قامت شركة “آيكيا” بتقديم اعتذاراً عن إزالتها لصور النساء في كتيب يروج لمنتجاتها في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً، خاصةً في السويد، حيث تتخذ شركة الأثاث العالمية مقراً لها، بعدما كشفت إحدى الصحف المحلية عن النبأ لأول مرة.من جانبها عبرت وزيرة التجارة السويدية، إيفا بيور لينك، عن دهشتها عندما علمت بالخبر الذي نشرته صحيفة “مترو”. وقالت إنها “تأسف للوقت الطويل، الذي يتطلبه إحداث تغييرٍ في حقوق المساواة بين الرجال والنساء في المملكة العربية السعودية، وهذا هو الوضع الذي تشير إليه الصور المحذوفة من كتيب الشركة.”وأضافت الوزيرة السويدية قولها إنه “أمام السعودية مشوار طويل لتقطعه، عند منع المرأة من الظهور في الساحة العامة، والعمل خارج إطار المنزل”، معتبرةً أن “الدولة عندئذ ستفقد ما يقارب 50 في المائة من القوى البشرية الفاعلة في المجتمع. وكمثال على هذه الصور التي تم حذف المرأة فيها، فقد تم تعديل إحدى الصور الأصلية في كتيب الشركة “الكتالوج”، التي تمثل عائلة مكونة من أب وأم وطفليهما في إعلان لتجهيزات الحمامات، حيث تم حذف الأم في النسخة السعودية من الكتيب. وتبنت شركة آيكيا مسؤولية حذف الصور من الكتيب، ونشرت اعتذاراً رسمياً عبرت خلاله عن “أسفها لما حصل، وتفهمها لانزعاج الناس حول الخطأ الحاصل”، كما ذكرت أن “الفرع السعودي لم يطلع على الكتيب قبل إجراء التعديلات، وأن الخطأ وقع خلال تقديم مسودة الكتيب إلى الفرع التابع للشركة بالسعودية. وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية بشئون حقوق الانسان فى العالم ،قد أشارت في تقريرٍ صدر عنها في أغسطس/ آب الماضي، إلى “محاولات لإدخال المرأة السعودية في سوق العمل، وهو أمر واجه مقاومة شديدة من قبل المحافظين في المملكة لوضع حد الصراع الطويل الذي مرت خلاله المرأة السعودية للمطالبة بحقوقها. وأوضحت إحدى الدراسات العلمية المنشورة عام 2003 قد اوضحت أن دور المرأة يواجه “فكرة مختلفة، لكنها تتصف بالمساواة بين الجنسين”، إذ تشير الدراسة إلى أن “واجب الرجل يتمثل في إعالة المرأة، بينما واجب المرأة في المقابل، يتمثل في العناية بالمنزل والأطفال. ولكن فكرة حذف النساء من كتيب آيكيا لم ترعب إيمان النفجان، التي تتحدث كإمرأة سعودية في مدوناتها وتغريداتها على موقع تويتر، فقد قالت لCNN، إن “السعودية قد تجاوزت مرحلة حذف المرأة ومحوها في الوقت الحاضر، خاصةً بوجود الإنترنت والقنوات الفضائية.”إلا أن الناشطة السعودية أوضحت بقولها: “طبعاً كنت سأشعر بالانزعاج لو كان مصدر الخطأ موقع غوغل، ولكن الهدف من وراء قيام شركة آيكيا بهذا الحذف، يعتبر تسويقياً، وهذا لا يعتبر بالمسألة الكبيرة.” وأضافت أن “تعديل الصور المنشورة من قبل المجلات العالمية في السعودية، هو أمر معتاد، ولكن يبدو أن الوضع قد تغير، فقد كانت المجلات العالمية تحذف أي مقاطع تظهر خلالها أجزاء من جسم المرأة وبشرتها، باستخدام قلم تظليل أسود، وقد يقومون بتمزيق الصفحات المماثلة من المجلة.” كما أشارت النفجان إلى أن “الوضع قد تغير في وقتنا الحاضر، وإنه لأمر غريب، فقد رأيت في الآونة الأخيرة صورة في مجلة لامرأة ترتدي تنورة قصيرة، والتي تباع في إحدى المحال التجارية.”وتابعت أنها لا ترى بأن هذا هو التصرف الصحيح، ولكن هذه طبيعة الثقافة المحلية، كما أشارت إلى أن الإعلانات التي تنتشر في شوارع المملكة، لنساء يرتدين الحجاب، يتم فيها تشويه ملامح الوجه أيضاً.