أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أن مشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة يستهدف تحويلها إلى مدينة ذكية، لتكون أول مدينة ذكية في المملكة. وخاطب حضور حلقة نقاش المدن الذكية وتطبيقاتها في منطقة مكةالمكرمة بحضور محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد ووكيل إمارة المنطقة الدكتور عبدالعزيز الخضيري، قائلا: لا عذر لنا في المنطقة ألا تكون مدننا ذكية، فنحن في بداية إعمار وتخطيط جميع المدن، ويوجد لمدن مكةوجدة والطائف مخططات جديدة، فلماذا لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون ونكون الرائدين؟ وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أنه لدينا فرصة لن تتكرر، فنحن في عهد يزخر بجميع المميزات، فلدينا قيادة هي صاحبة المبادرة في جميع المشاريع، كما أنها تتابع التنفيذ، كما نملك ميزة الأمن والاستقرار، وميزة الوفرة المالية التي تعتمد الميزانيات بالمليارات في جميع المجالات، مؤكدا أن ذلك يحتاج فقط إلى الإرادة والإدارة لاتخاذ القرار، مشددا على أنهم في الإمارة اتخذوا القرار بأن تكون مدننا ذكية، والإمارة تحملت الإشراف على هذا المشروع وتخطيطه وتنفيذه. وقال "لماذا لا نستغل هذه الفرصة التي لن تتوفر لأي شعب من الشعوب أو الحكومات في هذا الوقت بالذات الذي تئن فيه الأمم من مشاكل سياسية واقتصادية ومالية، حيث الحروب والفتن والكوارث التي تحيط بجميع أنحاء العالم، موضحا أن مشروع المدينة الذكية يستهدف خدمة ضيوف الرحمن، وأتمنى أن تكون آلية الحج والعمرة مبنية على أسلوب راق وحضاري وحديث، حيث يبدأ الحاج رحلته من بلاده ويتعرف على مسارها حتى يصل إلى منافذ المملكة ليجد كل شيء معداً له بكل يسر وسهولة في سكنه ونقله وحصوله على الخدمات، ويشمل ذلك أيضاً وجوده في المشاعر المقدسة، كما أن ذلك يشمل استقباله بطريقة حضارية إسلامية تشمل التكريم بكل محبة وتقدير وابتسامة. مؤكداً في السياق ذاته أن الله شرف هذه المنطقة وإنسانها بخدمة ضيوف الرحمن الحجاج والمعتمرين، وهذا الشرف يقابله شكر بالعمل، والعمل هنا ماذا سنقدم للبيت الحرام وضيوف ومواطني هذه البلاد، وعلينا أن نفعل ما يمكن عمله. واعتبر أن الخطة الاستراتيجية للمنطقة بدأت بمشاركة جميع أبنائها، وقال: حينما كنا نعد الاستراتيجية دعونا مشاركة الجميع رجالاً ونساء شيوخاً، وشبابا، ورجال أعمال، ومسؤولين، ليضعوا استراتيجية التنمية ل 20عاما، وأخذنا جميع الآراء وخرجنا بخطة وافق عليها الجميع، مضيفا أن هذه الخطة ارتكزت على مرتكز رئيس وهو الكعبة المشرفة، حيث يبدأ كل شيء من الكعبة وينتهي إليها، فوجود الكعبة هو أساس وجود الإنسان في هذه المنطقة وحياته فيها. وشدد على أنه يرد على المحبطين الذين ينشرون ثقافة الإحباط بأننا مجتمع من العالم الثالث، ولا يمكن لنا أن نتطور فنحن لا نقرأ، وأقول لهم لسنا كذلك، فنحن أمة مسلمة، والإسلام دين يدعو للتقدم والحضارة ولن نقبل من دونه مركزاً متقدما، وليس هناك مستحيل. واستشهد أمير منطقة مكة في هذا الشأن بأن دراسة أميركية نشرتها صحيفة يو اس تو دي، صنفت صالة مدينة الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز بجدة بأنها واحدة من أوائل أفضل 10 صالات مطار في العالم، مؤكداً أن هذه ليست شهادة زور أو ملفقة، فمشروع تطوير صالات مدينة الحجاج مشروع تشرفت إمارة المنطقة بأن ترأس اللجنة الإشرافية فيه، وتم تنفذه بالإرادة والثقة. من جهته، أوضح الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة أن حلقة النقاش هي واحدة من مجموعة ورش وحلقات نقاشات نظمتها إمارة منطقة مكة وبتوجيه من سمو الأمير خالد الفيصل لتنفيذ مشروع المدن الذكية، لكي يتم التوصل إلى أفضل الأفكار والرؤى وصولاً لتأسيس الاستراتيجية وخطة العمل المقبلة، مشيراً قي السياق ذاته إلى أن هذه الحلقات التي تستضيف الاختصاصيين والمسؤولين وجميع فئات المجتمع تصب في مشروع شركاء التنمية الذي يستهدف مشاركة الجميع ومسؤوليتهم في مشاريع التنمية التي تشهدها المنطقة. وشهدت حلقة النقاش ثلاثة عروض قدمها اختصاصيون عالميون في المدن الذكية، وهم: فولكر بوشر، مايكل سمول، والدكتور هاني الجبالي، تطرقوا فيها إلى خصائص المدن الذكية واقتصاداتها وكيفية بنائها، إضافة إلى تحديات وفرص التحول والتطوير بأثر التقنية الحديثة. كما تناولت العروض مرتكزات بناء مشاريع المدن الذكية والتي تنطلق من استخدام التقنية في علاج كثير من المشكلات التي تواجهها الدول والحكومات، مثل: ازدحام الطرق، التلوث، توفير الطاقة وغيرها، أما على الصعيد الفردي فهو يوفر تطبيقات تسهل إجراءات الحصول على الخدمات، مثل: الحكومية، المالية، الصحية، الاجتماعية، الثقافية. وقدمت العروض نموذجاً للاستخدام الأمثل لأحدث تقنيات المدن الذكية للارتقاء بخدمات الحجاج والزوار والمعتمرين وتسهيل إقامتهم وتنقلاتهم.