حذرت أخصائية البصريات ببرنامج الخدمات الصحية في الهيئة الملكية بالجبيل الدكتورة أبرار العوامي، من سوء استخدام العدسات اللاصقة، وخطورة ذلك على الإبصار، فإهمال نظافة العدسات وعدم الاهتمام بطريقة الاستعمال قد يؤذيان العين، ويسببان الإصابة بحساسية أو عدوى بكتيرية أو تقرحات، خصوصاً في حالة إصابة القرنية بخدش أثناء ارتداء العدسة، وفي هذه الحالة يجب التوقف عن ارتداء العدسة نهائيا. وأوضحت الأخصائية العوامي في دراسة بحثية أعدتها لتثقيف مراجعيها، أن الكثير من المرضى يجهل طريقة الاستخدام الصحيح، خصوصاً مع اقتراب فصل الصيف، حيث تحتاج العدسات إلى عناية خاصة في درجات الحرارة المرتفعة وفي ظروف الرطوبة العالية لتفادي إصابات العين بالبكتيريا والعدوى والجفاف الشديد. وشملت الدراسة توجيه الفتيات والنساء الحوامل، وموظفي الصناعات المعدنية والكيميائية، والأطفال. ودعت مستخدمي العدسات إلى الانتظام في مراجعة طبيب العيون خصوصاً في حالة الحكة والإحمرار، حيث يجب أن تكون هناك ساعات محددة للبس العدسة، وعدم الإفراط في استخدامها أو النوم بها ساعات طويلة، لتعطي مجالا للقرنية للتعرض للأكسجين وتفادي حصول تهيج واحمرار بالعين. ومن جانب آخر حذرت الدكتورة العوامي، عمال الأفران الصناعية في صناعة المعادن في مدينة مثل الجبيل الصناعية من ارتداء العدسات بتاتاً أو النظارات المصنوعة عدساتها من البلاستك، لتعرضهم الدائم لحرارة الأفران العالية، وكذلك العاملين في المصانع الكيميائية، وعمال أفران المخابز والطهاة، إضافة إلى خطورة استخدامها في المناطق المرتفعة الحرارة والجافة، والملوثة بالغبار كالمنطقة الوسطى في المملكة. كما حذرت الفتيات من الانجراف خلف الموضة والتسابق على لبس العدسات الملونة دون دراية بأضراراها الصحية والطرق الخاطئة في استخدامها، وأهمها وصول مواد تجميل العين أو الكحل إلى العدسات، وضرورة ارتداء العدسات قبل وضع المكياج وليس بعده. كما نصحت بعدم استخدام العدسات أثناء فترة الحمل وخصوصاً في الأشهر الأخيرة وذلك لتضخم وامتلاء القرنية بالسوائل في هذه الفترة، وبالتالي عدم الارتياح أثناء استعمالها. وأما العدسات الخاصة بالأطفال فقالت العوامي: هي صالحة لمن هم فوق سن ال 13 أو أكثر إلا إذا كانت هناك أسباب ضرورية مثل التفاوت الكبير بين قوة الإبصار في العينين أو في حالة إجراء عملية الماء البيضاء في إحدى العينين لمن هم أقل من ذلك. وشددت الأخصائية العوامي على تجنب غسل العين بالماء في حالة وجود العدسة داخل العين، فتعرض العدسات لماء ربما يؤذي العين، والسبب في ذلك هو ميكروب طفيلي أحادي الخلية اسمه "أكانثاموبيا"، يمكنه إحداث تقرحات شديدة لقرنية العين، وفي حالات نادرة يصحب التقرحات ألم شديد ربما يؤذي العين. فالإصابة بتلك التقرحات يصعب علاجها، كما حذرت من وضع العدسات اللاصقة عند الإصابة بنزلات البرد، حيث قد يصاب مستخدمها بعدوى في العين إذا وضع يديه أمام فمه أثناء العطس أو السعال ثم عاود مسح عينيه، فالعدسات الرقيقة تكون معرضة بشكل خاص لتجمع الجراثيم عليها مما قد يسبب التهاب باطن الجفن أو قرنية العين. وقالت الدكتورة العوامي إن أحدث الدراسات في علم البصريات ذكرت أن كل 30 ألف شخص ممن يرتدون العدسات في بريطانيا يصابون بأمراض ذات علاقة بسوء الاستخدام، وتزداد النسبة فى الولاياتالمتحدة 15 ضعفا.