قدم عبد الرحمن الراشد استقالته عصر الثلاثاء من إدارة قناة “العربية”، حيث أكد عدد من العاملين في القناة الخبر فيما تضاربت الأنباء حول أسباب الاستقالة. وقالت مصادر صحفية إن “استقالة” أو “إقالة” عبد الرحمن الراشد من قناة “العربية” جاءت على خلفية الحلقة المثيرة التي بثتها القناة في برنامج “الإسلام والغرب” والتي حملت إساءة بالغة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب . وأثارت استقالة مدير قناة العربية العديد من ردود الأفعال السعودية داخل القناة حيث قدم الراشد استقالته في اجتماع التحرير الثلاثاء، حسب ما أشار الإعلامي تركي الدخيل على صفحته الخاصة في موقع “تويتر”. وتوقف الكاتب عبدالرحمن الراشد عن الكتابة في “الشرق الأوسط” منذ 4 ايلول/ سبتمبر، فسارعت عدة صحف إلكترونية سعودية للحكم بأنه “أقيل” بعد أن أصبح “غير مرغوب فيه”، حتى جاء نفى رئيس تحرير الصحيفة، طارق الحميد، ليؤكد لصحيفة “المدينة” يوم الأحد بأن الراشد “توقف” عن الكتابة منذ عدة أيام و لم “يوقف” من “الشرق الأوسط”. وأكد الحميد بأن “عبدالرحمن الراشد هو الذي توقف من تلقاء نفسه ولم يبعث للصحيفة بأي مقال له منذ عدة أيام”. و أضاف بأن صحيفة “الشرق الأوسط” “لم تبعث بأي خطاب للراشد يفيد بإيقافه”، و كرر بأن “الإيقاف جاء منه هو نفسه”. وكانت صحيفة “الوئام” الإلكترونية أول من أعلن يوم العاشر من ايلول/ سبتمبر عن “علمها” بأن “الشرق الأوسط أرسلت خطاباً للراشد يفيد بعدم رغبتها في استمراره في الكتابة لديها”. كما أكدت “الوئام”، خطأ، أنه “تم حذف” اسم الراشد من قائمة كتاب الرأي في موقع “الشرق الأوسط” الالكتروني. ثم عادت “الوئام” يوم الأحد لتأكد على لسان تركي الروقي، أن “إيقاف الراشد عن الكتابة في “الشرق الأوسط” ما هو إلا تمهيدٌ لإقالته من إدارة قناة “العربية”... فهي فقط “مسألة وقت”. وأضاف الكاتب أن “هناك توجه لتصفية الراشد وأمثاله وتياره من الإعلام السعودي”، والذي يسيطر عليه “الليبراليون”. وتباينت ردود فعل القراء على “الإقالة”. فمنهم من رأى أنها “تأخرت كثيرا”، و منهم من طار فرحا بتنحية “هذا الكاتب الصهيوني بامتياز”، ومنهم من قال بأن “أميركا رأت بأن الراشد استهلك وانتهت صلاحيته، بعد أن كان يعد من الكتاب المحترمين لدى المجرمين من المحافظين الجدد والخارجية الأميركية”. في المقابل، تأسف الكثير من القراء على “غياب الراشد عن الساحة الإعلامية”، واصفين إياه ب”الكاتب الصريح والمفكر القدير والمحلل اللامع”، ومعتبرين “إقالته خسارة كبيرة” ل“الشرق الأوسط”. و كتب أحدهم: “لا عزاء للحاقدين، و هم ثلة من أصحاب الفكر المتحجر، الغير قابل للتعايش مع فقه الواقع”، في إشارة إلى المتشددين الإسلاميين. وتلاقف هذه “البشرى” العديد من مواقع الإنترنت، من بينها “الشبكة الليبرالية السعودية الحرة”، و”صدى نجد والحجاز” الذي أكد بأن سبب إقالة الراشد هو “قطعاً، مقاله الأخير ضد الرئيس الأميركي أوباما، لأن آل سعود (...) يمنعون منعاً ب اتاً (...) المساس بسيدهم الرئيس الأميركي”. وكان آخر مقال للراشد، في 4 ايلول/ سبتمبر بعنوان “مائة عام من الحروب مع إسرائيل”، قد أثار إعجاب العديد من القراء. فرأى أحدهم أنه “تحليل عقلاني وهادئ” وقال آخر أن “المقال يستحق الكتابة بماء الذهب”. وأثنى آخرون على الراشد، باعتباره “كاتب مبدع” و “مكسب كبير” لصحيفة “الشرق الأوسط”. وربما هناك أسباب شخصية دفعت بالراشد إلى “التوقف” عن الكتابة، خاصة في الذكرى التاسعة لهجمات 11 ايلول/سبتمبر و بعد توعد القس الأمييكي المعادي للإسلام، تيري جونز، بإحراق مئات المصاحف، فإنه باستطاعة “الشركة السعودية للأبحاث والنشر”، التي تتبع لها صحيفة “الشرق الأوسط”، أن تؤكد تكهنات الصحف الإلكترونية أو تسفهها ... خاصة و أن الصحيفة لم تقدم اعتذارا لقرائها يفيد بتوقف مؤقت للكاتب لإجازة أو لظرف قاهر.... وبذلك لا تكثر سكاكين أعداء الراشد، سيما في أوساط المتشددين الإسلاميين. المصدر : ميدل ايست أونلاين