشكر والعرفان لكل من حضر وساهم لإنجاح هذه المناسبة، واخص بالشكر الأخ الدكتور عبدالله العبيد، وزير التربية والتعليم، وأيضاً أخي الدكتور سعيد المليص، وجميع منسوبي ومنسوبات وزارة التربية والتعليم، وادعوهم للمساهمة بجهدهم ووقتهم لخدمة مرضى الفشل الكلوي، وادعو الله أن يحفظ لنا صحتنا ويجعلها عوناً على طاعته وخدمة عباده.. انه سميع مجيب.