يضحك محمد الغامدي، من أعماقه، عندما يتذكر تأكيدات سابقة لمسؤولين في وزارة التربية والتعليم، بأن «الواسطة» لم يعد لها مكان في «نقل المعلمات»، وأن برامج الكمبيوتر، هي التي ستحدد من تستحق النقل، ومن لا تستحق، ثم تساءل ساخراً.. إذا كانت وعودهم صحيحة، فماذا أُسمّي ما تتعرض له زوجتي المعلمة طيلة خمس سنوات؟ على الجانب الآخر، يرفض محمد الغانم، مقولة: إن «الواسطة» عادت من جديد، لملف نقل المعلمات، وقال هي لم ترحل من الأصل، حتى تأتي من جديد، موجهاً سيلاً من الأسئلة إلى وزارة التربية والتعليم، عن مبدأ الشفافية في نقل المعلمات.. شكوك حول الية نقل المعلمات (اليوم) قطاع الرفيعة يعبر أحمد الغامدي، زوج معلمة عن استيائه تجاه مما يحدث لزوجته، ويطالب بتغيير الوضع، وإعادة النظر فيه، ويقول: «سئمت من هذه الحياة، بسبب ما تعانيه زوجتي في مجال عملها»، موضحاً «منذ ما يقرب من خمس سنوات، وهي تعمل معلمة في منطقة نائية، في قطاع الرفيعة، وفشلت طيلة هذه السنوات في مساعيها من أجل نقل عملها إلى مدينة الدمام، رغم وجود العديد من زميلاتها اللاتي تم نقلهن إلى المناطق التي يرغبنها»، مشيراً إلى أن «هناك العديد من الواسطات، تتدخل وتتسبب في تأخير أرقام الانتظار على مدن الدماموالخبر والقطيف، فبعد أن كان رقم زوجتي على مدينة الدمام هو 3 في أحد الأعوام، تغيّر إلى الرقم 8 في العام الذي يليه، مما يؤكد أن هناك محسوبيات لبعض المعلمات»، متسائلاً «عن سبب هذا التأخير، ولماذا لا يحس المسؤولون في إدارة تعليم البنات في الشرقية، بمعاناتنا وخوفنا كأزواج لمعلمات، يذهبن يومياً مع السائق قبل أذان الفجر بساعة، ولا يعدن إلى منازلهن في الدمام، إلا بعد أن تقترب الشمس من الغروب؟»، متوجهاً بسؤاله إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم «هل هذا عدل، وكيف ستستقر الحياة الزوجية، بهذه الصورة، والزوجة غائبة عن منزلها كل هذه الفترة؟، مضيفاً: «كدت أفصل من عملي بسبب إيصال زوجتي إلى الرفيعة بشكل يومي، وبحثت عن سكن لها هناك، ولم نجد إطلاقا، ولو وجدنا، كيف تسكن زوجتي بمفردها في هذه المنطقة النائية؟». هناك العديد من الواسطات، تتدخل وتتسبب في تأخير أرقام الانتظار، فبعد أن كان رقم زوجتي بمدينة الدمام 3 في أحد الأعوام، تغيّر إلى الرقم 8 في العام الذي يليه. أرض الواقع وتباع الغامدي ،»المتضررون من هذه المشكلة، وأنا منهم، نؤكد أن وعود الوزارة، التي أطلقتها قبل سنوات، بمنع «الواسطة» في نقل المعلمات، لم تتحقق بعد على أرض الواقع، خاصة أن هناك معلمات حديثات التعيين، حصلن على المدارس التي يرغبن العمل فيها، من أول يوم دوام لهن، في المقابل هناك معاناة حقيقية، لمعلمات أخريات، فشلن في تحقيق حلم النقل، الذي أكد أنه يأتي في مقدمة المشكلات، المستعصية على الحل، حتى إشعار آخر. نقل المعلمات وتحدث محمد الغانم، زوج معلمة، ترغب في النقل، عن المحسوبيات والواسطات، ويقول: «الواسطة في ملف «نقل المعلمات»، لم ترحل حتى تأتي من جديد، والدليل مشكلة زوجتي، التي تفشل في كل عام في تحقيق رغبتها في النقل، مضيفاً: «أخبرني عددٌ من العاملين في إدارة تعليم البنات، بأمر الواسطات في نقل المعلمات إلى المدن الرئيسة، مثل الدماموالخبر، وأكدوا لي أن المعلمة التي ليس لديها واسطة، فإن بقاءها في المناطق النائية، بات أمراً مضموناً، ودلّلوا على ذلك بمسيّرات الرواتب لبعض المعلمات، ومقارنة معلوماتها، بتواريخ تعيينهنّ، وملاحظة التواريخ الحديثة»، متسائلاً :»كيف لمعلمة أن تتعين كأول سنة أو ثاني سنة في مدينة الدمام أو الخبر أو القطيف؟!! ولماذا لا تتساوى بالمعلمات اللاتي أمضين قرابة خمس أو ست سنوات في مناطق نائية، ولم يتمكنّ من النقل إلى الآن»، مؤكداً «أتوقع أنه لا يوجد أدق من مسيّر الرواتب في كشف هذا التلاعب الكبير في تعيين ونقل المعلمات في المنطقة الشرقية».