عبدالله هوساوي أو وجه الكوميديا الضاحك في الطائف، يعرفه الكثيرون بطرفته وحسه الكوميدي اللامحدود، يقول عنه زملاؤه بأنه "صانع الضحك في زمن الهموم". الشاب العشريني الدارس للتقنية الحيوية بكلية علوم جامعة الطائف يحلم بالتمثيل في مدينة السينما العالمية هوليوود. اكتشف هوساوي موهبة الكوميديا لديه في مرحلة الدراسة الأساسية "المتوسطة"، وكان محورها آنذاك يدور في محيط أجواء العائلة والأقارب، حتى أضفوا عليه ألقاباً محلية وسط ذلك المحيط الذي يذخر بالضحك العائلي بامتياز، وكان في كل مرة يقدم للعائلة عروضه يحظى بالتصفيق والتشجيع. يقول عبد الله في مفصل مهم من قصة حياته الكوميدية إلى "الوطن": "الجو العائلي يغلب عليه عادة طابع الفكاهة في معظم الأمور المتداولة بين أفراد الأسرة، وهذا جانب مهم في تطوير الحس الكوميدي لدي". لم يكن هوساوي يستطيع مواجهة الناس في مراحله الأولى من اكتشاف موهبته، حيث كان متقوقعاً على مناسبات الأقارب، ولم يكن يجرؤ على كسر هذا الحاجز، إلا بعد التحاقه بأجواء الحياة الجامعية الجديدة، وانخراطه في أنشطة الجامعة الطلابية التي يدين لها بالفضل بعد الله كما يقول في احترافه لفن الإضحاك لديه عبر "الاستاند آب كوميدي". تأتي جمعية ثقافة وفنون الطائف، ونادي الموهبة الجامعي على رأس من لعبوا دوراً ريادياً في صناعة تطوير الحس الفكاهي لدى الفتى الأسمر هوساوي، عن ذلك يقول:"من المعروف أن أي إنسان لديه موهبة أو أمر مميز يختلف به عن الآخرين، فهو يحتاج الفرصة لكي يبرزها أولا، ثم ينميها ويطورها ثانيا، وشخصياً كنت من أكثر المحظوظين في الحصول على العديد من الفرص في إبراز ما أملكه من الكوميديا، والفضل يعود لجمعية ثقافة وفنون الطائف ممثلة بمنسوبي قسم الفنون المسرحية، يتقدمهم الفنان المبدع مساعد الزهراني، ولنادي الموهبة بالجامعة". عبدالله يؤمن برسالة مفادها "عندما يتحول الضحك إلى واجب إنساني"، فهو يرى أن "الكوميديا ليست فقط مجرد لإضحاك الناس، بل لإدخال السرور عليهم في زمن كثرة الأعباء على حياة الناس"، من هذا المنطلق بدأت علاقته مع الكوميديا، وكان ملعبه الأول فيها موقع الفيديو العالمي "اليوتيوب"، الذي ساعد العديد من الهواة والمحترفين على تقديم إبداعاتهم، وبرز تحديداً من خلال برنامج "حار بارد" الساخر الذي يناقش القضايا المحلية على وجه الخصوص، والعربية على وجه العموم بأسلوب كوميدي هادف. انتقال عبدالله من المجال الكوميدي في حدود محافظته "مدينة الورود"، إلى المجال الواسع الذي فتح له آفاقا جديدة في اختبار حسه الكوميدي، فكانت بدايته من الحلقة الثالثة في البرنامج التي ناقش فيها مع زملائه "مشاكل التعليم في المملكة"، كأول ظهور له على تلفزيون الإنترنت. مشاركته في البرنامج اليوتيوبي جاءت مصادفة، بعد دورة حضرها في إعداد الممثل عقدتها جمعية الثقافة والفنون بالطائف، جمعته مع الشخصية الرئيسية في برنامج "حار بارد" وهو الفنان محمد عدنان الذي أعجب بقدرات هوساوي الكوميدية، لينضم بعدها لفريق العمل، ويصبح من أهم أركان العمل بعد ذلك. حينما تتحدث مع الفنان عبد الله هوساوي تجده يستخدم باستمرار عبارة "إيماني بموهبتي سيقودني إلى المستقبل الكبير بإذن الله، فشعاري لا يأس مع الحياة، وهوليود ليست بعيدة عني مع التدريب والتطوير، وخوض التجارب لفهم مدارس التمثيل بأنواعها المختلفة". وعندما تسأله عن رسالته الكوميدية خاصة بعد دخوله عالم "يوتيوب" يجيبك بلا تردد :"إدخال السرور على المهمومين، والمساهمة بحرية رأي متوازنة في معالجة قضايا المجتمع المحلية، تلك هي أسمى رسالة للفنانين عموماً والكوميديين خاصة، فإن الإعلام الجديد أعطى مساحات واسعة لطرح آراء الجيل الجديد من الشباب بطريقة مختلفة، ونفس الوقت تحمل وصفات علاج واقعية".