انطلقت أمس فعاليات المنتدى السعودي النمساوي بمناسبة مرور 55 عاما على العلاقات بين المملكة وجمهورية النمسا وذلك بقصر الليختنشتاين بالعاصمة النمساوية فيينا. وحوى المنتدى، الذي افتتحه نائب مستشار جمهورية النمسا ووزير الخارجية للشؤون الأوروبية والدولية الدكتور ميكائيل شبينديليغر، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، معرضا تضمن بعض الصور الفوتوجرافية ورسومات تشكيلية لفنانين سعوديين وعرض لبعض الحرف اليدوية السعودية، إضافة إلى العديد من الصور التي تحكي مسيرة العلاقات التاريخية السياسية بين المملكة والنمسا. وزار خوجة وشبينديليغر فور وصولهما في المعرض المصاحب للمنتدى وشاهدا ما يضمه من محتويات وأجنحة. وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا الأمير منصور بن خالد، خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة، على تميز ومتانة العلاقات الثنائية بين المملكة والنمسا على مدى 55 عاما في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، مشيرا إلى أنه خلال السنوات العشر الماضية شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين قفزة كبيرة بعد توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية المهمة وتبادل الزيارات الرسمية على مستوى القادة وكبار المسؤولين في البلدين الصديقين، وكان أهمها الزيارة الرسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى النمسا في عام 2004، وزيارة الرئيس الاتحادي لجمهورية النمسا هاينز فيشر عام 2006 للمملكة. وبين الأمير منصور أن العلاقات الثنائية بين البلدين تميزت برؤية مشتركة والتزام إنساني حيال موضوع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات بهدف احتواء الصراعات ذات الأساس الديني والثقافي وبناء تفاهم وانسجام عالمي قائم على التسامح والتعاون والأمن والسلام، مشيرا إلى أنه في هذا الإطار جرى توقيع اتفاقية تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، مما أضاف بعدا جديدا على العلاقات القائمة وأسهم بشكل إيجابي في تعزيز التعاون والشراكة الثنائية بين المملكة وجمهورية النمسا. من جهته، أشار سفير النمسا لدى المملكة يوهانس فيمر إلى أن ما عرض من نشاطات ثقافية تدل على التنوع الكبير لثقافة المملكة وما تزخر به من حضارة وتقاليد يفخر بها شعبها. بعد ذلك ألقى خوجة كلمة عبر فيها عن سعادته بتمثيل المملكة في هذه المناسبة التاريخية العظيمة التي يحتفل فيها بمرور 55 عاما على توطيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث شهد عام 1957 بداية تلك العلاقات التي تنامت باطراد في الحقول السياسية والعلمية والثقافية والاقتصادية، وتشعبت هذه العلاقات وتطورت حتى بلغت ذروتها في هذه المرحلة من عمر البلدين، لتعبر في الوقت الحاضر عن تفاهم مشترك حول الكثير من القضايا الدولية والإقليمية، وتبرز كذلك، دور مجتمعي البلدين في توطيد الصلات العلمية والثقافية منذ عقود طويلة من الزمان. وقال "إن حكومة المملكة، إذ تعتز بعمق هذه العلاقات، لتؤكد على القواسم المشتركة بين البلدين، وأهمها الدعوة المستمرة لإحلال السلام العالمي، والتفاهم والتحاور بين الشعوب والحضارات". ولفت خوجة إلى أن عددا ليس بالقليل من مواطني المملكة يرتبطون وجدانا وثقافة بالنمسا، أرضا، وشعبا، ومؤسسات تعليمية، كما أن العديد من أبناء الشعب النمساوي الصديق يرتبطون بشراكات اقتصادية وعلمية مع عدد من أبناء المملكة، مفيدا أنه من جميل المصادفات أن تتوازى العلاقات الدبلوماسية مع العلاقات العلمية بين شعبي وحكومتي البلدين. وألقى نائب مستشار النمسا ووزير الخارجية للشؤون الأوروبية والدولية الدكتور ميكائيل شبينديليغر كلمة شكر فيها حكومة المملكة على اختيارها لمدينة فيينا لإقامة فعاليات المنتدى السعودي النمساوي لعرض ثقافاتها المتنوعة في مختلف المجالات وكذلك تنظيم اللقاءات المشتركة من خلال المنتدى في النواحي السياسية والعلمية والثقافية التي ستعزز من علاقات التعاون بين البلدين من خلال ربط القيم المشتركة وتنمية روابط وأواصر التعاون والحوار بين الشباب في الجانبين في المجالات كافة بما يقوي العلاقات ويعززها، مؤكدا أهمية دور الإعلام في عكس متانة هذه العلاقات. وشهد الافتتاح فقرات من الفن الفلكلوري السعودي الذي تضمن مشاركات لعدد من الفرق الشعبية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى عدد من المشاركات الفنية.