أبدى الكثير من المواطنين والمزارعين بنجران، استياءهم من هدر المياه عن طريق الأشياب التي تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ. وطالبوا الجهات المعنية بتكثيف الرقابة وتطبيق التعليمات على المخالفين للحفاظ على مخزون المياه واستغلاله في المفيد. وفي هذا السياق، يقول المواطن منصور آل منجم، إن ظاهرة تزايد أعداد الأشياب يضر بالمخزون المائي للمنطقة، خصوصا وأن أغلب وايتات المياه قديمة، ولا تتوفر بها الاشتراطات الكاملة للحفاظ على كمية الماء المنقولة إلى المنازل والمنشآت، وتتسرب مياهها على الطرقات العامة، في مشهد مؤسف يؤكد غياب الرقابة من الجهات المعنية. أما سالم الصقور، فعبر عن استيائه لعدم التزام أصحاب الأشياب بمتطلبات السلامة، وذلك لعدم وجود أرصفة تنظم خروج وايتات المياه التي تسلك الطرق العامة بشكل عشوائي، مما يتسبب في الحوادث المرورية وتعطيل حركة السير. في المقابل، أكد "ابن مريح" أحد أصحاب الأشياب، أنه حاصل على رخصة وفق الاشتراطات المطلوبة، ولا تتم تعبئة المياه إلا لأصحاب الوايتات المرخص لها والتي تحمل "استكر" تعبئة المياه من قبل الجهات المعنية، مبدياً تذمره من وجود أشياب غير مرخص لها يديرها عمالة وافدة. من جهته، أوضح مدير عام المياه بمنطقة نجران المهندس صالح مصطفى هشلان ل"الوطن" أمس، أن مسؤولية الإشراف على الأشياب الحكومية وعددها خمسة في مدينة نجران تقع بالكامل على مديرية المياه بالمنطقة، مؤكداً أن إدارته تتابع سلامة المياه وصلاحيتها للشرب وطرق التوزيع والتشغيل والصيانة. أما ما يخص الأشياب الأهلية، فأوضح هشلان أن دور مديرية المياه يتمثل في الرقابة على استمرار صلاحية المياه التي توردها تلك الأشياب للاستهلاك الآدمي، وتقع مهمة منح التراخيص ضمن اختصاص أمانة نجران، حيث يقدم المستثمر طلب الترخيص إلى الأمانة التي تحيل الموضوع إلى مديرية المياه، للتأكد من تنفيذ الموقع للاشتراطات اللازمة، وفي حالة توفر تلك الاشتراطات يعاد الطلب إلى الجهة المختصة بالأمانة لمنحه ترخيصا يسمح له بالعمل في الموقع. إلى ذلك، أكد مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة نجران المهندس تركي مسفر الوادعي ل"الوطن" أمس، أن كثرة الأشياب تؤثر بشكل سلبي على المخزون المائي لحوض وادي نجران، ولكن تلك الأشياب أوجدتها الضرورة لسقيا المواطنين، موضحا أن وزارة المياه تسعى جاهدة لإكمال مشاريع السقيا، وبعدها سنغلق جميع الأشياب. وأشار الوادعي، إلى أن دور إدارته يقتصر على التوعية بترشيد مياه الري وإقامة ندوات ومحاضرات للمزارعين بأهمية الحفاظ على المخزون المائي، واستخدام أساليب الري الحديثة.