تشهد دورات المياه في بعض أحياء العاصمة إهمالا واضحا رغم أنها تشكل واجهة ومظهرا لدور العبادة ومكانا يجب أن يشمله القائمون بالعناية والرعاية الكاملة، فيما تهدد بعض هذا الدورات الصحة العامة بسبب طفح المياه الآسنة وتراكم الأوساخ في جوانبها مع غياب مواد التنظيف والمطهرات، وطالب عدد من المواطنين الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بالمراحيض ومحاربة الكتابات على الجدران. "الوطن" تجولت ميدانيا في بعض المساجد ورصدت الإهمال في دوراتها والتقت بعدد من المواطنين الذين تحدثوا عن وجود عدم مبالاة من قبل الجهات المختصة بنظافة دورات المياه بالمساجد، وقال محمد العنزي الذي يسكن جوار أحد المساجد إنه لاحظ عدم الاهتمام بالمراحيض التي تنبعث منها الروائح الكريهة، وإن هناك غيابا لمواد التنظيف والتطهير مما يهدد الصحة العامة وربما انتشار الأمراض، فضلا عن الكتابات غير اللائقة على جدران هذه الدورات مما يشوه مظهر المسجد العام كمكان يقبل عليه الناس طاهرين لأداء الفريضة من مختلف الجنسيات. من جهته، أكد يزيد الصاعدي أنه يضطر في كثير من الأحيان إلى أداء الصلاة في أحد المساجد وهو في طريقه لمنزله أو العكس، إلا أنه يلاحظ أن بعض دورات المياه تنفر المصلين من ارتياد المسجد أو البحث عن البديل الأقرب نظرا إلى تجاهل نظافتها، فضلا أن بعضها تحتوي على سخانات مياه صدئة لم تصلها يد الصيانة عدة سنوات وتشكل بذلك خطرا على المصلين الذين يودون تجديد طهارتهم والاستعداد لأداء الفريضة. ويضيف الصاعدي أنه بات يحمل معه معقما خاصا به لاستخدامه بعد الانتهاء من الوضوء في هذه الدورات نظرا إلى غياب النظافة والمطهرات فيها، وتساءل "أين المسؤولون عن نظافة مثل هذه الدورات.. ألا يوجد عمال وظفوا لهذا الغرض". واتفق رأفت محمد أحد الوافدين مع الصاعدي، وزاد أنه يؤلمه أن يرى مكانا يتجمع فيه المسلمون بهذا الشكل وأن تكون الدورات في بعض المساجد مقززة إلى هذه الدرجة، مشيرا إلى أن العمال المكلفين بالنظافة لا يهتمون بالقيام بها بسبب غياب الرقابة عليهم، رغم أنهم يتقاضون راتبا شهريا نظير القيام بذلك، داعيا أئمة المساجد إلى متابعة ومراقبة تنظيف هذه الأماكن.