قام وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على برنامج استضافة ضيوف خادم الحرمين الشريفين لأداء فريضة الحج معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء أمس بجولة تفقدية على مقر إقامة ضيوف البرنامج خلال أيام التشريق وذلك في مشعر ” منى ” .وكان في استقبال معاليه المدير التنفيذي لبرنامج استضافة ضيوف خادم الحرمين الشريفين الشيخ عبدالله بن مدلج المدلج ورؤساء اللجان العاملة في البرنامج ، وبعد شرح قصير من المدير التنفيذي لما يشمله مقر الاستضافة في المخيم ، تجول معاليه ومرافقوه في مخيمات الضيوف ، حيث اطلعوا على مدى الاستعدادات والتجهيزات التي قدمت وتقدم للضيوف في جميع المجالات الخدمية .ثم توجه الوزير صالح آل الشيخ إلى المصلى المخصص لصلاة الضيوف , حيث اطلع معاليه على المصلى وما يقام فيه من محاضرات وفعاليات دينية وثقافية ، ثم انتقل معاليه إلى المكتبة المتنقلة للبرنامج والتي يتم فيها توزيع مختلف الإصدارات من الكتب المتعلقة بأحكام منسك الحج والعمرة ، والمصاحف الشريفة ، وترجمات معاني القرآن الكريم بمختلف اللغات للضيوف . عقب ذلك قام معاليه بجولة في المطعم المخصص للمخيم ، وتفقد جميع زواياه بهدف التأكد من تلقي الضيف أو الضيفة كل أنواع الراحة والطمأنينة والطعام الصحي الجيد والكافي له حتى يتمكن من أداء مناسك الحج والعُمرة مدة إقامته في المخيم ، كما أكد معاليه للقائمين على المطعم على ضرورة توفير جميع أنواع الطعام الذي يتماشى مع جميع جنسيات الضيوف . بعد ذلك ألقى معالي الشيخ صالح آل الشيخ كلمة للحجاج ضيوف البرنامج ، حمد الله فيها وهنأهم على أن بلغهم الله حج بيته الحرام وتمام الحج ، سائلاً الله تعالى القبول للجميع وأن يجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً ، كما هنأهم بعيد الأضحى المبارك الذي حل عليهم وهم في المشاعر المقدسة وهذه منة عظيمة ويوم جمعة أيضاً ، وهذا فضلٌ على فضلٍ ولله الحمد . وهنأهم معاليه أيضاً بهذا الاجتماع الكبير الذي حققوا فيه واجبٌ من واجبات الإسلام وركن من أركان الدين العظام وهو الحج إلى بيت الله الحرام ، مرحباً بهم في المملكة العربية السعودية ، ومبلغاً إياهم تحيات وسلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يرعى برنامج الاستضافة السنوي رغبةً منه في بذل الاستضافة للخاصة من علماء المسلمين ومن رؤساء الجمعيات ومن أساتذة ومديري الجامعات ومن لهم شأن في التأثير على الأمة الإسلامية.وأضاف معاليه أن رسالة خادم الحرمين الشريفين التي تقوم بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتركز في هذا الموسم على جمع كلمة المسلمين وعلى توحيد القلوب وإزالة الفوارق بينهم من فوارق عرقية وفوارق بلدان وفوارق فقهيات وفوارق مذاهب اجتهادية مقبولة ؛ وهذا يجمع كلمة المسلمين ويعطيهم روحٌ كاجتماعهم هذا الذي جمع أكثر دول آسيا ، وهذا يعطي نموذجٌ للوحدة الإسلامية التي هي رسالة الحرمين الشريفين للمسلمين قاطبة . وزاد معاليه بأن هذه الاستضافة فيها معنى الحضّ على العمل لهذا الدين وترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين ودعوة غير المسلمين أيضاً إلى الإسلام ، حيث أن الإسلام يواجه اليوم خطراً كبيراً ما بين جهل المسلمين بدينهم وما بين خطر إعلام عالميٍّ أرهب العالم من الإسلام وهذا يستوجب القيام بجهد مضاعفٍ لإعطاء الرسالة الدعوية في شقيها الكبيرين ، شق دعوة المسلمين وتثبيتهم على الإسلام وحظهم على التمسك بالعلم والعمل والتربية والدراسة وأشباه ذلك ، وإعطاء النموذج الحسن من علماء الإسلام ومن أساتذة الجامعات ورؤساء الجمعيات الإسلامية عن شمولية الإسلام وعزة المسلم وتسامحه وقوته ووسطيته ، وهي مصداقُ لقوله تعالى ( فاصفح عنهم وقل سلام ) . وأستطرد معاليه قائلاً أن على العقلاء والعلماء ورؤساء الجمعيات والمسؤولين عن المسلمين بعامة أن يجتهدوا في تحقيق الدين وتحقيق العقيدة والالتزام بالشرائع وأن يجتهدوا في اجتماع الكلمة لأن الشيطان يفرح بالفرقة ، وكما أن الجماعة رحمة فإن الفرقة عذاب ، والجماعة هي اجتماع المسلمين واجتماع كلمتهم ، حيث أنه إذا بدأ التفرق فيهم فإنهم يضعفون ، فيجب عليهم أن يعوا هذه المسؤولية كثيراً . وأضاف الشيخ صالح آل الشيخ أن المسلم يُسَرُّ ويعتز حينما يرى الكعبة والمسلمون جميعاً يطوفون حولها في وحدة وقوة عظيمة للمسلمين بعد قوة الله – جل وعلا – وقدرته وإعانته ، فالكعبة المشرفة هي أعظم قوة لدى المسلمين التي يجتمعون حولها ويتوجهون إليها وتوحد قلوبهم وتجعل لهم قوة نفسية تتجدد مع الأجيال ، والمملكة العربية السعودية تحرص على بقاء هذه القوة وتعزيزها بتيسير وصول الناس إليها وخدمتها ووضع المشاريع فيها . وذكر بأن هذا البرنامج برنامج الاستضافة الذي هو علي نفقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أثابه الله وأيده وجزاه خير الجزاء تتشرف الوزارة بتنفيذه لعدة سنوات ، وهذا البرنامج ولله الحمد يتطور وينمو وأستضاف أعداداً كبيرة منذ بدايته الى الآن ، منوهاً بجهود الإخوة العاملين فيه ليل نهار لخدمة الضيوف من قبل أن يأتوا بأكثر من شهرين ، مقدماً لهم الشكر الجزيل والثناء العطر ، ممثلين بمديرهم التنفيذي الشيخ عبدالله المدلج وجميع العاملين معه .سائلاً الله معاليه لضيوف خادم الحرمين الشريفين العودة إلى بلادهم في صحة وسلامة وقد حظوا بهذا الشرف العظيم وهو زيارة مكة والمدينة في ذكرى جميلة وطيبة تستمر مدى الحياة بإذن الله . بعد ذلك عبر عدد من ضيوف البرنامج من جنسيات مختلفة عن سعادتهم بهذه الاستضافة التي فرحوا بها لأداء مناسكهم ، مطالبين معاليه بنقل تحياتهم وشكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهما الله – على دعمهم وجهودهم لخدمة الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم ، وعلى تخصيص برنامج الاستضافة لأداء مناسك الحج والعمرة على نفقة خادم الحرمين الخاصة.