كشف النقاب عن لقاء سري عقد بين وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ووزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر في زيوريخ ، وذلك بطلب من الادارة الاميركية وإسرائيل في محاولة لحل الأزمة القائمة بين الدولتين منذ الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والتي تفاقمت الى حد كبير بعد الهجوم الاسرائيلي على قافلة "اسطول الحرية" التي كانت في طريقها الى غزة في 31 مايو الماضي. وتم عقد اللقاء بمبادرة من رجال اعمال اسرائيليين وأتراك ولكن ايضا بطلب من الادارة الاميركية. ويتضح ان اللقاء عقد بعلم من وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ،غير ان وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان لم يكن على علم به ، ما دفعه الى توجيه الانتقاد الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإصدار بيان علني جاء فيه"وزير الخارجية يرى بخطورة شديدة حقيقة أن الامر تم دون إطلاع وزارة الخارجية. هذا مس بكل معايير الادارة السليمة ومس شديد بالثقة بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء". بيد أن بن اليعزر(من حزب العمل) اعتبر انه كان من الاهمية إخفاء اللقاء عن ليبرمان "الذي له دور ذو مغزى في إشعال الأزمة مع تركيا". وكشف مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو النقاب عن حيثيات الاجتماع بقولهم "الوزير بن اليعزر ابلغ رئيس الوزراء نتنياهو عن توجه إليه من جانب شخصية تركية حول لقاء غير رسمي. ورئيس الوزراء لم يرَ مانعا من عقد مثل هذا اللقاء، وذلك بعد أن كانت في الاسابيع الاخيرة مبادرات مختلفة لاتصالات مع تركيا بعلم وزارة الخارجية. عدم إطلاعهم بهذا اللقاء المعين نبع من سبب فني فقط. رئيس الوزراء نتنياهو يعمل بتعاون كامل مع وزير الخارجية ليبرمان وسيستوضح معه تفاصيل الحدث". وأشارت المصادر الاسرائيلية الى انه بالتوازي تجري اتصالات دبلوماسية مع أنقرة من قبل عدد من الجهات الرسمية في اسرائيل، بما فيها مدير عام وزارة الخارجية يوسي غال. وفي أنقرة ،أكد مسؤول تركي أمس ان اوغلو وبن اليعزر التقيا سرا لبحث سبل تجاوز الأزمة التي تشهدها العلاقات بين البلدين.وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان اللقاء بين الوزيرين التركي والاسرائيلي "حصل الاربعاء بطلب من اسرائيل". وقالت المصادر إنه تم الاتفاق فى ختام هذا اللقاء على موعد للقاء ثان دون الإعلان عن مكان انعقاده لافتة الى أن اللقاء السري تحقق بعد لقاء الرئيس الامريكي باراك أوباما مع رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين في كندا يوم السبت الماضي ، حيث أعرب الرئيس الامريكي عن عدم ارتياحه لتوتر العلاقات بين تركيا واسرائيل الحليفتين لأمريكا وتأكيده ضرورة إنهاء الأزمة .