حذر الكاتب المعروف سليمان الفليح من الشاحنات التي تجوب شوارع حي النسيم الشرقي من مدينة الرياض وأكد أن تلك الوحوش الفولاذية كما وصفها باتت تشكل خطرا على المواطنين وعرباتهم ونبه الكاتب من حدوث كارثة أثناء الاصطدام بتلك الشاحنات لافتا إلى أنها تحمل على ظهرها مواد سريعة الإشعال بمقدورها أن تشعل المنطقة أو تعرض صحة الإنسان لمواد ضارة . وجاء مقال الكاتب بمثابة التنبؤ بحادثة انفجار صهريج الغاز الذي وقع صباح اليوم في مدينة الرياض، جاء ذلك في مقالة المنشور قبل 7 أشهر في زاوية هذرلوجيا بجريدة الجزيرة وحمل عنوان ” الديناصورات تجوب النسيم “. مقال الكاتب كما ورد في صحيفة الجزيرة : حقيقة لست أدري من أي الدروب أتت هذه الكائنات الحديدية الضخمة التي ترعب القاطنين في حي النسيم الشرقي من مدينة الرياض، فهذه الوحوش الفولاذية ذات الأرجل المطاطية أخذت تدب الهلع حتى بين العربات التي يمتطيها المواطنون، وهي بالفعل كما يقول المثل (إذا اصطدمت بها دمرتك وإذا اصطدمت بك دمرتك أيضاً) والأمر لا يقف عند هذا الحد بل إنها تحمل فوق ظهورها مواد قابلة للاشتعال أو مواد بترو كيماوية أو كيميائية صرفة فإذا ما حدث أي اصطدام بينها أو انقلاب لأي منها -لا سمح الله- فإن بمقدور هذا الحدث أن يُشعل المنطقة أو يعرّضها إلى مواد ضارة لصحة الإنسان ناهيك عما تثيره هذه (الوحوش الحديدية) من غبار وأتربة تسبب الاختناق والربو للأطفال تماماً، كما هي تتسبب في خنق شارع أبي الأسود الدؤلي في النسيم وتشكل ازدحاماً مرورياً يكاد يعطّل أعمال الناس أو يؤخرها على أقل تقدير. وبالطبع ليس شارع أبو الأسود وقاطنوه هم الذين يتعرضون لسد منفذهم الوحيد ولكن الاختناق المروري يمتد ليُعطل طريق خريص أحد الشرايين الحيوية لمدينة الرياض وخصوصاً قبل جسر الحرس الوطني، وحينما تسأل عن سبب قدوم هذه الكائنات الحديدية المريعة إلى هذه المنطقة بالذات أي شرق النسيم فلأن هناك طريقا دائريا قيد الإنشاء أو بالأصح لم يكتمل جزؤه الأخير وهو عبارة عن جسر يقع بين مستشفى الملك فهد والجزء الشرقي من منطقة النسيم. ولكن تلك الكائنات أو بالأحرى الشاحنات الكبيرة بدأت تسلك هذا الدرب قبل إكماله لتسبب هذا الاختناق والزحام والأذى.. علماً بأن هذه الشاحنات كانت تسلك درباً آخر يوصلها إلى طريق خريص دون أن تمر في حي سكني. ومن هنا ورغم (ابتلاء) المنطقة بهذه (القوارش الجبارة) ولأننا نعرف جيداً أن للشاحنات الثقيلة في كل مدينة في العالم وبالأخص العواصم لها درب خاص بعيداً عن قلب المدينة، كما أن لها توقيتا خاصا في التحرك كأن يكون في الفجر أو آخر الليل حيث تقل حركة المركبات الصغرى ولا تتسبب في ازدحام مروري في المدينة، كما هو حال هذه الشاحنات وحال توقيتها السيئ لأنها تنطلق في الخامسة مساء وهو وقت خروج الناس.. فمتى تنتهي هذه المهزلة الكبرى؟.