انتهت مباراة المنتخب السعودي وشقيقه الأردني وانتهت معها آمال الأخضر في مواصلة مشواره في بطولة كأس الأمم الآسيوية ، وخرجت جماهيره تندب حظها العاثر مع لاعبي فريقهم الذين فشلوا في كسب رهان إدارتهم ومتابعيهم بعد أن أسقطت المباراة الأولى عبء بيسيرو الثقيل عن كاهلهم . الوئام رصدت ردود الأفعال في وسائل الإعلام المحلية فالكل تحدث عن الخروج ورثى حال الأخضر : في القنوات الفضائية لم يكن خروج الأخضر مختلفاً عنه منذ خسارته التاريخية بثمانية ألمانيا وبقي الحال كما هو عليه ساعات بث هائلة لم تأتي بجديد ، حتى آراء الجمهور لم تظهر كماهي ، والذي يجدر بالذكر هو الظهور اللافت للدكتور عادل عصام الدين على شاشة الرياضية في استديو هنا آسيا حيث بدأ غاضباً في مقدمته وحمّل جميع من تولى أمر المنتخب مسؤولية الظهور الضعيف ، وأبدى حسرته على جيل ” ماجد والنعيمة والثنيان والهريفي والعويران ” إما مجلس قناة الكأس الذي يضم محللين سعوديين فلم يخرج النقاش عن تحميل اللاعبين وإدارة المنتخب المسئولية . بينما جاء رأي اللاعب السابق فهد الهريفي في استديو آسيا لاين على قناة سبورت لاين أكثر صراحة حيث حمل الهريفي الإعلام مسؤولية ” نفخ ” بعض اللاعبين السعوديين وتضخيمهم في عيون المسؤولين عن المنتخب ، ونزع الثقة من لاعبين يملكون قدرات أفضل . وانتقد الهريفي ضم أربعة لاعبين في خانة واحدة الوسط الأيسر ، واستبعاد لاعب بحجم محمد نور رغم حاجة المنتخب له ، وخاطب الهريفي الأميران سلطان بن فهد ونواف بن فيصل بأن الذين يعلمون تحت إدارتهما يجاملون على حساب الوطن ويقدمون معلومات مغلوطة !. اما برنامج الجولة فكان الجمهور الرياضي بانتظاره كونه تميز بالضرب على وتر الإخفاق بشفافية أكبر ، فتأخر بثه لساعتين وظهر متأخراً ليطالب بالفصل بين مهام الرئيس العام لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية وبين رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لتبقى الرئاسة مهمتها الرقابة على الاتحاد ، فيما في الصحافة كان لكتاب الرأي دور في ملامسة واقع الأخضر وجاء مقال ” منتخبنا وبرطم شريم ” لدباس الدوسري في صحيفة شمس ليكشف « أن المفاجأة أن كل الأعذار السابقة رغم أنها أدرجت مع غيرها إلا أنها لم تكن «الشماعة» الرئيسية ذلك لأن هناك شماعة جديدة اختيرت بعناية فهي أكثر قدرة وملاءمة على تحمل «أحمال» النكسة الكروية التي نعاني منها.. أتدون ما هي؟ هل تريدون الإجابة؟ إذن اغمضوا أعينكم وتخيلوا معي هذه القصة «اجتمع مجموعة من المهتمين بشأن منتخبنا الأخضر وتدارسوا فيما بينهم على من سنلقي مسؤولية الإخفاق المتوقع – لا تستغربون فيهم يجهزون العصابة قبل الفلقة – فقال الأول: لا شك أنهم اللاعبون .. فجاءه صوت ناهر: وكيف نرد على من سيقول أنتم من اختارهم؟! فقال آخر: بل الرأي رأيي.. حملوها المدرب لأنه لم يحسن الإعداد.. فجاءه الصوت ثانية: سيقولون أنتم من اختاره.. فقال ثالث: «حطّوها في رأس الإعلام»..