شهدت الساحة السورية أمس سلسلة من العمليات العسكرية استهدفت مقرات أمنية ومؤسسات رسمية سورية، كان أبرزها مهاجمة المصرف المركزي السوري في دمشق والانفجارات التي استهدفت المقار الأمنية في إدلب، واتهمت المعارضة السورية النظام بتدبيرها وبحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه "قتل أكثر من 20 شخصا غالبيتهم من عناصر الأمن بانفجارات شديدة هزت مدينة إدلب واستهدفت مقار أمنية". وأكد التلفزيون الرسمي السوري من جهته وقوع "تفجيرين إرهابيين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في إدلب"، مشيرا إلى سقوط ثمانية قتلى من قوات حفظ النظام والمدنيين، من دون أن يحدد أهدافا معينة. وبث التلفزيون صورا قال إنها التقطت في موقع أحد التفجيرين ويظهر فيها عدد من الأشخاص وقد تجمعوا حول أبنية متضررة وركام في الشارع. من جهة ثانية، ذكر المرصد أن "انفجارا شديدا هز ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبين أنه ناجم عن انفجار سيارة قرب فرع الديماس للإسكان والمعلومات الأولية تشير إلى سقوط ضحايا". وكانت أطلقت ليل أول من أمس قذيفة "آر بي جي" على المصرف المركزي السوري في دمشق، بحسب ما أفاد الإعلام السوري الذي أشار إلى أن العمل من تنفيذ "مجموعة إرهابية مسلحة"، وأنه تسبب ب"أضرار مادية". وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان إلى أن مباني حكومية عدة شهدت في الساعات الأولى من فجر أمس "سلسلة انفجارات مشبوهة استهدفت مبنى الإذاعة والتلفزيون وأحد المراكز الأمنية في حي ركن الدين، ومبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات" في العاصمة. وقال المجلس الوطني السوري في بيان أمس إن "ما حدث الليلة (قبل الماضية) من تفجيرات هو لعبة دموية إضافية من ألاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكا مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الإرهابيين". ودان المجلس "التفجيرات التي وقعت في دمشق"، نافيا أي صلة للجيش السوري الحر وقوى الثورة السورية بها. واعتبر المجلس الوطني أن "النظام الأسدي يحاول وبشتى الوسائل تضليل وتشتيت بعثة المراقبين من أجل منعها من القيام بعملها"، مطالبا ب"لجنة تحقيق دولية لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات". واتهمت لجان التنسيق بدورها النظام ب"تكثيف محاولاته اليائسة بالادعاء بأنه مستهدف من عصابات إرهابية مزعومة"، محملة إياه مع "أجهزته الأمنية المسؤولية كاملة عن هذه التفجيرات وما نتج عنها". وكانت مجموعة تسمي نفسها "جبهة النصرة"، تبنت مسؤولية عملية انتحارية وقعت الجمعة في دمشق، وذلك في بيان نشر على موقع إلكتروني إسلامي. وقالت إن التفجير نفذ في مكان قريب من تجمع لقوات الأمن السورية. وكان الإعلام السوري ذكر ان الانفجار وقع قرب مسجد في حي الميدان في العاصمة وتسبب بقتل 11 شخصا. وتأتي التفجيرات وأعمال العنف المستمرة في ظل وجود فريق من المراقبين الدوليين في سورية للتحقق من وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من أبريل، لكنه يسجل خروقات يومية أوقعت حتى الآن مئات القتلى.