يقول مسؤولون أمنيون أمريكيون وأوروبيون إن إيران تقدم مساعدة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد لمساعدته في قمع الاحتجاجات المناهضة لحكمه وتتراوح من أجهزة مراقبة عالية التقنية إلى بنادق وذخيرة،حسبما ذكرت رويترز.وقال المسؤولون إن المساعدة الفنية التي تقدمها طهران لقوات الأمن التابعة للأسد تشمل أجهزة مراقبة الكترونية وتكنولوجيا مصممة لإعاقة جهود المحتجين في التواصل عبر وسائل الإعلام الاجتماعية وطائرات إيرانية الصنع بدون طيارين. وكان المسؤولون يناقشون قضايا مخابراتية شريطة عدم الكشف عن اسمائهم. وقال المسؤولون إن إيران زودت سوريا أيضا بمواد قاتلة لاستخدامها في إخماد أعمال الشغب.وقال مسؤول أمريكي “على مدار العام الماضي قدمت إيرانلدمشق مساعدات أمنية لدعم الأسد. قدمت ايران خلال الشهرين الماضيين مواد فتاكة للنظام السوري تشمل بنادق وذخيرة وغيرها من العتاد العسكري لمساعدته في قمع المعارضة.” وأضاف المسؤول قائلا “قدمت ايرانلدمشق أجهزة مراقبة لمساعدة النظام في قمع المعارضة. وقد زودتها بتقنيات عن مراقبة الانترنت وتعطيله.”وقال إن إيران زودت حكومة الاسد “بطائرات بدون طيارين غير مزودة بأسلحة تستخدمها دمشق بجانب ما لديها من تكنولوجيا لمراقبة قوات المعارضة.”وأضاف المسؤول أن مسؤولين امنيين ايرانيين سافروا إلى دمشق لتقديم النصح لحاشية الأسد عن سبل مواجهة المنشقين موضحا ان بعض المسؤولين الامنيين الايرانيين بقوا في سوريا لتقديم النصح لقوات الأسد. ويبدو ان المساعدة الامنية المتعددة المحاور التي تقدمها ايران لسوريا ساعدت حكومة الاسد في حملتها الدموية والبقاء في السلطة بعد عام من الاحتجاجات. وتشير تقديرات الأممالمتحدة الى ان ثمانية آلاف مدني قتلوا في الصراع. ومع ذلك فإن المسؤولين الامريكيين والاوروبيين يقولون ان بقاء النظام السوري لا يعتمد بشكل كامل على استمرار المساعدة من طهران.ويتفق مسؤولون امريكيون في ان سيطرة الاسد لا تزال قوية ويرون ان معارضيه غير منظمين مما قد يرجح استمرار الرئيس السوري في القبض على زمام السلطة لسنوات. واضاف مسؤول امريكي قائلا “بالنسبة للمستويات الحالية فإن المساعدة الإيرانية مهمة ولكنها ليست عامل مغير لقواعد اللعبة في الصراع ككل.”وتعتبر ايران منذ عقود راعيا لسوريا التي ساعدت بدورها في نقل مساعدات واسلحة لحزب الله الشيعي في لبنان.وخلال الاحتجاجات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية الايرانية المتنازع عليها عام 2009 والتي تعتبر اكبر احتجاجات عامة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في 1979 عطلت السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الاجتماعي مثل موقعي فيسبوك وتويتر وايضا شبكات الهواتف المحمولة.وتردد ان القمع الداخلي في ايران زاد منذ ذلك الحين. وقال مسؤول أوروبي إن الإيرانيين يزودون وكالات الامن السورية بأجهزة وبرامج الكترونية لمساعدتها في تعطيل جهود تنظيم احتجاجات داخل سوريا وجهود عناصر مناهضة للنظام لنشر رسائلها إلى مؤيديها خارج البلاد.وقال المسؤولون ان سوريا حصلت ايضا على بعض تكنولوجيا المراقبة من موردين اوروبيين. ومع تنامي الاحتجاجات ضد حكم الاسد العام الماضي كانت الولاياتالمتحدة اول من اثار احتمال حصول النظام السوري على مساعدات من ايران لقمع الاحتجاجات. واعلنت وزارة الخزانة الامريكية في يونيو/ حزيران فرض عقوبات اقتصادية على اثنين من كبار مسؤولي الامن الايرانيين بزعم مساعدتهما حكومة الاسد في قمع الاحتجاجات.وفرضت الوزارة عقوبات على اسماعيل احمدي مقدام واحمد رضا رادان رئيس ونائب رئيس قوة الامن الوطني الايرانية بتهمة تقديم دعم للمخابرات السورية العامة وإرسال أفراد إلى دمشق في ابريل/ نيسان لمساعدة الحكومة السورية في قمع الشعب السوري. وزعمت الوزارة ان رادان سافر الى دمشق للالتقاء بمسؤولي وكالات الامن السورية لتقديم “خبرته لمساعدة الحكومة السورية في حملة القمع ضد الشعب السوري.” وقال مسؤولون امريكيون ان ايران اتمت جهودها لدعم قدرات المراقبة السورية بتزويد دمشق بطائرات مراقبة بدون طيارين ايرانية الصنع.وفي وقت سابق من مارس اذار ذكر موقع افييشنست المتخصص انه تم تحديد طائرة بدون طيار من نوع “بهباد” وتعني “طائرة توجه عن بعد” بالفارسية تحلق فوق حمص التي كانت مسرحا لاشتباكات عنيفة وقعت في الاونة الاخيرة بين الحكومة وقوات المعارضة. وفي فبراير/ شباط نشر موقع اخر متخصص وهو اوبن سورس جيونج صورا مأخوذة من فيديو سجله هاو لطائرة بدون طيار تحلق على الارجح فوق ضاحية في دمشق.واوضح الموقع الالكتروني ان بعض التقارير الاخبارية رجحت ان تكون الولاياتالمتحدة اطلقت طائرات بدون طيارين فوق سوريا ولكن الطائرة المعروضة في الصور لا تبدو امريكية. واستشهد الموقع بتكهنات بأن الطائرة قد تكون ايرانية الصنع. وكان موقع يديعوت احرونوت الاخباري الاسرائيلي ذكر في وقت سابق من مارس/ اذار ان وزارة الدفاع السورية أنتجت طائرات بدون طيارين مطابقة تماما من الناحية الفنية لانواع اخرى ايرانية ورجحت ان تكون تلك الطائرات المحلية الصنع هي ما تستخدمها القوات السورية.ولكن مسؤولا امريكيا قال ان بعض طائرات سوريا جاءت مباشرة من إيران. وكانت وكالة انباء فارس الايرانية ذكرت قبل أيام أن خبراء إيرانيين انتجوا ما وصفته بانه “نوع جديد من طائرات بدون طيارين” عرفته باسم “الفراشة” وقالت انه قادر “على تنفيذ مهمات عسكرية وأخرى لمراقبة الحدود.”