قبل أيام صرح أحد مدراء المرور في المملكة لإحدى الصحف اليومية بتصريح وقفت أمامه حائرا فقد ذكر في تصريحه بأن قطع الإشارة لأجل سيارات الطوارئ مخالفة مرورية يحق لمرتكبها الاعتراض عليها أمام هيئة الفصل بالمخالفات المرورية للنظر فيها . موضحا بأن قائد السيارة له حق تجاوز الإشارة المرورية الضوئية والمحكومة ب ” نظام ساهر” لإفساح الطريق لسيارات الطوارئ وسيارات الإسعاف والإنقاذ والسيارات الأمنية التي تكون في (حالة الطوارئ). وذكر أنه يحق لقاطع الإشارة لهذه الأسباب والمسجل عليه مخالفة الاعتراض أمام هيئة الفصل بالمخالفات المرورية للنظر في مخالفته مشترطا أن يكون وقوفه أمام سيارة الطوارئ في التقاطع مباشرة وألا يكون متجاوزا للتقاطع كاملا وإنما متجاوز لخطوط المشاة فقط ومتوقف أمامها مباشرة انتهى حديثه. لا شك أن لسيارات الطوارئ الحق في فسح الطريق أمامها لأن فيها إنقاذ لحياة شخص أو أشخاص وهذا شيء لا خلاف عليه فتسهيل حركة الطريق أمام تلك السيارات واجب إنساني قبل أن يكون واجب مروري. الذي أستغربه من حديث مدير المرور هو مطالبته للسائق الذهاب إلى إدارة المرور وتقديم اعتراض على عمل من المفترض أن يشكر عليه ويقدم له خطاب شكر على مساعدته وتعريض نفسه للخطر بقطعه الإشارة في سبيل تسهيل عمل سيارات الطوارئ لكننا نجد أنه يمنح مخالفة قطع إشارة مرورية !! ويكلف بمراجعة وتقديم الاعتراض أمام هيئة الفصل بالمخالفات المرورية في سبيل إخلاء سبيله وتبرئة ذمته من قطع إشارة قطعها مضطرا لمساعدة سيارة الطوارئ ولإنقاذ حالة إنسانية . والسؤال لماذا لا يكون الاعتراض عن طريق التليفون أو عن طريق الموقع الإلكتروني بحيث يتم إسقاط المخالفة آليا دون الاعتراض والرجوع لدائرة الشكاوى التي ذكرها لأن الناس يا سعادة العقيد ليس لديها الوقت والجهد الذي يجعلها تذهب وسط هذا الزحام للاعتراض . في الوقت الذي من المفترض أن تجبروا قائدي السيارات على إفساح الطريق أمام سيارات الطوارئ وغيرها لا أن تضعوا العراقيل أمامهم حتى لا يفسحوا الطريق أمام تلك السيارات لأنه من الممكن أن يكون لهذا الإجراء ولادة ثقافة جديدة لدى البعض وهي أن حياة البشر أرخص بكثير من قيمة المخالفة لساهر ! أجزم أنه ليس من الصعوبة إلغاء هذه المخالفة آليا دون الحاجة إلى الحضور لإدارات المرور لأن الصور وكل بيانات السائق موجودة لدى المرور فلماذا يكلف السائق بعمل هو في غنى عنه لماذا عليه الوقوف أمام هيئة الفصل في المخالفات المرورية ؟ والتقنية الحديثة كفيلة بحل معظم تلك المشاكل والصعوبات . لماذا استطاع نظام ساهر إيجاد نظام متكامل في ضبط ورصد المخالفة وتسجيلها على السائق دون طلب الحضور إلى هيئة المخالفات ? وعندما يريد السائق رفع تلك المخالفة الغير مبررة عنه يطلب منه الحضور أمام هيئة الفصل بالمخالفات المرورية وتقديم طلب عفو والتماس وغيره . أليست هذه من المفارقات العجيبة في نظام المرور !! أيضا لماذا لا تزود الإشارات الضوئية بمجسات إلكترونية تستقبل ذبذبات من سيارات الإسعاف وغيرها لكي تقفل الإشارات الأخرى آليا بالتقاطع وتفتح المجال للإشارة التي بداخلها سيارة الطوارئ وهذه الطريقة معمول بها في أكثر دول العالم . عقال المالكي