أكد قنصل عام الجمهورية التونسية في جدة فتحي النفاتي، أن العلاقات بين بلاده والمملكة تتطور باطراد، وأن الحكومة والشعب التونسي يقدر عاليا مواقف المملكة معه، مضيفا أنه بحث مع وفد من رجال الأعمال في الرياضوجدة آلية تفعيل الاستثمارات السعودية في تونس. وكشف القنصل النفاتي خلال زيارته إلى المركز الرئيسي لصحيفة "الوطن" في أبها، أن عوائق كثيرة تواجه المستثمرين السعوديين في تونس منها (كثرة الأوراق) وإعادة ترتيب الإجراءات، ملفتا إلى أن عدد السياح تضاعف بعد الثورة وفقا لدراسة عاجلة أعدت من الجهات الرسمية .. (إلى نص الحوار): ما تقييمك للأوضاع الداخلية في تونس بعد الثورة؟ الحكومة الحالية تسعى لسيادة العدالة الاجتماعية عبر قوانين وإجراءات للقضاء على الفساد، والتطور الذي تشهده تونس في مختلف المجالات لا يمكن الحكم عليه خلال فترة زمنية قصيرة، خاصة وأن ثورتها ما زالت طرية وحكومتها لم يمض على تشكيلها أشهر. صف لنا الأسباب التي أدت إلى الهدوء المفاجئ في الثورة التونسية خلافا لما حدث في بلدان عربية أخرى؟ من المعلوم أن الثورة تؤدي أحيانا إلى الفوضى، إلا أن ثورة تونس كانت استثنائية عن بقية الدول الأخرى، لأسباب كثيرة وفي مقدمتها أن الثورة قامت في الأساس ضد المحسوبية وضد الظلم والفوارق الاجتماعية، أضف إلى ذلك عدم تدخل جهات غير مدنية في الحكم، والأجمل في هذا كله أنها أول تجربة في العالم العربي. مارأيكم في التركيبة الحكومية التي تحكم تونس والمكونة من مزيج من العلمانيين والأحزاب الدينية؟ إن مبادئ ثورة ديسمبر قامت على التعددية، والأحزاب الثلاثة الحاكمة لم تستأثر بالسلطة. فحركة النهضة التي فازت بغالبية مقاعد البرلمان، عرضت على كافة الأحزاب الممثلة بالبرلمان المشاركة في الحكومة لفترة انتقالية من سنة إلى سنة ونصف حتى يصار إلى وضع دستور للبلاد وإجراء انتخابات جديدة، وقد لبى حزبا المؤتمر من أجل الجمهورية برئاسة الرئيس منصف المرزوقي والتكتل برئاسة رئيس الحكومة مصطفى بن جعفر دعوة النهضة، فيما اعرضت بقية الأحزاب عن ذلك. وهل سيمتد التحالف إلى ما بعد المرحلة التأسيسية؟ من يحكم تونس يشكل صفا واحدا ويسير في اتجاه واحد ويلتقي في مصب واحد أولا خدمة تونس، وثانيا المبادئ العامة التي يريد الشعب التونسي إرساءها، وهذا ما سيتحقق بإذن الله. كيف تأقلم الشعب التونسي مع المرحلة الجديدة؟ الأوضاع هادئة وجيدة ويكفي أن هناك وعيا كبيرا لدى الشعب التونسي، وهذا يبرز في تقلص الاعتصامات وإطلاق الحريات الصحفية والإعلامية بعد الثورة، ومنح الفرصة للرأي والرأي الآخر، أما الوضع الاقتصادي والاجتماعي فلن نستعجل في الحكم عليها. ما مصير الاستثمارات السعودية في تونس؟ يعلم الجميع أن العلاقات السعودية التونسية تاريخية، والشعب التونسي يقدر عاليا مواقف الرياض مع تونس، في الوقت الذي يحرص الجانبان على توطيدها لما فيه خدمة الشعبين، وفي حقيقة الأمر بحثت مع وفد من رجال الأعمال في الرياضوجدة آلية تفعيل الاستثمارات السعودية في تونس، وأعترف بأن عوائق كثيرة تواجه المستثمرين منها (كثرة الأوراق) وإعادة ترتيب الإجراءات، ومن هنا أجدد الدعوة لرجال الأعمال إلى الاستثمار في تونس والاستفادة من مزايا منطقة التبادل الحر بين أوروبا وتونس. وهل العوائق تحتاج وقتا أطول لحلها؟ لا لن تطول، فقط هناك إجراءات والحكومة حريصة على تذليل العوائق التي تواجه المستثمرين، كما أحب أن أؤكد أن الاستثمار الدولي في تونس يكشف أن البيئة مشجعة ومحفزة، فتونس تصنع كيابل شركات الطيران وتقوم بتجميع السيارات وتفخر بصناعة النسيج وغيرها. ما مستقبل السياحة التونسية بعد الثورة؟ عملنا على دراسة رسمية عاجلة خلال الصيف الماضي واكتشفنا أن عدد السياح تضاعف 3 مرات عن العام الذي يسبقه، وهذا دليل كبير على أن ثورة تونس لم تؤثر على السياحة، كما أن الوضع الأمني المحكم في تونس ساعد في تحقيق الأهداف المنشودة، والشعب التونسي يحتفي دوما بالسياح ويحب أن يشاهد وطنه مقصدا للسياح والمتنزهين.