بات مدرب الفريق الكروي الأولمبي بنادي الهلال، الألماني هيكو بونان مطلب جماهير الزعيم لقيادة دفة السفينة الهلالية بعد تردي نتائج الفريق الأول على المستويين المحلي والقاري مع التشيكي إيفان هاشيك، خصوصاً أن بونان لعب دور المنقذ من قبل عقب إقالة المدرب الألماني توماس دول، وأوصل الفريق إلى نهائي كأس ولي العهد. وأوضح بونان في حوار مع "الوطن" أنه جاهز ورهن إشارة الإدارة إذا ما استدعته لهذه المهمة التي يطمح إليها، مبرراً عدم تحقيقه كأس دوري الأمير فيصل بن فهد لأندية الممتاز إلى صعود ثمانية عناصر من الفريق الأولمبي إلى الأول. ووصف بونان احتراف أسامة هوساوي في بلجيكا بالمغامرة الصعبة لاختلاف العادات بين الدول العربية والأوروبية، مرشحاً سلمان الفرج ونواف العابد وسالم الدوسري للاحتراف في الخارج لإمكاناتهم العالية. كيف وجدت فريق الهلال الأولمبي في أول موسم لك في الملاعب السعودية؟ وجدت فيه لاعبين موهوبين صغار السن، عليهم أن يبذلوا جهداً كبيراً لإبراز إمكاناتهم الفنية، لأن اللاعب عندما يحترف تعد اللعبة مهنة بالنسبة له، وبالتالي لابد أن يقدم أفضل ما لديه ليحقق أهدافه ويبلغ طموحه. وأنا فخور بما قدمت من عمل، حيث استطعت أن أكتشف عناصر أصبحت مؤثرة في الفريق الأول. لكن الأهلي خطف منكم اللقب؟ البطولة لم تكن هدفاً رئيساً بالنسبة لنا، نحن نحرص على تجهيز لاعبين للفريق الأول الذي استعان بأكثر من 8 عناصر أساسية من الأولمبي. ولو بقي هؤلاء معي إلى نهاية الدوري لما ذهب اللقب لفريق آخر غير الهلال، خاصة عندما نتحدث عن لاعبين بمستوى وإمكانات نواف العابد وسالم الدوسري. ما هي التغييرات التي أجريتها لتتقدم بالهلال من المركز العاشر في الموسم الماضي إلى الثاني هذا الموسم؟ كان الهدف الرئيس لنا بداية هذا الموسم تحقيق الفوز في كل مباراة، وأطمح في الموسم المقبل أن يكون العمل أكثر تكاملاً لتحقيق اللقب، ولكن الأهم الجانب التطويري للاعبين ومواصلة تفريخ لاعبين للفريق الأول. وبالمجمل حققت مع الهلال هذا الموسم الوصافة في الدوري بمشاركة 30 لاعباً، وقدمت 8 عناصر مؤثرة للفريق الأول. هل ستجدد عقدك مع الهلال؟ أرغب في المواصلة لموسم آخر، وذلك لانسجامي مع اللاعبين بوجود مساعدي الجزائري حسان، ومدير الفريق فهد المفرج والمساعدين سعد المنصور وعبد الله العبيدان، وفي الموسم المقبل لن نبدأ من الصفر بل سنواصل العمل بنفس الطريقة، وأنا على يقين أن النتائج ستكون أفضل. جئت للهلال بتوصية من مواطنك توماس دول الذي أقيل منتصف الموسم، وأنت ما زلت باقياً مع الفريق؟ دول مدرب ممتاز، وأنا لا أقول هذا الكلام لأنه صديقي، لكن عند وصولنا للسعودية لم نكن نعرف أي شيء عن العادات في المملكة، وحتى مستوى كرة القدم، وكان بحاجة لمزيد من الوقت، وأنا كنت محظوظاً، لأني تأقلمت سريعاً بمساعدة المجموعة التي أعمل معها، بينما واجه دول صعوبة في هذه الناحية، خاصة أن الضغوط الإعلامية والجماهيرية كانت كبيرة عليه. هل كان مستوى الهلال سيتحسن إذا بقي دول؟ بكل تأكيد استمراره كان سيكون أفضل، خاصة على مستوى النتائج، وهي ليست مقارنة مع المدرب الحالي هاشيك، ولكن دول قبل إقالته بقليل بدأ ينسجم مع الأجواء في السعودية.. قبل حضورنا لم نكن نعلم أن المسلم يؤدي 5 صلوات بأوقات مختلفة في اليوم، وأن الحياة مبنية عليها، وهذا أمر مختلف تماماً عن أوروبا. وفي كل الأحوال الأهم هو الكيان، بغض النظر عن ماهية المدرب أو اللاعب. كيف تصف تجربة قيادتك للهلال في كأس ولي العهد؟ تشرفت بتدريب الفريق الأول بناد بحجم الهلال، إنما لم يكن القرار بيدي، وأعتز بالمباراتين اللتين أوصلت فيهما الفريق لنهائي الكأس، وكنت على بعد خطوة من تحقيق اللقب، وأفتخر بتحقيق أي لقب مع هاشيك، وأحترم قرار الإدارة في اختياره مدرباً للفريق الأول. يقال إنك تنتظر أن تستدعى من إدارة النادي لتدريب الفريق الأول خلفا لهاشيك؟ لم يخبرني أحد بذلك، لكني جاهز بأي وقت ورهن إشارة الإدارة، وأتمنى النجاح للفريق الأول، لأن الهلال يمر بمرحلة مهمة، فالأهم هو الكيان سواء كان المدرب هاشيك أو بونان، حتى الجماهير يجب أن تعي دورها في دعم الفريق لأنها الطريق الأول للنجاح. ولكن عودتك بعد مغادرتك بأسبوعين تعزز خلافتك لدول، ما ردك؟ غادرت إلى بلدي في إجازة قصيرة لمدة 10 أيام بعد آخر مباراة في دوري كأس الأمير فيصل بن فهد، وعدت لإكمال ما بدأت به من عمل والتحضير والاستعداد للموسم المقبل، واستثمرت الوقت في البحث عن لاعبين جدد وبالفعل عثرت عليهم، وسأواصل العمل حتى منتصف مايو المقبل، ثم أحصل على راحة وبعدها سيكون الإعداد الفعلي للموسم المقبل. كيف تابعت دوري زين للمحترفين؟ بالطبع كانت المنافسة قوية، فقد توقعت تحقيق الشباب للقب بعد أن شاهدته أمام الهلال في الدور الأول وفاز حينها 2/صفر، وقلت في ذلك الوقت إنه فريق قوي ومرشح لنيل اللقب لوجود لاعبين على مستوى عال، خاصة البرازيلي فرناندو والأوزبكي جيباروف، إضافة لبقية العناصر التي لم تخسر أي مباراة طوال الموسم. من لفت نظرك في دوري زين من اللاعبين المحليين أو الأجانب؟ محمد الشلهوب الذي يعد الأفضل لثبات مستواه وتأثيره على الفريق وعقليته الاحترافية العالية، والبرازيلي فرناندو منيجازو من الشباب، ويعد أفضل أجنبي هذا الموسم لامتلاكه شخصية القائد والبنية القوية. ما تعليقك على احتراف هوساوي في أوروبا؟ أعتقد أنها فرصة جيدة له للمشاركة مع أندرلخت البلجيكي واللعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وقد يواجه صعوبة في البداية، لأن كل شيء سيكون مختلفاً، خاصة أن المدربين في أوروبا لا يبالون بمواعيد الصلوات الخمس، وعليه أن يتواجد وقت التدريبات، وفرص نجاحه كبيرة لامتلاكه كل أدوات المدافع الناجح من طول وسرعة واللعب الرجولي، وتبقى طريقة الحياة مختلفة هناك، لذا عليه أن يعرف أن حياته كلها ستتغير خلال وقت قصير جداً، ولا بد أن يواجه ذلك بقوة وعزيمة حتى يقدم كل ما لديه لفريقه الجديد. هل باعتقادك أنه سينجح هناك أم سيعود بعد فترة قصيرة للسعودية؟ أتمنى نجاحه، لأن هذا النجاح سيلفت أنظار الأندية الأوروبية إلى اللاعب السعودي، وأتمنى أن يحذو بقية اللاعبين السعوديين وبالذات الصغار في السن حذوه. من هو اللاعب السعودي الذي ترى أنه جدير بالاحتراف في أوروبا؟ سلمان الفرج، لأن الأندية الأوروبية تبحث عن لاعبين بمميزاته الفنية كظهير أيسر، إضافة إلى أن البنية التي يمتلكها وسرعته وطوله ممتاز ويستطيع السيطرة على الكرة بشكل رائع حتى في السرعات العالية، بالإضافة إلى نواف العابد إذا كانت لياقته تسمح له باللعب بشكل أفضل، فبإمكانه اللعب في أوروبا لإمكاناته الفنية العالية، وحتى سالم الدوسري لديه الفرصة بالنجاح هناك. هل سبق أن تحدثت مع اللاعبين الذين ذكرتهم عن فرصة اللعب في أوروبا؟ تحدثت مع سالم الدوسري وطلبت منه العمل والتعلم بشكل أفضل والاستماع للنصائح والتوجيهات، وكنت واثقاً من نجاحه، وبعد 3 أشهر من العمل حجز له مكان في الفريق الأول، وقلت لجميع اللاعبين أن بإمكانهم اللعب في أفضل الأندية الأوروبية، ولكن هذا يتطلب عملاً وجهداً كبيرين منهم للوصول إلى هناك.