ذهب عدد من الفنانين والمبدعين من جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة إلى أن المركز الثقافي الذي اعتُمد إنشاؤه في المدينةالمنورة ضمن خطط وزارة الثقافة والإعلام سيكون بمثابة طوق نجاة لإبداعاتهم، وأن من شأنه أن يزيل معاناتهم في ظل عدم توافر الإمكانات الفنية والتقنية التي تلائم الحراك المسرحي والفني الذي حصدت من خلاله المدينة أرفع الجوائز على مستوى المملكة. "الوطن" وقفت على شجون أولئك المبدعين بعد طرح مشروع المراكز الثقافية حيث قال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة الدكتور عبدالعزيز بن محمد كابلي في رده على استفسارات "الوطن": بداية، الفرع سيقوم بعد انتقاله للمركز الثقافي الجديد بإنشاء قسم نسائي خاص بمنسوبات الفرع, مشيرا إلى أن هذا القسم سيتواجد فيه عناصر نسائية لجميع لجان فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة، وذلك لعقد الاجتماعات وتنفيذ الدورات وورش العمل الخاصة بالجانب النسائي, مؤكداً صعوبة استحداث قسم نسائي حالياً نظراً لضعف إمكانات المبنى الحالي. كابلي يرى أن المركز الثقافي سيسهم في تنشيط وجود العنصر النسائي بشكل فعال، مشيراً إلى أن المشاركة النسائية متحققة حالياً في الخط العربي والفنون التشكيلية, وهو ما يضطرنا لاستئجار قاعات لإقامة الدورات والمعارض لهن، كما كشف ل"الوطن" عن أن الميزانية القادمة للفرع ستشهد مخصصات لمشاركة العنصر النسائي في مجالي الفنون التشيلية والتصوير الضوئي، وذلك من خلال المدربتين عواطف المالكي وأماني الفوتاوي في محاولة لتفعيل المشاركة النسائية قبل انتقال الفرع إلى المركز الثقافي الذي سيفتح آفاقاً واسعة لتدريب وتنمية قدرات المرأة السعودية ورفع كفاءتها لتواكب التطور الكبير الذي يشهده المجتمع. وأشار كابلي إلى أنه على الرغم من الإمكانات المتواضعة في المبنى الحالي، وافتقاره للكثير من أدوات النجاح كالمسرح والقاعات وصالات العرض، وهو ما كان يجعلنا نستعين بالجهات الحكومية الأخرى، فقد تواصلت الإنجازات حيث حققت لجنة المسرح مراكز متميزة على مستوى المملكة بالرغم من أن الممثلين كانوا يؤدون البروفات في غرف لا تمت للمسرح بأي صلة، مشيرا إلى مسرحية "جبا يا هو" التي حققت مستوى متميزاً في مهرجان الجنادرية قبل أربعة أعوام وفاز أحد ممثليها وهو بادي التميمي بلقب أفضل ممثل, وكذلك مسرحية "المذياع" التي حققت نجاحاً مبهراً قبل ثلاثة أعوام, إضافة إلى المعارض التشكيلية التي كان ينظمها الفرع للفنانين والفنانات, ودورات الخط العربي والتصوير الضوئي والفوتوجرافي. وطالب كابلي وزارة الثقافة والإعلام بالنظر في ميزانية فروع جمعية الثقافة والفنون مقارنة بالأندية الأدبية، حيث يقدم الفرع دورات وورش عمل ومعارض ومسرحيات للكبار والأطفال، بالإضافة إلى كثرة المشاركات لهذه الفروع خصوصاً في مناسبات الأعياد واليوم الوطني وغيرها. وأشار كابلي في هذا السياق إلى ضعف المكافآت التي تسلم للعاملين بفرع الجمعية، وهي مكافآت رمزية نظير ما يقدمه هؤلاء العاملون في فروع الجمعية, موضحا أن هذه المكافآت تتراوح بين 1200 و1500 ريال. رئيس لجنة التراث والفنون الشعبية والمسرحية بالفرع داود الشلاش يرى أن إنشاء هذا المركز الثقافي, سيساعد في إيجاد المساحات التي عادة ما نحتاجها في هذه اللجنة، خصوصاً عندما نقوم بعمل البروفات للجان الفنون الشعبية التي قد يزيد فيها العدد في بعض الأحيان عن 100 شخص, إضافة إلى حاجة اللجنة لوجود مستودعات لتخزين الأدوات التي تستخدمها لجنة الفنون الشعبية كالأجهزة والملابس وغيرها. ويرى مشرف جماعة الخط العربي بفرع الجمعية بشار أبو بكر عالوه, أن وجود مثل هذا المركز سيكون منارة ثقافية سيستفيد منها جميع أطياف المجتمع المدني وعاشقو الخط العربي الأصيل، حيث يتطلع أبناء المدينة إلى أن يكون هذا الصرح حاضناً لدوراتهم التعليمية والمعارض الفنية المتخصصة وأنشطتهم بشكل عام. فيما أشاد مسؤول العلاقات العامة والإعلام بفرع الجمعية حسين بن حسن العقيلي بمشروع إنشاء المركز الإعلامي, مؤكداً أن هذا المركز الذي سيضم فرع جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي بالمدينة سيكون نقلة مميزة للإشعاع الثقافي. وأشار عضو لجنة الفنون المسرحية بالفرع إلى أن هذا المركز الثقافي جاء كطوق نجاة للمسرحيين في المدينةالمنورة بشكل عام وللجنة المسرح بشكل خاص, مؤكداً أن اللجنة تعاني بشكل مستمر من عمل بروفاتها في فناء المبنى الحالي, فضلاً عن معاناتها في استلام المسرح الذي سيقدم عليه العرض، حيث لا نتمكن في أحيان كثيرة من استلام هذا المسرح إلاّ قبل العرض بأربعة أيام فقط، فنضطر إلى مواصلة الليل بالنهار في بعض الأحيان لتركيب الديكورات والتأكد من الصوتيات وعمل البروفات، مشيراً إلى وجود المواهب التي تحتاج إلى المكان والبيئة الجيدة لإبرازها. وأوضح مدير الأنشطة في الفرع معتز بن أسعد بري أنه عاش معاناة الفرع في جميع اللجان، والتي تمثلت في عدم وجود مقرات للدورات والعروض المسرحية والمعارض الفنية والبروفات للفنون الشعبية, مشيرا إلى أن هذا المركز الثقافي جاء لينتشل الفرع من هذه المعاناة المستمرة لجميع اللجان, حيث سينعكس ذلك على الأداء بشكل عام, ويرفع من وتيرة العمل المميز والمفيد. وقال عضو لجنة الفنون التشكيلية أحمد البار: إن الفرع كان ينتظر منذ مدة طويلة إنشاء هذا المركز لتوسيع نشاط الفنون التشكيلية ورسوم الأطفال من خلال إقامة المعارض والمحاضرات والندوات وورش العمل المتخصصة في الفن التشكيلي.