تحت مظلة المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب أقرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عدداً من الأفكار والمشروعات المبتكرة للوصول بالكتاب إلى كل فئات المجتمع أينما كانوا و تشجيعهم على القراءة والإطلاع. وتجلى نجاح مشروع المكتبة المتنقلة في صدارة هذه الأفكار الإبتكارية في تحقيق هذا الهدف على مدار عام 1433ه من خلال مشاركة المكتبة المتنقلة في عدد كبير من المعارض والمهرجانات الثقافية في كافة مناطق المملكة واستقطابها لأعداد كبيرة من الرجال والنساء والأطفال في المصايف والأماكن العامة والمنتزهات . ويشير التقرير السنوي لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة لعام 1433ه أن المكتبة المتنقلة قدمت خدمات القراءة والإطلاع لما يزيد عن 120 ألف شخص منهم 25 ألف شخص استفادوا من خدمة المكتبة الإلكترونية وخدمات الإنترنت مقابل 95 ألف مستفيد من قائمة القراءة والإطلاع. أما مقومات نجاح مشروع المكتبة المتنقلة فيمكن تلخيصها في وضوح الأهداف التي سعت إدارة المكتبة لتحقيقها من خلال هذا المشروع الجديد والتي تضمنت تقديم خدمة مكتبية مساندة للخدمات التي تقدمها المكتبات العامة والمدرسية والوصول بالكتاب إلى كافة فئات المجتمع أينما كانوا من أجل رفع المستوى الثقافي وتنمية الوعي بالأحداث والمستجدات ومساعدة أبناء المجتمع على تطوير حياتهم وتحسين ظروفهم المعيشية من خلال تزويدهم بالكتب العلمية المبسطة التي تساعدهم على اتقان المهارات الأساسية ، بالإضافة إلى دعم المناهج الدراسية بمصادر المعرفة بما يزيد من التحصيل الدراسي للطلاب واستثمار أوقات الفراغ لدى الشباب والناشئة في أوقات الإجازات في القراءة والإطلاع ودعم جهود الدولة في القضاء على الأمية من خلال إتاحة مصادر المعرفة والتعلم . وتتواصل مقومات نجاح مشروع المكتبة المتنقلة من خلال رقي التجهيزات للحافلات التي تم تصميمها لإستقبال الزوار بما يوفر المناخ الملائم للقراءة والإطلاع على أكثر من 3 الآف كتاب ومادة معرفية تتوفر في قاعات القراءة في كل حافلة ، بالإضافة إلى ركن خدمات الإنترنت والمجهزة بعدد 8 حاسبات آلية وركن لعرض الأفلام والبرامج التربوية للأطفال. واستطاعت المكتبة المتنقلة عبر هذه التجهيزات أن تقدم حزمة من الخدمات الأخرى منها التصوير لبعض الكتب والأوعية المعلوماتية وتنفيذ الدورات التدريبية وخدمة الإنترنت والخدمات المرجعية والتنسيق مع المدارس والمنشئات التعليمية في تنظيم خدمات الإعارة في الموقع التي تتواجد بها المكتبة ، بالإضافة إلى توزيع عدد كبير من الكتب والمطبوعات التعريفية بخدمات المكتبة والإعلان عن أماكن تواجدها. وتميزت مشاركة المكتبة المتنقلة في معرض الرياض الدولي للكتاب بحافلتين تم تخصيص إحداهما للرجال والأخرى للنساء والأطفال ، كما شاركت المكتبة المتنقلة في ملتقى “للورود فضاء”بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي ومهرجان “دعونا نقرأ” بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة للبنات ومهرجان “صيف نجران” ومهرجان “سوق عكاظ” ومهرجانات القراءة في مناطق الإحساء والطائف وغيرها من مدن ومحافظات المملكة ، وسط إقبال كبير من المواطنين الذين أبدوا إستحسانهم للفكرة وإعجابهم بخدمات المكتبة وتنوع محتوياتها من الكتب في كل فروع المعرفة ، وسط مطالبات بزيادة عدد حافلات “المكتبة المتنقلة” لتعم الفائدة ولاسيما في المدن والمناطق التي لا توجد بها مكتبات عامة.