طالبت الكاتبة حليمة مظفر وزارة العمل بضرورة توفير نظام وقوانين عمل تعين على خلق فرص نزيهة بمسمى جليسة أطفال تقنن حقوقها المادية والمعنوية، وتعين الأسرة على الاستغناء عن الخادمات المستقدمات.وأشارت خلال مقالها المنشور بصحيفة الوطن تحت عنوان(جليسات أطفال سعوديات.. لم لا؟) الى ان قصة مقتل تالا الشهري جعلها الله شفيعة لوالديها البشعة على يد الخادمة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فقبلها حدثت الكثير من الحوادث مما تعرض له الأطفال على يد الخادمات وأيضا السائقين، سواء حوادث عنف وتسمم وقتل وحوادث تحرش مما يختفي تحت عباءة الخوف كثيرا! وربما جميعنا قرأ قصة الحادثة المؤلمة التي تعرض لها الطفل عبدالعزيز وعمره سنتان، على يد خادمة إثيوبية، حين قامت بحرقه مرتين على وجهه حروقا خطرة بحسب ما تناقلته بعض الصحف، وهذه الحادثة كانت بعد حادثة تالا بأسبوع تقريبا، والله أعلم كم من الحوادث التي سنقرأ عنها أيضا مما يقوم بها خدم يتم استقدامهم من قبل مكاتب الاستقدام دون التدقيق في حالاتهم النفسية ولا سيرتهم العملية، فبعضهم ممن لهم سوابق وربما دخلوا السجون لجرائم قاموا بها، ونحن نقوم بعد ذلك باستقدامهم ليمارسوا جرائمهم بنا! وأكدت مظفر أن كل ذلك يجعلنا اليوم أمام محاولة جادة لتصحيح ثقافتنا وتقاليدنا الاجتماعية التي بات من الضرورة تصحيحها لتتناسب مع متطلباتنا الاجتماعية الخاصة! ولهذا ما المانع من وجود جليسات أطفال سعوديات؟ يعملن بنظام الساعات المحددة وفق مؤسسات تنظم هذه الخدمة للأسر متى ما احتاجوا إليها، وتقبض أجرها بالساعة، فهناك الكثير من الشابات الطموحات الساعيات للرزق، خاصة ممن لم يكملن دراساتهن الجامعية أو حتى من طالبات الجامعة ممن يرغبن بزيادة دخلهن لتوفير مصروفات شخصية إذا ما كانت أسرهن تعاني مشاكل اقتصادية، وهناك فرق بين مسمى خادمة ومسمى جليسة أطفال، مهمتها رعايتهم والاهتمام بهم حتى تعود الأم إلى المنزل، وبصدق لا يمكن لأي خادمة أن تقوم بذلك خاصة حين تثقل ربة البيت كاهلها بالأعباء المنزلية، فبعض الأمهات مع الأسف الشديد وأقولها بحسرة تتكل تماما على الخادمة لتكون أما بديلة لأطفالها، كما يتكل بعض الأزواج على السائق ليكون أبا بديلا لأولاده حين يتخلى عن مسؤولياته. وأوضحت في نهاية مقالها أن هذا الاقتراح سوف يضع الأم أمام مسؤولياتها تجاه أطفالها، وما الفرق بينها وبقية الأمهات في أوروبا وأميركا ودول العالم الأخرى، إنهن يعملن خارج المنزل وداخله، بمساعدة أزواجهم، ولهذا فهذا الاقتراح أيضا سيجبر الزوج على المشاركة في العمل المنزلي لمساعدتها، فأعباء البيت والأطفال مسؤولية مشتركة بين الزوجين، ولا يمكن للأم وحدها القيام بها في ظلّ ظروفها العملية التي باتت الأسرة السعودية مجبرة عليها اقتصاديا كون دخل الزوج وحده لم يعد كافيا لمتطلبات الحياة الباهظة.