فقيل له: إذا خسرنا الإعلام من يبقى لنا.. الله لا يحرمنا منهم!!.. فقال رابع: «عندي وأنا أبو هندي!!» قولوا لهم لجنة التطوير هي السبب؛ لأن أعضاءها كثيرون وسيضيع «دم» المنتخب بينهم ولن يستطيع الإعلام أو الجمهور تحميل أحد منهم المسؤولية ولأن بينهم فرنسي وإنجليزي ستقع الملامة على الجميع ويضيع «دم» الأخضر بين الخبراء وعندها يضطر الإعلام والجمهور لقبول «الدية» بإقالة لجنة التطوير وتغيير الجهاز الفني مع وعود بأن القادم أجمل.. فصفق المجتمعون لهذا الرأي وانفض السامر» . اما الكاتب المعروف صالح الشيحي في الوطن فقال بأن المنتخب السعودي يعيش سنوات عجاف فوصف مشكلة المنتخب بأنها : مركبة، ومعقدة، ولا أراها في اللاعبين.. ولا المدربين.. ولا الجماهير.. ولا في الإعلام الرياضي.. المشكلة في طريقة الإدارة.. فالإدارة هي التي تتحكم في كل ما سبق.. سنوات طويلة من التخبط الإداري تراجعت فيها الرياضة السعودية بشكل مخجل.. المنتخب السعودي الذي كان يحسب له ألف حساب أصبح اليوم استراحة لمنتخبات آسيا..! وطالب الشيحي بالتغييرالذي ينقذ الرياضة : سأتحدث وسأكتب بالقلم الأخضر: نحن اليوم بحاجة عاجلة لتغيير إداري ينقذ الرياضة السعودية.. في حين عنون زميله تركي الدخيل لمقاله بعنوان ساخر مستقى من طريقة إدارة المنتخب ” أقيلوا الجوهر ” ورثى حالة نجوم الأخضر ” كان انعدام التجانس أبرز سمات المنتخب أمس، والتيه هو شعار لاعبيه، وبدت الروح أشبه ما تكون بالغائبة غيبة كبرى، مع شديد الأسف! ” وزاد ” منذ الخسارة الموجعة في كأس العالم أمام ألمانيا، ونحن نتجرع الخسارات، دون أن نرى غير رؤوس المدربين تلو المدربين تتطاير، ويحين بعد كل خسارة وقت قطافها! يبدو أن تعليق اللاعب المخضرم سامي الجابر، إثر خسارة المنتخب أمس ملخص للأزمة ف”الشق أكبر من الرقعة”، مع شديد الأسف! ” وتساءل ” ذا كان المدرب السابق سيئاً، فهل سُكت على سوئه حتى بداية البطولة؟! أم أننا لم نكتشف بلاويه إلا بعد خسارة سوريا؟! فإن كان الاحتمال الأول صحيحاً فهي مصيبة، وإن لم يكن الأمر صحيحاً فالمصيبة أعظم! ” ولم يكد ينهي دون أن يمرر ” كوبري ” على الوسط الرياضي بقوله ” لحقيقة أني لا أدري، لكني سأنتظر الدراسة التي وعدنا بها الأمير سلطان بن فهد في تصريحه أمس! ” . الوسيلة الأكثر تأثيراً وتفاعلاً ” الانترنت ” أمست خوادمها تئن بآهات وعبرات وآراء جماهير الأخضر ومحبيه الذين عبّروا عن صدمتهم بخروجه خالي الوفاض من خلال مواقع التواصل الاجتماعي . في تويتر الموقع الأسرع تفاعلاً نثر الشبان السعوديون حروف معاناتهم مع منتخبهم المنكوب فطرح (3dnan) حلاً لمعضلة إخفاقات الأخضر باقتراح مثير وساخر ” الحل الوحيد لمعضلة تدهور مستوى المنتخب السعودي هو أن تتولى ارامكو مسؤولية تطويره ” وذهب (BuMira ) إلى التندر بالمسؤولين عن هزيمة المنتخب بقوله ” إقالة ناصر الجوهر من تدريب المنتخب السعودي و فتح باب الترشيح للشعب السعودي فعلى الراغبين التقدم بطلبهم لدى الاتحاد السعودي ” . اما (ELF_Angel13 ) فبرر لخروج الأخضر بأن ” المنتخب السعودي يُريد ان يودّع البطولة مبكراً كي يُذاكروا الطلاب و الطالبات جيداً و لا شئ يشغلهم عن المذاكرة ” ويعلق (slman545 ) “ المنتخب السعودي رافعلي الضغط.. مو قادر أنام. من القهر ودي .. ” ويسخر (Jadeed320) بقوله ” قوييييييه المنتخب السعودي يخرج من البطولة قبل المنتخب الهندي قوييييية وهي حقيقه لا بد إن يوضع لها خطط مهروسه بالفلفل الأحمر شر البليه مايضحك” . نامت جماهير الأخضر على صدمة الخروج وهي تنتظر أن يفيق نجومه والقائمين عليه من سباتهم ويعيدون لزعيم آسيا هيبته المفقودة .