قال معارضون أن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص أربعة مدنيين في حافلة بمحافظة إدلب في شمال البلاد اليوم مع تزايد الضغط الدولي على دمشق لكي تحترم تعهداتها بوقف إطلاق النار وإصدار الأمر لجنودها ودباباتها بالعودة إلى الثكنات. وفي أحدث أعمال عنف لتقويض هدنة هشة بدأت منذ 13 يوما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن الأربعة قتلوا عند نقطة تفتيش على الطريق الرئيسي من حلب إلى العاصمة. وقال المرصد إن رجلا مسنا قتل في قتال عنيف في مدينة درعا بجنوب البلاد التي كانت مركز المعارضة ضد الرئيس بشار الأسد. وقالت امراة زارت بلدة دوما مساء أمس إن البلدة التي توجد بها أغلبية معارضة تتعرض لقصف مستمر ولا يوجد بها ماء أو كهرباء أو شبكة للهاتف المحمول. وأضافت "استمر القصف طوال الليل بالمدفعية والدبابات ولم نتمكن من النوم على الإطلاق ولا للحظة واحدة، ومعظم السكان نزلوا إلى الطابق الأول لأن الطوابق الثاني والثالث في غالبية المساكن أصيبت." ولم يرد ذكر لإطلاق الرصاص في وسائل الإعلام السورية التي تخضع لرقابة صارمة أو تعليق من السلطات في دمشق التي حظرت دخول معظم الصحفيين الأجانب أثناء الانتفاضة التي تفجرت قبل 13 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد. وأبلغ كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الذي توسط في اتفاق وقف إطلاق النار مجلس الأمن أمس بأن سورية لم تسحب الأسلحة من المراكز السكنية في انتهاك لشروط الهدنة التي بدأ سريانها يوم 12 أبريل. والهجوم على الحافلة الذي وقع بعد يومين من مقتل 31 شخصا في مدينة حماة فور مغادرة مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للأمم المتحدة قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط الدبلوماسية على دمشق. وقال عنان وفقا للنص الذي تم الحصول عليه "الموقف في سورية مازال غير مقبول". وأضاف "يجب على السلطات السورية أن تنفذ تعهداتها كاملة وأن يتوقف الانتهاك بكل أشكاله من جانب كل الأطراف". كما أشار إلى تقارير بأن قوات الأمن تستهدف الأشخاص الذين التقوا مع أفراد من الفريق الطليعي للمراقبة التابع للأمم المتحدة والذي يهدف إلى إنهاء الصراع الذي تقول الأممالمتحدة أن 9000 شخص قتلوا فيه. وتقول دمشق إن جماعات مسلحة مناهضة للأسد تعمل في البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 23 مليون نسمة قتلت 2600 من قوات الأمن. وأكد عنان الذي كان يتحدث إلى المجلس المكون من 15 عضوا الحاجة إلى أن تكون هناك "عيون وآذان على الأرض" رغم أنه حتى الآن لا يوجد سوى 15 مراقبا غير مسلحين في سورية من بين فريق من المزمع أن يبلغ قوامه 300 فرد. ولم تتضح أسباب البطء في نشر هؤلاء المراقبين. ويقول ناشطون انه رغم الوجود المحدود للمراقبين على الأرض فقد أدى بالفعل إلى تراجع عدد القتلى الذين يسقطون يوميا لكن هيرفيه لادسو رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قال إن نشر أول 100 مراقب سيستغرق شهرا وهو جدول زمني جلب سخرية من العديد من السوريين. وتساءل أحد سكان حمص وهي المدينة التي تحملت القصف المستمر من جانب الجيش "هل يستغرق الأمر شهرا لكي يصلوا ؟ هل سيأتون على ظهور جياد؟". وامتنع عن ذكر اسمه الحقيقي.