أكد المواطن السعودي العائد من العراق عبدالله العنزي أن اتفاق تبادل السجناء الموقع بين السعودية والعراق لم يفعّل لعدم مصادقة البرلمان العراقي عليه بسبب الاصطفاف الطائفي، مشيراً إلى أن خمسة شبان سعوديين ممن يعرفهم قد يكونون في الطريق إلى الإعدام، حكماً أو تنفيذاً، وأنه رأى نماذج كثيرة من شباب سعوديين معذبين، أشدهم شابٌ فقد عقله ولا يزال يعذب. وأضاف قائلاً “بقيت ثمانية أعوام كفترة كاملة، ولكن حكمي 10 أعوام، وكنت أتنقل بين معظم سجون العراق، ففترة التحقيق الأولى كانت في سجون سرية لا أعلم عنها شيئاً، وبقيت في مكان فيه زنزانة سوداء لا أعلم فيها الليل من النهار، بقيت فيها شهرين، ثم نقلت إلى سجن أبوغريب سيء الصيت، ثم نقلت إلى سجن الحماية القصوى الخاصة بالإعدامات، وبعدها نقلت إلى سجن بادوش لمدة عام، ثم سجن سوسة وقضيت فيه خمسة أعوام ونصف، وبعدها إلى سجن الرصافة، ومن ثم إلى التاجي، وبعدها إلى سجن المطار كروبر، وبعدها إلى الرصافة ومن ثم الترحيل.” وحول الفرق بين السجان الأميركي والعراقي قال إن السجان الأميركي وإن كان مختلفاً معنا في الديانة، ولكن لديه لك حق وعليك حقوق، بينما السجان العراقي فعليك حقوق وليس لك أي حق، بل ويتعدى على حقك، ودائماً يسأل في فترات التعداد والدخول أين السعوديين، لينتقل بعدها إلى الإهانات أو الضرب، وغالباً الضرب. وأكد أن كل السجون فيها سعوديين، وبالنسبة للتعذيب هناك نوعان جسدي ونفسي، والنفسي يقع على الإنسان أشد من الجسدي، وتختلف السجون فهناك سجن يكون فيه التعذيب النفسي أكثر، والبعض الجسدي أشد، فتختلف على السجناء عموماً، لكن تعذيب السعوديين واحد، وفي الآونة الأخيرة ما زال هناك من يقبعون في سجون الرصافة وكروبر والرصافة والتاجي، ولا يزالون يعذبون، وهناك سعودي مفرج عنه في سجن الرصافة الثانية ما زال يُضرب، واسمه مساعد محيا المطيري. وقال وفق ما ورد في صحيفة الحياة “حينما نقلت من التاجي إلى المطار، رأيت شاباً سعودياً مفقوداً من 2008، وأهله لا يعلمون عنه أي شيء، وتواصلت مع أهله هنا، وبحثوا في نفس المنطقة، فلم أجد أحداً يعرف عنه شيئاً إلا بعد فترة، وهو في حينها نصف عاقل به اختلال عقلي، وبقيت معه فترة 15 يوماً وتواصل مع أهله، وكان يُعذب من السلطات الأمنية، ومضروب في رأسه، فرأسه شبه مفتوح والعظم مكشوف، وعلمت أنه جُنّ بشكل كامل قبل نصف شهر، وفي أحد الأيام كنا جالسين ونحن مجموعة من السعوديين، فسألوا عن السعوديين فلم نقم، بينما وقف هو لأنه لا يدرك ما يحدث بعد ذلك، فضربوه وأخذوه وأتوا به في اليوم الثاني ولم نعرف ملامحه من كثرة الضرب والدم، وفوجئنا في اليوم التالي بأن الرجل يبكي ويريد والدته، فأدركنا أنه فقد عقله بالكامل، وتركته في كروبر وما زالت عليه آثار التعذيب، وما زال يعذب في حالته الحالية، وحكم عليه وهو شبه مختل بستة أعوام، واسمه زيد ملوح المايقي الشمري.”