قال الكاتب علي سعد الموسى إن القصة الوطنية الساخنة حول الأسعار لم تكن أبدا شكوى الناس من ريالين فوق ميزانية اليوم الواحد من أجل فرخة دجاج، نحن نستطيع أن نهزم هذه الكذبة بتجميد فخذ الدجاجة لليوم التالي ونحن نستطيع هزيمتها بأن نكتفي على الوجبة بثلاثة أرباع ما كان مقسوما من حصتنا من الدجاج، القصة الحقيقية أننا بتنا أضعف من إغراء الدجاج والأدهى أن تهزنا دجاجة لتنسينا بقية مشاكلنا التي أضعناها في زحام ريالين زادت مؤخرا من سعر صدر الدجاج. وأضاف أن القصة الوطنية أن كارتيل مصنعي الدجاج، وأرباب مزارع الدجاج قد استلفوا من مالنا العام، ومن الميزانية العامة، حتى اللحظة ما يزيد على المليارين من قروض مزارع الدجاج وفي أقل من أسبوعين رفعوا سعر (المليارين) على حسابنا بقدر ريالين. القصة الحقيقية ليست ماذا سنأكل إذا لم نستطع بعد اليوم شراء الدجاج؟ القصة لماذا يأكلنا الدجاج ولماذا أصبحنا بضاعة رخيصة تحت مخالب هذا الدجاج. وتحدث عن القروض قائلاً “هذه هي الكذبة الكبرى التي لم ينتبه إليها أحد: كل ما تمضغه أسنانكم وتتذوقه ألسنتكم لم يصل إليكم إلا من المصانع والمزارع التي بنتها قروض المال العام، وكل مزرعة وكل مصنع بنى مساميره واستورد أقفاصه بأوراق جدوى كاذبة أخذت من مالكم العام ريالين ثم صرفت منها ريالا واحدا ثم تدخل جيوبكم عنوة لتسرق منها نصف ريال إضافيا كل شهر عن تسعيرة الشهر السابق.” علي سعد الموسى ختم مقاله بأن قروض المال العام هي التي جاءت ببقرة الحليب من هولندا وقروض المال العام هي من استوردت أقفاص الدجاج من الصين. هي من صنع لكم حبة العلك مثلما هي من جادت بمصانع علب المياه التي نشربها من يد التاجر بالاستعارة من المال العام. كل هؤلاء مع الآلاف من غيركم إنما يدخلون إلى جيوبكم من المال العام. هؤلاء لا يدفعون ضريبة ولا يدفعون راتبا لمواطن في كارتيل استثماراتهم الضخمة من صلب المال العام. هؤلاء هم من تركنا على المحجة السوداء لنكتشف معهم أن ربع الشعب انهزم على فخذ دجاجة وأن نصف الشعب الآخر نسي كل مشاكله لأنه مشغول بصدر دجاجة.