دبي – الوئام (CNN):شكلت الرسائل الإلكترونية المسربة والتي نسبت للرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء، صدمة للكثيرين من متابعي الشأن السوري. فبينما يقتل العشرات يوميا بفعل نيران القناصة، أو قذائف الدبابات، أو تحت التعذيب، غالبا ما كان الأسد مشغولا بشراء أغنية لمايكل جاكسون وبول ماكارتني عبر موقع “أي تيونز”، بينما كانت زوجته مشغولة باقتناء أغلى قطع الأثاث من المحلات العالمية في إيطاليا ولندن. ففي إحدى الرسائل البريدية المنسوبة للأسد، كتبت زوجته تقول: “هل يمكنك حجز هذه لي؟” ووضعت رابطا إلكترونيا للعبة “ليغو” من موقع أمازون يصل ثمنها إلى 119.99 دولارا. وفي رسالة أخرى كان عنوانها “لزين”، في إشارة إلى ابنهما، وضعت السيدة الأولى روابط لثلاثة أشياء يمكن شراؤها عبر موقع أمازون أيضا، وهي لعبة “ليغو” أخرى، وقلادة مستوحاة من شخصيات هاري بوتر، وقبعة هي الأخرى من نفس الفيلم. وضمن هذه الرسائل، التي لا يمكن لموقع CNN بالعربية التأكد من مصداقيتها، رغم حصوله على العديد منها، برزت فاتورة يعود تاريخها إلى 4 أغسطس/ آب 2011، لبعض المقتنيات من مؤسسة بريطانية تدعى “أنا كاسا” للتصميم الداخلي، وتم فيها شراء إضاءة للجدار بقيمة 4845 جنيه استرليني (7676 دولار أمريكي)، تم استخدام اسم ”علياء الكيالي، يعتقد انه الأسم الوهمي للسيدة الأولى. ولم تقتصر عمليات الشراء على الإنترنت، بل كانت السيدة الأولى في سوريا توصي أصدقاء لها يأتون لزيارتها، بشراء بعض الحاجيات وإحضارها معهم، في الوقت الذي كانت حمص تتعرض لعمليات عسكرية واسعة من قبل الجيش. ففي رسالة يعود تاريخها إلى 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، كتبت أسماء الأسد رسالة إلى صديق العائلة عزمي ميقاتي، وهو ابن شقيق رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، تقول: “... نحن جميعا بخير، هل ستكون هنا في الثاني من الشهر المقبل أم قبل ذلك؟ هل يمكنك أن تحضر معك الجزء الثاني من فيلم هاري بوتر ذا ديثلي هالوز (الذي سيتم إطلاقه في 2 ديسمبر/ كانون الأول المقبل)؟ هل شاهدت أغنية بكرة؟ ما رأيك؟” وكان الرد الذي نسب لميقاتي كالآتي: “فرحت لسماع أن كل شيء يسير على ما يرام... لقد وصلت للتو إلى بيروت، سأغادرها ومن ثم أعود في الثاني من الشهر، وسأحضر معي نسخة من فيلم هاري بوتر.” وفي تبادل لبعض الرسائل بين أسماء الأسد وشخص يدعى جورجي غراندي، من شركة “غراندي آرت” للتصميم الداخلي، تطلب منه الاطلاع على بعض “اكسسوارات” المرايا التي يشتهر هذا المحل، على ما يبدو ببيعها. وبعد أخذ ورد بين الطرفين، يرسل لها غراندي لمحة عن الأسعار، إذ تصل قيمة الفراشة التي تبلغ قياساتها 50X50 سم إلى خمسة آلاف جنيه استرليني، بينما تبلغ قيمة اللوحات الثلاثية نحو 36 ألف جنيه استرليني. ولا توضح الرسالة الإلكترونية التي يدعى أنها تعود لأسماء الأسد، ما إذا كانت بالفعل قد اشترت هذه التصاميم أم لا. وتبادلت أسماء الأسد بعض الرسائل الإلكترونية مع سيدة تدعى “دينا ديبس”، تعود إحداها إلى تاريخ 2 يناير/ كانون الثاني 2012، تقول فيها دينا: “أشكرك كثيرا على العقد، ولكنه باهظ الثمن جدا، لذا سأحتفظ به لمناسبة أخرى.. أعتقد أنه سيبدو رائعا جدا عليك.. إضافة إلى أنه لا يبدو وكأنه من شانيل... هل أعيده إليك؟” فردت الأسد بالقول: “احتفظي بالعقد.. فلدي الكثير منه.. ولست بحاجة إليه.. أنا سعيدة جدا لأنك أحببته.” لترد عليها دينا بالقول: “شكرا لك... إنه لطف منك.. فأنا أحببته كثيرا.” أما بشار الأسد، فيبدو أنه كان يجد دائما من يلبي طلباته، ويحقق أمانيه، إذ يتضح ذلك من إحدى الرسائل المنسوبه إليه، والموجهة إلى عزمي ميقاتي يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، الذي كتب يقول: “مرحبا عزمي... هل يمكنك أن تجد لي هذه المجلات؟ (ويدرج أسماء 13 مجلة متخصصة بالتصوير).” فيجيبه ميقاتي بالقول: “بالتأكيد.. سأحاول العثور عليها هنا في بيروت.” ووردت معظم هذه الرسائل الإلكترونية باللغة الإنجليزية، وقامت CNN بالعربية بترجمتها حرفيا، بعد حصول الشبكة عليها من أحد المصادر في المنطقة، علما أنه لا يمكن التأكد من مصداقيها.