قضية خطأ طبي جديدة تنتابها الغرابة، حيث أجرى جراح "مقيم" عملية لفتاة مقيمة ثم تراجع عن إتمامها بعد أن فتح بطنها دون أن يستأصل الزائدة التي كانت المريضة تشكو أعراضها وأدخلت المستشفى نتيجة لتلك الأعراض، مما تسبب في حدوث غرغرينا في العضو المراد استئصاله تسببت بوفاتها. ولم يدر في خلد شقيق المريضة "و. م" أن أخته التي دخلت المستشفى تمشي على قدميها بسبب آلام في البطن وارتفاع حرارتها وغثيان وقيء مستمر، حسب قوله، ستخرج على نقالة الموتى من مستشفى خاص. وقال شقيق المريضة "أدخلت أختي البالغة من العمر 13 عاما إلى المستشفى الخاص وهي تشكو من أعراض التهاب الزائدة الدودية، وبعد الكشف عليها في الطوارئ قرر الأطباء أنها في حاجة إلى استئصال الزائدة، وأجريت لها العملية من قبل نائب رئيس الجراحة العامة بالمستشفى، ومن ثم نومت لعدة أيام بسبب بعض المضاعفات التي تمثلت في القيء المستمر". وأضاف "لم نكن نعلم أن الطبيب الذي أجرى العملية لم يستأصل أصلا الزائدة، ولم يخطرنا بذلك". وتابع: خرجت أختي من المستشفى إلا أنها كانت تعاني بشكل مستمر من آلام حادة في البطن، فرجعنا إلى الطبيب مرة أخرى وكان يكتفي بصرف مهدئات الألم لها. وأضاف أن الطبيب في كل زيارة يطمئن شقيقته أن الأعراض التي تشعر بها طبيعية بعد العملية وسرعان ما تختفي بعد تناول المسكنات. وبعد مرور 4 أشهر من إجراء العملية شعرت المريضة بتدهور كبير في حالتها تمثل في ارتفاع حرارتها أكثر من السابق، وقيء مستمر دون توقف، مما دفع عائلتها إلى تنويمها في المستشفى ذاته، حيث اكتشفوا أن هناك فضلات تخرج من مكان جرح العملية وشكوا في أن ابنتهم تعرضت لخطأ طبي. وبقيت المريضة في المستشفى حتى يوم الاثنين الموافق 25 /5/ 1432ه حيث وافتها المنية داخل المستشفى. وطالب شقيق الفتاة بأخذ الحق الشرعي من المتسببين في وفاة أخته، والتحقيق مع الطبيب الجراح ومالك المستشفى والمدير الطبي، مشيرا إلى أن هناك إهمالا طبيا واضحا من قبل الطبيب الجراح أدى لوفاة شقيقته. من جهته، كشف رئيس الهيئة الطبية الشرعية في جدة الشيخ عبدالرحمن العجيري في تصريحات إلى "الوطن" أن الهيئة عقدت أول من أمس جلسة للنظر في الشكوى التي تقدم بها شقيق المريضة (13 عاما) وادعي فيها أن هناك خطأ طبيا ارتكب بحق شقيقته أثناء أجراء العملية وتسبب في وفاتها. وأضاف العجيري أنه تم استجواب الطبيب الجراح الذي حضر الجلسة، وأفاد الطبيب أنه أثناء إجراء العملية لاستئصال الزائدة الدودية وجد أن الزائدة مصابة بالغرغرينا مما دفعه إلى إبقائها وإغلاق الجرح دون استئصال العضو. وأشار العجيري إلى أن الطبيب الجراح ادعى أنه بعد شق بطن المريضة لاستئصال الزائدة وجد أنها مصابه بالغرغرينا إلى جانب وجود "درن" داخل بطن الفتاة مما دفعه لتركها وإقفال الجراح. وأضاف العجيري أن بقاء الزائدة الدودية دون استئصالها تسبب في حدوث تسمم لها وقد يكون أحد أسباب الوفاة، إلى جانب ادعاء الطبيب بأن المستشفى غير مؤهل بالإمكانات الطبية الحديثة ولا يوجد استشاري جراحة وطبيب باطنية، محملا إدارة المستشفى أسباب حدوث الأخطاء الطبية التي تحدث في دهاليز غرف العمليات. وأشار العجيري إلى أنه تم تأجيل القضية إلى 22-10-1433ه، على أن يتم حضور مالك المستشفى والمدير الطبي للرد على ادعاء الطبيب الجراح بأن المستشفى لا يملك أجهزة طبية حديثة ولا يتوفر فيه استشاري جراحة وباطنية.