دعا الكاتب المسرحي محمد العثيم إلى توظيف الموروث المسرحي ضمن الأعمال المسرحية بالشكل الذي يجعله متسقا مع طبيعة العمل ونسيجه العام، بعيداً عما يفعله بعض المسرحيين من نقل الموروث إلى خشبة المسرح دون معالجة، وإنما على طريقة "الكولاج". وأوضح في الأمسية المسرحية التي استهل بها المنتدى الثقافي في فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها فعالياته الاثنين الماضي وأدارها المخرج محمد مفرق أن تجاربه المسرحية خلال أكثر من ثلاثين عاما تجعله يؤكد أن المدرسة الكلاسيكية التي ينتمي إليها تعمل على تداخل الموروث الشعبي ضمن نسيج الفعل المسرحي، وليس على طريقة القص واللصق. وكان العثيم قد أحيى الأمسية مشاركة مع المسرحي المؤرخ علي السعيد الذي بدأ الأمسية بورقة عن الظواهر المسرحية في النقوش الأثرية في المملكة العربية السعودية، مبرزا نماذج منها وجدت على صخور في منطقة حائل، وفي نجران وهضبة العروس في منطقة عسير. حضر الأمسية محافظ رجال ألمع محمد بن سعود المتحمي، ومدير جمعية الثقافة والفنون بأبها أحمد السروي، وعدد من المهتمين بالإخراج المسرحي والموروث الشعبي. وعقب نهاية المحاضرة فتح مدير الأمسية المجال للمداخلات حيث وجه أحمد السروي سؤالاً حول أرشيف المسرح السعودي الذي أسسه السعيد ومتى يرى النور؟. وأجابه السعيد بقوله إنه لا يملك حقوق بيع وتوزيع محتويات الأرشيف لكنه مستعد للتعاون مع أي باحث مسرحي على سبيل الاستعارة والإعادة. وداخل المخرج والممثل متعب آل ثواب حول تجربة الكاتب عباس الحايك في أحد عروضه المسرحية حين شخص "النهام" في البحر، مضيفا أن الحايك نقل الشخصية والموروث كما هما دون تغيير أو إضافة، ومع ذلك لم يؤثر ذلك في طبيعة العمل، وأجابه العثيم بأن كل مخرج مسرحي له الخيار في النقل حرفياً ونصياً كما هو الموروث دون تعديل أو الإضافة وذلك بالأسلوب العلمي الذي لا يشوه الموروث. بعد ذلك داخل المسرحي إبراهيم مسفر حول إعادة هيبة المسرح المدرسي دون عوائق متوهمة. وفي ختام الأمسية سلم محافظ رجال ألمع دروعاً تذكارية للمحاضرين مقدمة من جمعية الثقافة والفنون.