نجحت أمانة منطقة الرياض في تنظيم مهرجان ربيع الرياض والذي اختتمت فعالياته مساء الجمعة 7 جمادى الأولى 1433ه الموافق 31 مارس 2012م، ضمن برنامج الأمانة السنوي لتحقق بذلك قفزة هائلة باتجاه ترسيخ مفهوم الترفيه الهادف الذي يدعم جهود تنمية السياحة الداخلية ويوفر متنفساً للترويح لجميع أفراد العائلة السعودية. ولعل أول المؤشرات والدلائل على نجاح أمانة العاصمة في مهرجان ربيع الرياض هو هذا العدد الهائل من الزوار الذين توافدوا للاستمتاع بفعاليات المهرجان والتي تواصلت على مدى 10 أيام تحت شعار حدائق وزهور، حيث تجاوز عدد الزوار من الرجال والنساء والأطفال ما يزيد عن 700 ألف زائر وزائرة بما يعادل 70 ألف زائر يومياً. أما المؤشر الثاني على نجاح المهرجان والذي بدا واضحاً للعيان منذ اللحظة الأولى لتدشين سمو أمين منطقة الرياض لفعالياته فيتمثل في تكامل مصادر الترفيه والتي اقيمت على مساحة 90 ألف متراً مربعاً تضم مسطحات خضراء واسعة تم تخصيص جزء كبير منها لجلوس العائلات وتتوسطها سجادة من الورود يصل طولها إلى 120 متراً وعرضها 16 متراً وتتألف من 300 ألف زهرة من مختلف الألوان والأنواع في لوحة طبيعية قادرة على استقطاب الزوار وتوفير متعة بصرية لكل من يطالع هذا المشهد الربيعي الجميل. واكتملت صورة موقع مهرجان ربيع الرياض بهاءً بمشاركة 12 شركة ومؤسسة متخصصة في تنسيق الحدائق ونباتات الزينة والظل, بالإضافة إلى مشاركات الجهات حكومية منها وزارة الزراعة وجامعات الملك سعود والإمام محمد بن سعود، ومطار الملك خالد الدولي، وهو ما يؤكد نجاح أمانة منطقة الرياض في مد جسور الشراكة المجتمعية لإثراء هذه المناسبات وتحقيق أهدافها. ولم تغفل أمانة منطقة الرياض تنوع اهتمامات واحتياجات زوار المهرجان، تبعاً لفئاتهم العمرية واختلاف مستوياتهم التعليمية والثقافية لتضاعف بذلك من فرص نجاح المهرجان في استقطاب جميع الفئات، وذلك من خلال تنوع الفعاليات الترفيهية والتي أقيمت على مساحة 48 الف متر، أبرزها المسرح المكشوف والذي قدم باقة رائعة من العروض الترفيهية والمسابقات والأنشطة التوعوية والتي نالت استحسان الكبار والصغار على حد سواء، بالإضافة المرسم الحر وركن الألعاب الإلكترونية والتي استقطبت أعداداً كبيرة من الأطفال والشباب، وركن ربيع الأسرة والذي أتاح للآباء والأمهات مشاركة أطفالهم في التعبير عن مواهبهم وقدراتهم وإبداعاتهم وإرسال رسالة حب وانتماء للوطن واعتزاز بالقيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وامتزجت إبداعات الكبار والصغار في التعبير عن هذه المشاعر الوطنية من خلال مئات الرسومات واللوحات التي أبدعتها أنامل الصغار. وتفوقت أمانة منطقة الرياض في الاستفادة من المهرجان في مجال التوعية والتوجيه بأهمية الحدائق والمتنزهات والحفاظ على البيئة من خلال باقة من الفعاليات أبرزها معرض الحدائق وعمارة البيئة، وركن أصدقاء الشجرة والبيت المحمي، بالإضافة إلى توزيع مئات الآلاف من الهدايا التوعوية والزهور. وبرزت الإجراءات التنظيمية للمهرجان كأحد أبرز العوامل والمقومات لما تحقق من نجاح أشاد به جموع الزوار، من خلال التعاون والتنسيق بين أمانة منطقة الرياض، والشرطة، والمرور، والهلال الأحمر السعودي، والدفاع المدني، وفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي كان له أكبر الأثر في تنظيم عملية دخول هذه الأعداد الكبيرة من الزوار لموقع المهرجان والحيلولة دون التكدس والزحام والتعامل السريع مع أي مشكلات طارئة، أو عوار ض صحية، وحيث لم تسجل أي شكاوى أو ملاحظات أو حوادث داخل موقع المهرجان أو محيطه الخارجي، ساعد على ذلك تكامل المرافق والخدمات المقدمة لراحة الزوار من مواقف السيارات، ودورات المياه، ومحلات بيع العصائر والأطعمة وغيرها، وهو الأمر الذي شجع كثير من الزوار على قضاء ساعات طويلة للاستمتاع بالفعاليات. وشمل حرص إدارة المهرجان على توفير سبل الراحة لكل فئات الزوار اهتماماً خاصاً بذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بزيادة عدد ” الرامبات ” حتى يتسنى لهم المشاركة في كافة الفعاليات، وكذلك توزيع آلاف ” الأساور ” للأطفال والتي تحمل أرقام جوالات ذويهم للاتصال بهم في حال انفصال الطفل عنهم بسبب الزحام أو اتساع مساحة موقع المهرجان في تجربة مبتكرة أثنى عليها الآباء والأمهات، بالإضافة إلى تركيب عدد من اللوحات الإرشادية المضيئة للتعريف بأماكن مختلف الأنشطة والفعاليات. وعزا وكيل أمانة منطقة الرياض للخدمات الدكتور إبراهيم الدجين النجاح التنظيمي والعمل التكاملي إلى متابعة صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض لجميع فعاليات المهرجان، والتي تجمع بين الاهتمام بالناحية الجمالية والترفيه والأنشطة الثقافية والتوعوية، بالإضافة إلى عناية المهرجان بدعم المقومات السياحية لمدينة الرياض. وقال الدكتور الدجين في تصريح له عقب رعايته للحفل الختامي لتكريم الجهات المشاركة أن المهرجان يولي الجوانب التخصصية والاستفادة من الخبرات المتخصصة لكليات الزراعة كل الاهتمام وشركات تنسيق الحدائق من خلال شراكة حقيقية، ثم الحرص على رصد ومعرفة احتياجات المواطنين والمقيمين والعمل على تلبيتها. مؤكداً أن نجاح ربيع الرياض، وما تم رصده من آراء ومقترحات هذا العام يشجع على تنفيذ بعض المناشط والفعاليات وزيادة مشاركة القطاعات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، وبحث إمكانية إقامة جوانب من الفعاليات في عدد من المواقع الأخرى.